قضايا وتقارير وحوارات

زيارة د.الهادي إدريس لمقر “يونيتامس” – هل تعتبر انتقاص سيادي ؟، وخرق برتوكولي؟ ،، واصطياد في الماء العكر من قبل “فولكر”؟

الرواية الأولى – القسم السياسي

كتب : مصطفي محمد طاهر

الزيارة التي قام بها اليوم د.الهادي إدريس عضو مجلس السيادة بصفته الرسمية الي مقر البعثة الأممية بالخرطوم “يونيتامس” ستضع مستشاري الرجل وطاقم مراسمه أمام تساؤلات مؤسسة علي حقائق قواعد البرتوكول وإستحقاقات الموقع السيادي ، وتعتبر الزيارة وفق هذه القواعد وتلك الاستحقاقات هي خرق واضح للبرتوكول وانتقاص غير مغفور للاستحقاق السيادي .. باعتبار ان السائد عرفاََ ومنهجاََ وقواعدا ان يقوم رؤساء أو أعضاء البعثات الدبلوماسية بطلب مقابلة مسئولي الدولة عبر وزارة الخارجية وأن تتم هذه المقابلات في المقرات الرسمية للدولة لا في السفارات أو مكاتب البعثات الدبلوماسية المعتمدة .

سابقة انتهاك الوزير مدني عباس :

واعتبرت زيارة وزير الصناعة والتجارة الأسبق مدني عباس مدني لمنزل أحد السفراء العرب المعتمدين بالخرطوم بصفته الرسمية حينها والتباحث معه في شأن رسمي ، وصدور خبر إعلامي عن الاجتماع ونتائجه ، سابقة انتهاك لقواعد البرتوكول ، واعراف ونهج التعامل مع البعثات الدبلوماسية .

الاستثناء الوحيد :

درجت الدولة السودانية منذ عهد بعيد بان يقوم احد وزرائها بتمثيل راس الدولة في إحتفالات الاعياد الوطنية للدول التي تقيمها سفارات الدول الصديقة والشقيقة بالخرطوم – ويعتبر هذا هو الاستثناء الوحيد الذي يسمح فيه للمسئول الحضور الي موقع احتفال سفارة بغرض المجاملة في مناسبة عيد قومي أو وطني لبلدها ، ويمكن ان يكون هذا المكان فندقا أو صالة مناسبات أو حتي مقر السفارة باعتبار ان هذه المناسبة تكون جامعة للسفراء والمدعويين من المجتمع والاعلام ولا يتم فيها بالطبع ممارسة اي عمل رسمي ، وعادة ما يرتب لتمثيل الدولة في إحتفالات السفارات عبر مراسم مجلس الوزراء ومراسم وزارة الخارجية التان تراعيان فيه كل الأعراف والتقاليد والقواعد التي تحكم التعامل الدبلوماسي .

الغرض السياسي لدعم البعثة :

ولعدم وضوح ملابسات ترتيب زيارة عضو مجلس السيادة د.الهادي إدريس الي مقر بعثة “يونيتامس” ، فمن المرجح ان الترتيب لها تم بصورة مباشرة وليس عبر القنوات الرسمية واولي هذه القنوات هي وزارة الخارجية التي لا ينتاب الشك في أنها كانت ستعترض علي تتم الزيارة بهذا الشكل الذي فيه انتهاك لقواعد واعراف العمل الدبلوماسي .

وبلا شك ان صاحب المكسب الكبير من هكذا زيارة هي البعثة الأممية ورئيسها السيد “فولكر بيرتس” – خاصة وإن البعثة أصبحت في الآونة الأخيرة هدفا للإنتقادات العنيفة من قبل السياسيين السودانيين والإعلاميين ، واخرها كانت توقعات عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا في عدم احراز “فولكر” تقدما ملومسا ،، وكذلك بعد الارتياح الكبير الذي قابلت به المكونات دخول الاتحاد الأفريقي علي خط الأزمة بمباشرة مندوبه بروفسير محمد الحسن ولد لبات لمهامه مما اعتبر تراجعا لدور “يونيتامس” حتي وإن اعلن عن الشراكة بين البعثة والإتحاد .. فكل ما سبق من حيثيات يدلل علي ان الغرض من ترتيب الزيارة هو محاولة دعم سياسي للبعثة الأممية وتلميع وجهها ، من قبل شخصية رسمية .

هل فولكر بصطاد في الماء العكر ؟ :

إذا ثبت ان رئيس بعثة “يونيتامس” السيد “فولكر بيرتس” انه هو من طلب من عضو مجلس السيادة د.الهادي إدريس زيارة مقره أو قام بترتيبها علي هذا النحو فهذا يوضح بجلاء ان “فولكر” يحاول بناء خطوط خلفية علي مؤسسات الدولة الرسمية والجهات المخول لها التعامل معه ومع ملف البعثة ، وانه يحاول الإستفادة من التفويض الممنوح له ولبعثته بمقابلة المكونات السياسية والمدنية في إطار مهمته – التي صارت معلولة – بتجاوز خطوط العرف الدبلوماسي وقواعد التعامل الرسمية بين الدولة والبعثات الدبلوماسية ، وبذلك يكون قد وقع في سوءة الاصطياد في الماء العكر ..

• ولنا عودة.

اترك رد

error: Content is protected !!