مكي المغربي
ستعود إحسان ميرغني المأمون إلى بيتها الآمن في أمدرمان بإذن الله، وسنحتفل بها وسيشرف الحفل بإذن الله ابن السودان الأصيل الفريق أول شمس الدين كباشي والسيد الوزير الهمام أحمد بخيت آدم.
وسيأتينا من بورتسودان عبد الناصر العمدة بن العمدة .. الذي جمع بين تجربة الادارة الاهلية والعمل الطوعي والحس الإنساني المرهف والتوجه القومي، وسيقلد هذا الوفد الكريم اسرة ميرغني المأمون قلادة الشرف إنابة عن السيد رئيس مجلس السيادة.
بدأت القصة عندما كتبت البوست التالي:
(تشرفت بورتسودان وتشرف “دار البني عامر” باستضافة إبنة الراحل ميرغني المأمون، قلت لهم انتم لستم “مركز إيواء” أنتم مركز الفخر، وقلت لإحسان اعذرينا، لم نحفظ (الوصية ولا التراب الغالي) الذين تغنى لهما أبوك. السادة المسئولين ضيوف بورتسودان زوروا مراكز الإيواء تجدون فلذات أكباد أمدرمان والخرطوم وبحري في رعاية الشرق وكرمه.
السيد وزير الصحة هيثم، إبنة الرمز الثقافي تنقصها بعض الأدوية.)
وبعد النشر فورا رن هاتفي وأخبرني محدثي وهو صديق عزيز مشترك مع الفريق كباشي أن هذا البوست طاف في بعض القروبات الخاصة والعامة، وفي قروبات وتطبيقات أخص من الخصوص وأن الفريق كباشي انفعل به جدا، وزاحم الأمر عنده أخباريات العمليات واشاراتها وخططها الدقيقة، وتقارير الجهاز التنفيذي.
سويعات ويتصل بي أيضا صديقي أحمد يوسف من مكتب وزير التمنية الإجتماعية أحمد بخيت آدم وهو رئيس لجنة المساعدات الانسانية، وذكر لي أن الوزير شخصيا وعدد من أعضاء اللجنة ناقشوه، والوزير هيثم يسأل من الأدوية المطلوبة.
شهدت عددا من اجتماعات اللجنة ومؤتمراتها مع الصحفيين في “ثغر السودان الباسم” وكتبت عنها بعنوان (الشعب السوداني وامتصاص أم دلدوم) وجزى الله صديقي ابن البلد الصنديد عبد القادر باكاش الذي كان يمر علي ونذهب لهم سويا حيثما كانوا، وباكاش هذا أسطورة بيجاوية في ثياب صحفية.
الذي يعجبني في سعادة الفريق كباشي حفظه الله للوصية والتراب الغالي .. أنه سوداني من رأسه إلى أخمص قدميه، يعرف ماذا يعني ميرغني المأمون الذي يشكل جزءا من الوجدان الوطني السوداني، يعرف ماذا تعني مفردة (الما ليه تمن)، في وقت صارت أرض السودان ومعادنه وشمسه وقمره وموانيه وصحاريه كلها عرضة للبيع والسمسرة بأبخس الأثمان.
بصراحة ليس هذا هو الموقف الأول المشبوب بالوطنية الذي أعرفه للرجل ولكنني لا أحب أن أحكي، ولا يحب هو أن يحكى عنه، إنما هي ظروف هذه الحرب اللعينة دفعتني إلى الكتابة دون اسئذانه، ليكون للناس شأن آخر يتحدثون عنه غير أخبار العمليات في شوارع الخرطوم.
وجه الفريق بأن يكون الأمر من شأن اللجنة ومجهودات الوزير، ضمن قضايا انسانية أخرى، وأحمد بخيت هو دينمو اللجنة النابض، ووجه أن يكون التبرع بإسم السيد رئيس مجلس السيادة وقد كان.
بقيت الكريمة ابنة الكريم في بورتسودان قرابة الشهر، وحكى لي عبد الناصر مدير المركز تجربته في استضافة الوافدين من الخرطوم، وهكذا يقول، نحن نكتب نازحين ودار ايواء على الورق فقط، ولكننا نعتبرهم ضيوفا كرام حلوا بديارنا، وفيهم الاساتذة والعلماء والأسر الطيبة.
بقيت إحسان شهرا ومعها أفراد من اسرتها وهاتفني ابنها البار عماد شاكرا ومقدرا لابناء الوطن، ولولا احتياج احسان لبعض أدوية القلب التي نفدت لم تكن ترغب في السفر المستعجل للقاهرة.
شكرا لك أخي الأصغر ناجي من تلفزيون البحر الأحمر على ارشادي لدور الايواء في بورتسودان، فقد وجدت فيها قصصا تشبه الشعب السوداني في مروئته وشهامته ونخوته وشجاعته.
قصصا تشبه النخيل الباسق .. قصص فيها ريحة طين الجروف وزيت السمسم الولد.
قصصا تشبه السودان وجيشه العظيم.
قصصا تشبه شمس الدين كباشي.
كاتب المقال مع إحسان ميرغني المامون – ببورتسودان الاسبوع الماضي
صورة تجمع ( الثنائي الفني ) الراحلان ميرغني المامون واحمد حسن جمعة ، اللذان اديا اعظم الاغاني الوطنية وعلي رأسها ( جدودنا زمان وصونا علي الوطن )