• الحديث الذي أدلي به الخبير الوطني بروفسير علي شمو من علي المنصة الإعلامية بمطار الخرطوم الدولي ـ وهو يستقبل بإسم المجتمع المدني السوداني وفد المجتمع المدني المصري الذي حل علي البلاد مساء الثلاثاء برئاسة وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي ـ أجمع معظم من إستمعوا له بأنه حديث الشجاعة والصراحة والحرص الصادق علي بناء وتطوير علاقات حقيقية ومفيدة بين ما أسماه بروف شمو ( شعب وادي النيل الواحد ) منذ أكثر من سبعة ألف سنة الموزع الآن بين قطرين ،، ولعل النقطة الأكثر صراحة وحرصاً في حديث البروف كانت إشارته الي تراجع قوي المجتمع المدني في البلدين من آداء دورها الريادي لصالح ظروف الحكومات المتعاقبة التي ما فتئت تصعد وتهبط وتقوي وتلين العلاقات بين السودان ومصر حتي ضاع وقت طويل دون رعاية البذرة الصالحة لتنمو متفرعة وتثمر الخير العميم .
• بروف شمو لم يدع السانحة تمر دون أن يسجل نصيحته بعد إشادته الكبيرة بحضور هذا الوفد النوعي والغني برموز كل أطياف المجتمع المدني المصري من أن تبقي هذه الزيارة نقطة انطلاق جديدة لدور المجتمع المدني في السودان ومصر الثقافي والفني والإعلامي والتجاري ، وأن يتقدم هذا الدور الريادي ولا يتراجع مطلقاً بعد هذه الخطوة الموفقة.
• بكل ما تحمل كلمة ذكاء من معني ودلالات أعتقد إن هذه الزيارة خطوة ذكية في توقيت استثنائي في علاقات البلدين ،، فالواقع يقول بأن مياه كثيرة جرت تحت الجسر ، والوقوف كثيراً علي وقائع الماضي لا يفيد بل الأجدر التقاط وتطوير كل ما كا إيجابياً فيه والتقدم به نحو الأفضل ،، ثم إن راهن العالم والإقليم حالياً يفرض علي كثير من الدول التي ليست لها فرص مثل فرص السودان ومصر التقارب والتحالف لمجابهة تحديات إقتصادية وغيرها محاولة بذلك تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار ،، ولا أجدني في حوجة الي تفصيل ما يذخر به وادي النيل من ثروات طبيعية وخيرات وفيرة وقبل ذلك إنسان تتجذر حضارته لألاف السنوات في عمق التاريخ ، وكفاءات مقدرة بالإضافة الي الإمكانيات الكبيرة المتوطنة ، بقي فقط إزالة الهواجس وطرد الوساوس التي ما اوجدت إلا للتفريق بين شطري الوادي ولإبعاد التقارب الذي لا محالة سينتج واقعا ونفوذا اقتصاديا وسياسيا وهو بصراحة ما تحاربه القوي المتربصة ،،، ثم القول الصريح علي منوال بروفسير علي شمو : من قال إن الإرادة والخطط مفقودة في جنوب الوادي لتحقيق مصالحه المشتركة مع شماله بكل تكافؤ وندية وتساوىٍ وتوازن دون أن يفقد ذلك من أواصر العلاقة المصيرية شيئاً .. ؟
• علي صعيدي الشخصي غمرتني السعادة و ملأني الرضي بأن ضم وفد المجتمع المصري النوعي نخبة من أصدقاء وصديقات اوفياء وزملاء وزميلات أعزاء جمع بيننا هم الارتقاء بالعلاقات السودانية المصرية الي مستوي الطموح الذي يستحقه شعب الوادي ، وعملنا سوياً عبر الحوار الشفاف والصادق من أجل هذه العلاقة العفية ، وجمعنا بهم ( الأسفير ) في مجموعة علي تطبيق (الواتساب ) مع نخبة متميزة أخري من الإعلاميين والدبلوماسيين والمهتمين في البلدين أطلقنا عليها ( شارع مصر والسودان ) ، فيه قُدمت الرؤي ودار النقاش بكل مستوياته من الهادئ الي المحتد ، وعبره عقدنا الندوات الأسفيرية ، وعلي ظلاله تمت تبادل الزيارات بين أعضاءه ، ولا أذيع سراً إن قلت أن فكرة تبادل الزيارات بوفود مجتمعية وأهلية تبلورت بشكل كامل داخله في انتظار ترتيبات التنفيذ .. سعدت بوجود وإستقبال أعضاء ( شارع مصر والسودان ) ضمن الوفد : د. السيد فليفل عضو البرلمان السابق والعميد الاسبق لمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة ، والسفير الدكتور محمد بدر الدين مساعد وزير الخارجية الأسبق ، وسعدت بالصديقة السيدة أسماء الحسيني مدير تحرير جريدة الأهرام ، و بالصحفية النابهة صائدة الجوائز سمر إبراهيم مسئولة الملف الأفريقي بجريدة الشروق ،، وتفاجأت مع السعادة بوجود ( الوحش ) الوزير المفوض التجاري جلال الصاوي الذي شغل منصب الملحق التجاري المصري بالسودان من قبل لثلاثة عشر عاما وكان له بصمات واضحة في علاقات رجال الأعمال وتطوير التجارة بين البلدين ..
• كل الآمال ان تحقق زيارة وفد المجتمع المصري الحالية للسودان الاختراق المطلوب والجديد للانتقال الي مرحلة ( الحقيقة والمصالح ) ـ لشعب وادي النيل الواحد ـ كما قال استاذ الأجيال بروفسير علي محمد شمو ،، وإلي الملتقى ..
• السوداني