تقرير: محمد جمال قندول
لصحيفة “الإنتباهة
وصل امس السبت السفير الامريكي جون غودفري برفقة وفد من الكونغرس إلى حاضرة شمال دافور الفاشر، في زيارة أثارت عدد من التساؤلات، حول الرجل الذي وصل البلاد مزاولا لمهامه سفيرا لواشنطن منذ اسبوعين، قبل ان يبرز بالمشهد السياسي عبر تحركات واسعة طغت على دور الوسيط الاممي فولكر بمقابلته لقيادات سياسية وقادة الحركات الموقعين على سلام جوبا، لتطفو مساحات حركة غودفري بتساؤلات واسعة حول صلاحياته ودور واشنطن في الازمة فيما ذهب مراقبون إلى ان ظهور السفير الامريكي بنشاطه بالساحة قد يطغى على دور فولكر الذي غاب نشاطه وكذا الالية الثلاثية خلال الاونة الاخيرة.
تحد
جون غودفري قدم اوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان كاول سفير امريكي بالخرطوم بعد ربع قرن من الزمان الامر الذي اكسبه ظهورا مغايرا عوضا عن السيرة الذاتية له والتي كشفت عن خبرة كبيرة اكتسبها جون في الاقليم الافريقي خاصة في جوانب فض النزاعات السياسية، وكذلك التوقيت الذي دفعت به امريكا غودفري لمزاولة مهامه رسميا والمتزامن مع ظرف سياسي معقد واستثنائي.
المحلل السياسي الكباشي البكري قال ان مياه كثيرة جرت تحت جسر العلاقات السودانية الأمريكية التي رفعت التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد قطيعة حاصرت الولايات المتحدة البلاد عبر عصا العقوبات ومفعولها كما ان ظهور السفير الامريكي تاتي في اطار
متغيرات دولية كبيرة وتحولات كبيرة في المشهد السياسي العالمي الذي يلقى بظلاله الان على الإقليم بشكل عام عوضا عن حالة الاستقطاب الكبيرة بالسودان سياسيا
ويذهب الكباشي في حديثه ل “الانتباهة” إلى ان نظرة واشنطن لمجريات الامور قد تغيرت وبالضرورة حدثت الوسائل والسبل المتبعة للوجود الأمريكي في خارطة المشهد السوداني
ويواصل الكباشي إلى ان تحركات جون غودفري تاتي ايضا في اطار الراهن الأقليمي الملتهب بدول الجوار عوضا عن مؤشرات أخرى تشكل مسار تحركات السفير الأمريكي وخارطة طريقه ورؤية الإدارة الأمريكية لشكل مخارج الأزمة في السودان وتابع : الرجل بالضرورة يصطحب كل هذه المؤثرات والمحددات الكبيرة التي تشكل المشهد الجديد في السودان مشيرا إلى ان الادارة الامريكية رددت كثيرا
عبارة حكومة مدنية صادقة
غير ان الملفات الامنيه للإدارة الأمريكية قد تشكل المحور الأساسي والتحدي الاول للسفير الجديد
تعزيز
ويرى خبراء بان تحركات جون غودفري تاتي في اطار قناعة امريكية بعدم حل الازمة السياسية في السودان دون مشاركة المكون العسكري وبالتالي من المنتظر ان تحدث مقابلاته مع القوي السياسية المختلفة بما فيها طرف الازمة المتنعت المجلس المركزي اختراقا فعليا بالعملية السياسية بالضغط علي المكونات المدنية للوصول الي ارضية توافقية خشية من تفاقم الازمات بالخرطوم والتي تطيل من حالة الاحتقان مما بات يهدد مصالح الدول العظمي بالاقليم والمنطقة.
وبالمقابل فان السفير العبيد المروح يرى في حديثه ل”الانتباهة” ان علاقة تحركات السفير الامريكي بالتحركات التي يقوم بها الاطراف الاقليمية المساندة للحوار تاتي في اطار معززة للجهود الدولية بشكل عام وزاد : بالفهم العام والولايات المتحدة هي المساهم الاكبر بميزانية الامم المتحدة وصاحبة التاثير الاكبر عليها بمختلف منظماتها بما فيها مجلس الامن والتوجهات السياسية للبعثة الاممية تم اعتمادها بواسطة اطراف ابرزها واشنطن وبالتالي الواقع العملي يقول ان الامم المتحدة هي اداة من ادوات السياسة الخارجية الامريكية
ورفض المروح في افاداته صحة القول بطغيان تحركات جون على جهود الوسيط الاممي فولكر او التنافس بين الرجلين مشيرا إلى ان المبعوث الاممي موظف لدى دولة السفير وكذلك التاثير الامريكي على المنظمات الاقليمية لانها تساهم في ميزانياتها وسياساتها الاقليمية.
سيد حق
ََوانتظم السفير الامريكي منذ وصوله في لقاءات مع اسر الشهداء والقوى السياسية والحركات اخرها لقاء جمع جون مع عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس الجبهة الثورية د. الهادي ادريس عوضا عن التصريحات والملتمس منها حرص الجانب الامريكي علي الاسهام بالاسراع بتشكيل حكومة
السفير العبيد احمد المروح لا يرى تحركات السفير فيه خروج عن العرف الدبلوماسي او ما يخالفه واستفاض المروح وقال ان العرف الدبلوماسي حسب طبيعة العلاقات بين اي بلدين ليس هنالك ما يمنع السفراء في المجتمع الذي هم منهم واللقاءات ليست بالضرورة ان تكون حصرية بالجانب الرسمي هذا من حيث الشكل وقد تختلف الحالة من بلد لاخر وقد تضع وزارات الخارجية قيود علي تحركات السفراء سوا في لقاءاتهم خارج السفارات او العواصم
ويمضي السفير المروح إلى ان واشنطن هي القوة العظمى بالعالم وهي تتحرك من هذا المنطلق مضيفا بانها تعد نفسها بالحالة السودانية صاحبة المساهمة الاكبر باسقاط النظام السابق بمحاربتها له لقرابة الثلاثين سنة واستخدمت كافة اشكال الحرب ضده من الدعم العسكري المباشر للمعارضة السياسية والتضييق الدبلوماسي واستخدام المحكمة الجنائية الدولية والضغط علي المنظمات الدولية بعزل نظام الانقاذ دوليا واردف : هي تريد ان تحوذ ما يعادل مساهمتها مع الشركاء الآخرون، وزاد : السفير الامريكي يعتبر نفسه (سيد حق) ويتحرك وكانه المالك للنظام الجديد او الفاعل الرئيسي وهذا يؤسف له من معايير السيادة ولكنه الواقع.