مثلها مثل كثير من القضايا الموضوعية التي يتم تمييعها مع سبق الإصرار والترصد لشىء في نفس بن يعقوب، نالت زيارة حميدتي لولاية غرب دارفور المنكوبة حظها من هذا الترصد رغم اهميتها البالغة.
فبعد ان طال أمد زيارة نائب رئيس المجلس السيادي لولاية غرب دارفور ذهبت الاحاديث مذاهب شتى وكل يدلو بدلوه، وكل يفترض بما تشتهي نفسه سيما فيما يتعلق بافتراض ان ربما هناك شقة بينه والجيش، رغم انه ورئيس المجلس السيادي ظلا في كل محفل يؤكدان وينفيان، لكن يظل حديث الميديا والأسافير محض أمنيات. ولو عقل كل ( منظراتي) لاستبين ان مشاكل الاقليم جزء لا يتجزأ من العاصمة وهو الأكثر حاجة للتفرغ سيما غربه وما تعتريه من مشكلات عويصة عصت على الحل ولم تجدي معها المسكنات السريعة، فآثر الرجل ورفاقه البقاء ريثما يقطعوا دابر الفتنة ويؤسسوا لمرحلة جديدة.
ربما تناسى الكثيرون ان حميدتي من صلب دارفور ولد وترعرع في ربوعها الى ان شب، وكونه يمنحها اهتمامه فهذا من ديدن واجباته التي لم يفرضها عليه أحد لكنه إحساس الإنتماء الذي لم تصرفه عنه ضوضاء المدن وبريقها، ولا المقاعد الوثيرة والمناصب الكبيرة إسوة ببعض أبناء دارفور الذين تسلقوا المناصب عبر قضية اقليمهم، وعندما بلغوها نسوا أو تناسوا للقضية التي اشتد أوارها في الآونة الأخيرة وأصبحت أشد حاجة لتضامنهم ومؤازرتهم بيد ان التضامن تقلص ليتحور إلى (دفاع بالنظر).
إيادي دقلو البيضاء في الاقليم ليست حديثة عهد فالرجل ظل ولسنوات خلت يرتق الشرخ ، ويرمم الجرح بسعيه الجاد في إعادة ودمج المهاجرين الذين تركوا مساكنهم وفروا متشرذمين من ويلات الحرب، فعمد الى توطينهم بتشييد قرى حديثة ضمنها كل الخدمات من صحية وتعليمية، وتوفير للمياه وغير ذلك.
واذكر وقتها ايضا ولضمان استقرلرهم وأمنهم فعل الإدارات الأهلية، وملك كل منها سيارة لتسهيل الحركة بين الفرقان.
لكن ومن أسف عبثا ذهبت مجهوداته تحت وابل الاستهداف المقنن الذي امطر الاقليم الما وجراحا انكأ من سابقتها ليكون إنسان دارفور مجددا ضحية للصراع السياسي القذر الذي اصبح أشد فتكا جراء تطور الاستهداف بالأسلحة، والاسلحة الثقيلة المتطورة، لتجعل من الاقليم وغربه تحديدا محرقة يسحق فيها انسانه بلا ذنب جناه.
ومن المؤكد بقاء القائد هناك لم يعجب المتربصين بالاقليم، فاخذوا يشيعون الشائعات ويحللون كما يحلو لهم.
حسنا فعل نائب رئيس مجلس السيادة بتمديد فترة بقائه هناك، فعظم القضية المتنامية لا تنفع معها الزيارات المتقطعة وفقا لحدث بعينه ومن ثم العودة ليعود الحال كما سابقه، وبالفعل فقد سبر حميدتي غور معضلات كثيرة واخرجها الى العلن، سيما ما يعني السلاح الذي قال انه يدخل بكميات كبيرة وجه بتتبع مصدرها، وغير ذلك من التوجيهات الأمنية لجميع الأجهزة ما يعني انه لا يعمل بمعزل عن الرئاسة ، أيضا إن ما يقوم به ليس محض عمل سياسي بل هو فعل حقيقي يؤسس لاستقرار المنطقة كما قال خلال حديثه أمس وهو يشهد الى جانب عضوي السيادي د.الهادي إدريس والطاهر حجر توقيع الصلح بين قبيلتي التاما والقمر.
وطيلة فترة بقاء دقلو في الجنينة لم ينفك يجري وبصورة يومية لقاءات هنا وهناك، فضلا عن مصالحات والتوقيع عليها بحضوره، الى جانب تقديم عدد من الخدمات الإجتماعية لمواطني عدد من المناطق ويبدو ان في جعبته الكثير الذي ينوى تحقيقه خلال الإقامة المؤقتة هناك
هذه الاقامة وما يصحبها من افعال لاشك انها توجع الكثيرين الذين يتربصون بأمن البلاد شرقه وغربه ووسطه، لكن ورغم ما اصابوه من زعزعة إلا ان مراميهم لم ولن تكتمل، فالشرق محروس بقواته المسلحة ،وها هو نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع يعمل على الغرب رغم ان هناك من هو منوط به فعل ذلك لكن شأنه شأن رفاقه يستحلون العاصمة مقرا ويديرون مهامهم منها، أما الوسط والعاصمة فبقية الاجهزة الأمنية الراكزة كفيلة بالسيطرة عليها، والجميع بما فيهم حركات بعض أطراف السلام قدموا مبادراتهم بالمساعدة متى ما تطلب الأمر.
إذن فلن تجد الأيدي العابثة التي تعمل هنا وهناك والتي يؤلمها المصالحات الجارية في غرب دارفور بشهادة حميدتي، لن تجد مرادها مهما كانت عدتها وعتادها.
لله درك يا بلد