الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرواية الأولى / مجدي عبدالعزيز

شكراً زين – السودان

مجدي عبدالعزيز

وسط الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب في السودان، وبين أنقاض المقسمات المنهارة وأبراج الاتصالات المحطمة، سطع اسمٌ لم يخن التزامه تجاه شعبه، ولم يتقاعس عن أداء رسالته حتى في أحلك الظروف :

[زين السودان] .

لقد كانت الحرب اختبارًا حقيقيًا لكل مؤسسات البلاد، لكنها كانت – بلا جدال – امتحانًا عسيرًا لشركات الاتصالات التي تعتمد في وجودها على بنى تحتية هشّة في مواجهة القصف والانهيار. ومع ذلك، استطاعت “زين” أن تعيد تشغيل خدماتها في مناطق واسعة من السودان، بعد أن واجهت دمارًا كبيرًا طال شبكتها ومرافقها الفنية والتقنية. ما تحقق لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج إرادة حقيقية وعمل دؤوب على الأرض، واستثمار كبير في الإنسان السوداني أولًا، وفي التكنولوجيا ثانيًا.

شركاء في الألم.. شركاء في الأمل

منذ الأيام الأولى للحرب، لم تكتفِ زين بإعادة خدماتها تباعًا، بل سارعت للقيام بدورها المجتمعي الكامل، إدراكًا منها أن دور المؤسسات الوطنية لا ينحصر في المعاملات التجارية فقط، بل في الشراكة الأصيلة مع المجتمع. فحين انطفأت أضواء كثيرة، بقيت “زين” تُشعل شموع الأمل في صدور آلاف الشباب من خلال مبادرات متواصلة في التدريب، التعليم، الإغاثة، وتمكين الطاقات.

واحدة من أبهى صور هذا العطاء، كانت مسابقة التصوير الفوتوغرافي “حكاية صورة وأمل”، التي لم تكتفِ بتسليط الضوء على آثار الحرب، بل صنعت سردية بصرية نادرة تفيض بالأمل، وتكشف عن معدن السودانيين في مواجهة المحن. لقد كانت الصورة هنا وسيلة مقاومة، ورسالة حياة في وجه الموت، وروحًا سودانية صافية تعبّر عن التمسك بالغد.

الاستثمار في الإنسان.. لا في السوق فقط

أدركت زين أن السودان لا يُبنى بالإعلانات، بل بأيدي الشباب، فكانت المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها لتدريب أكثر من 1300 شاب وشابة في مجالات مهنية متعددة، كصيانة السيارات والطاقة المتجددة والنجارة والتبريد، بالتعاون مع كليات ومعاهد وطنية في ست ولايات.

المشروع لم يكن مجرد ورشة تدريب، بل رؤية وطنية للعبور من واقع الحرب إلى فضاء الإنتاج، ومن الإحباط إلى التمكين. كما أنه لم يُفرّق بين الشباب في الداخل أو أولئك الذين أجبرتهم ظروف الحرب على النزوح. كان الجميع في نظر “زين” شركاء في البناء.

دعم التعليم.. دعم المستقبل

ولأن التعليم هو عماد الوطن، بادرت زين بتكريم أوائل الشهادة السودانية، لا سيما أولئك الذين تفوقوا في ظروف النزوح والشتات. عشرة طلاب وطالبات من مختلف الولايات ومن خارج السودان نالوا تكريمًا معنويًا وماديًا، إضافة إلى أرقام اتصال مميزة ومزايا تعليمية، في رسالة واضحة مفادها أن “زين” لا تترك أبناء الوطن المبدعين وحدهم في الميدان.

بل مضت أبعد من ذلك، حين رعت فعالية “قرع الجرس” لانطلاق امتحانات الشهادة السودانية في بورتسودان، بحضور رئيس مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين، لتؤكد من جديد أن التعليم هو خط الدفاع الأول في معركة النهوض الوطني.

التكنولوجيا في خدمة الوطن

ولم تغفل زين عن مستقبل البلاد الرقمي. فمن خلال شراكتها الاستراتيجية مع شركة Visa، أطلقت خدمة Visa Pay في السودان عبر محفظة “بيدي”، لتمكين المواطنين من الحصول على بطاقات رقمية، وإجراء معاملات إلكترونية آمنة وفعالة، في خطوة تضع السودان على طريق الشمول المالي والتمكين الرقمي.

هذه الخطوة لا تعبّر فقط عن تطوّر تقني، بل عن إرادة لتجاوز العزلة المالية التي فرضتها الحرب، وربط السودان بمنظومة الاقتصاد العالمي من جديد.

توقف وعرفان

كيف نمضي دون ان نرفع اكف الضراعة ونخلص في عميق الدعاء للراحل الفريق طيار الفاتح محمد احمد عروة ربان زين الحكيم في عهدها الماضي وباعث كل هذه القيم التي ذكرنا علي أكنافها ، ربطاً بين زين والمجتمع السوداني والمحيط العربي والأفريقي وهو الرمز الوطني والمجتمعي والعسكري والدبلوماسي ،، وما جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي ( العائدة ) – التي اختار لها القامة البروفسير علي محمد شمو رمزا لها ورئيسا لمجلس أمنائها – إلا تعبيرا شامخاً لهذا الثراء والإثراء الذي صنعته زين كبصمة خالدة من بصماته ،، تقبله الله في ( السابقين السابقين اولئك المقربين في جنات النعيم ) .

الكلمة الأخيرة

في زمنٍ كان من السهل فيه الانكفاء، اختارت “زين السودان” طريق المبادرة والريادة. وفي واقع يعج بالمآسي، اختارت أن تزرع الأمل وتفتح النوافذ، وتقول للشباب إن السودان ما زال ممكنًا.

إن هذا المقال ليس إشادة تجارية، بل شهادة حق. شهادة لجهدٍ وطني مخلص، لم يبنِ أبراج اتصالات فقط، بل بنى جسور ثقة بين الشركة والمجتمع، ومدّ يد العون حين أُوصدت الأبواب.

شكراً زين السودان.. لأنك لم تغبي عن الوطن في لحظة احتاج إليك فيها.

شكراً زين السودان.. لأنك وضعت الوطن في قلب رسالتك، لا في هامش أنشطتك.

شكراً زين السودان.. لأنك آمنت أن الأمل لا ينقطع.. ما دام في الوطن من يُضيئه…

والي الملتقي ،،،

اترك رد

error: Content is protected !!