ضبط جديد لبوصلة واشنطون في ملف السودان – تايمز أوف إسرائيل: [ الجيش ينتصر والتقديرات تفشل .. لا يمكن إجبار البرهان على التوقيع .. وشرعية العلمانيين تبخّرت بتحالفهم مع الدعم السريع ]

اوردت صحيفة Times of Israel مقالاً للكاتب جيفين سيركين أورد فيه انتصارات الجيش السوداني في الخرطوم وود مدني ومعارك دارفور. وأشار إلى أن مشروع التطبيع بين السودان وإسرائيل – “الاتفاقيات الإبراهيمية” – قد تلوث بسبب دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، وبالرغم من أن إسرائيل لم تدعم تلك القوات – حسب رأي الكاتب – إلا أن الانطباع العام كان له أثر سلبي واضح.
كما نبّه المقال إلى خطأ التقدير الذي تمثل في الافتراض بأن الفريق البرهان يمكن إجباره على التطبيع خلف الأبواب المغلقة، دون مراعاة للتغيرات السياسية والميدانية. وناقش الكاتب الرأي العام المشكك في مصداقية إسرائيل تجاه البرهان، مشيرًا إلى تصريح دبلوماسي سوداني سابق بأن ما حدث كان “طعنة في الظهر”، في سياق التعليق على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للبرهان قبيل اندلاع الحرب بأسابيع، ثم صمت إسرائيل عن إدانة الدعم السريع بعد الحرب.
تناول المقال أيضًا تعويل بعض الدول الأوروبية على جهاز المخابرات السوداني بقيادة الفريق إبراهيم مفضل في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، واعتبره تطورًا مهمًا في إعادة ترتيب العلاقات الدولية مع السودان.
ودعا المقال إلى إعادة ضبط مسار التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا ضرورة فصل هذا المسار عن أي محاولات لتغيير النظام أو إقصاء أيديولوجي لا معنى له. وبيّن أن هناك إسلاميين يدعمون العلاقات مع إسرائيل، بينما يعارضها بعض العلمانيين، مما يُضعف منطق التصنيف الإقصائي المسبق.
وأشار المقال إلى أن الرهان على النخب العلمانية وربط التطبيع بإقصاء الآخرين كان خطأ فادحًا، خاصةً وأن هذه النخب قد “تبخرت” شرعيتها –حسب وصف الكاتب- بعد تحالف بعض عناصرها مع قوات الدعم السريع.
وأكد الكاتب أن السياسات يجب أن تُبنى على الفاعلين الحقيقيين على الأرض، لا على المفضَّلين سياسيًا. واختتم المقال بالتحذير من أن ربط انهيار السودان بالإقصاء والتطبيع سيقوّض فرص السلام والتقارب، ويفتح الباب لموجات تطرف عنيف، مؤكدًا أن الحل يكمن في ترك السودانيين يقررون مصيرهم بأنفسهم من خلال حوار شامل، يضم الإسلاميين والعلمانيين، والتيارات التقليدية، والجيش، ومؤسسات الدولة كافة.