الرواية الأولى

نروي لتعرف

جذور و أوراق / موفق عبدالرحمن

عرس الفرح السوداني في دوحة الخير _حين بكى الرجال

موفق عبدالرحمن محمد

.

لم تكن مباراة الامس مجرد مباراة كرة قدم عابرة _ بل كانت ملحمة تُروى _ ولوحة فنية رُسمت بألوان الشغف والدموع الصادقة على أرض استاد الغرافة في دوحة الخير .
بالأمس لم ينتصر منتخب السودان على شقيقه اللبناني وحسب _ بل انتصرت إرادة الحياة والفرح المغتصب على كل مرارات الحزن المتراكم .

في جنبات استاد الغرافة
هناك كان النبض سودانيًاََ
فمنذ اللحظة الأولى أدركنا أن هذا الجمهور ليس كأي جمهور .
توافد ابناء وبنات السودان من كل حدب وصوب _ حتى ملأوا جنبات الملعب عن بكرة أبيها و تجمع اكثر من نصف هذا العدد خارج الاستاد لم يتمكن من الدخول .
كل هؤلاء جاءوا لا ليتابعوا مباراة فحسب _ بل جاءوا ليقيموا عرساََ وطنياََ صغيراََ على أرض قطر .
كان هتافهم صافياََ كالمطر _ نابعاََ من أعمق نقطة في القلب _ لم يكن مجرد تشجيع _ بل كان عهداََ بالمحبة والولاء لتراب السودان المحبوب .

تقدم المنتخب اللبناني الشقيق بالهدف الأول وكان طوال زمن المباراة خصماََ عنيداََ استحق كل الاحترام _ خيم الصمت للحظات قليلة _ لكنه لم يكن صمت هزيمة ، بل كان نفساََ عميقاََ التقطه الجمهور ليُطلق بعده شرارة الإصرار .
فعلت الصيحات والهنافات المعهودة و ” دبل ليو ” وعدد من الهتافات التي تشبه هتافات القادة و الجنود في الميدان في مشهد قال بكامل التضامن مع الاوفياء الشجعان الذين قدموا ويقدمون ليعود السودان حر
و آمن ويتحقق كامل النصر .

كانت الهتافات تخرج مصحوبة بـ زغاريد النساء المجلجلة التي شقت عنان السماء _ وبرع الشباب في استخدام تقنيات التشجيع المبتكرة في الامواج البشرية والإضاءة بالموبايل والطبول والاهازيج .
كل أطياف المجتمع السوداني في الدوحة كانت هناك _ كبار ، صغار ، طلاب المدرسة السودانية ، رموز الاعلام من السودانيين وزملاءهم ، ربات البيوت وغيرهم كل هؤلاء قالوا بأننا جميعنا واحد _ وقلبنا واحد ونحن مع انتصار السودان في ملمح وطني جميل .

كل ذلك وصقور الجديان يصارعون ويرفضون الاستسلام _ مدفوعين بسند الجمهور القوي _ الى ان جاء الهدف الترجيحي والذي جاء قبل أقل من عشرين دقيقة من صافرة النهاية _ حينها تحول الملعب إلى بركان من المشاعر الصاخبة _ لم تكن فرحة عادية _ بل كانت لحظة تطهير غسلت مرارة الأيام والاحزان التي تراكمت بفعل الحرب .
فبكى الرجال قبل النساء _
و أهدى هذا الجمهور العظيم قبل اللاعبين هذا الفوز لكل الشعب السوداني ليؤكد أن السودان قادر على الفرح بالرغم من كل شيء .

الاحتفالات لم تتوقف عند حدود الملعب فانطلقت الجموع في شوارع الدوحة في مشهد بهيج عكس وحدة الوجدان _
والمشهد الأجمل كان تفاعل أهل قطر الكرام وتهانيهم الصادقة التي غمرت القلوب بالامتنان ، مؤكدين مجددًا على محبة أهل قطر لأهل السودان وامتداد لمكرمات دوحة الخير التي لم تتوانَ عن الوقوف مع السودان في محنتة بكل انواع الدعم والمؤازرة .
هذه المباراة كانت الرسالة الأبلغ واللوحة المتكاملة التي رسمت محبة الوطن وانتصار أبنائه على الظروف الصعبة وتأكيدهم على وقفتهم القوية خلف قواتهم المسلحة ووحدة وسلامة الأرض .
فتأهل المنتخب يمثل إضافة حية للبطولة بما ابرزتة الجالية السودانية من تفاعل كبير وحضور اكبر سيكون فاكهة هذة البطولة بإذن الله .
التمنيات لصقور الجديان بالنصر في المباريات القادمة و اعتلاء منصات التتويج ولبلادنا بجميل الامنيات مجدداََ .

تعليق واحد

  1. بالجد روايه جميله جدا عرس الفرح السوداني نتمنى أن يكون هذا عرس السودان بالسلام والأمان والاذدهار والمحبه بين شعب بلاي الحبيب

اترك رد

error: Content is protected !!