الرواية الأولى

نروي لتعرف

حسين خوجلي - يكتب :

ركن نقاش في حديقة جامعة كولومبيا الأمريكية

حسين خوجلي

جلس كريم مانديلا الجنوب أفريقي الطالب بجامعة كولومبيا المهدد بالطرد من الدراسة والابعاد عن أمريكا لمشاركته في التظاهر ضد اسرائيل مندداً بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وجلست بجواره زميلته التشيلية الثائرة ليزا ليندي المحاصرة بذات الاتهامات.
كانا يتسامران وهما يحتسيان القهوة عن قضايا العدل والسلام في العالم الراهن.
قال كريم في سؤالٍ ذكي ومفاجئ لزميلته ليزا ترى ماذا سيكون مصير أمريكا واسرائيل إن اكتشف زميلنا الڤيتنامي العبقري هوشي الباحث في الذكاء الاصطناعي برنامجاً يحيّد ويشّل حركة القاذفات الأمريكية القاتلة B2- F16-F35 – B52 وبقية مجموعة الشبح المفترسة قالت ليزا في صدق:

١/ سوف تصبح الولايات المتحدة الأمريكية دولة من الدرجة العاشرة، ويقدم ترامب استقالته عبر فضيحة سياسية مدوية مثلما فعل نيكسون في فضيحة ووتر قيت الشهيرة. وتبدأ هولييود في انتاج فيلمها الجديد الباهظ التكاليف “حكاية رئيس خارج السياق”
٢/ سوف يُصدر رئيس دولة فلسطين الكبرى المنتصرة عبر منبر مسجد صلاح الدين بتل أبيب قراراً لمساواة المسلمين والنصارى واليهود أمام القانون، وكفالة حقهم في العبادة وحقهم في التصويت والاقتراع والانتخاب لتولي المناصب في الدولة الجديدة بلا تمييز عرقي ولا عقدي ولا طائفي.
٣/ سوف يقرر السفاح بنيامين نتنياهو بالهروب سرا لموطنه بولندا ويشهر اسمه القديم “بنزيون ميليكوفسكي”ويشرع في ترميم بيت الأسرة القديم لاجئاً ومطاردا للمحاكمة عبر شرعية محكمة الجنايات الدولية.
٤/ سوف تعمم مسرحية وليام شكسبير تاجر البندقية على كل مسارح الدنيا وبكل اللغات، وتعود حكاية خائنها التاجر المرابي اليهودي شايلوك للواجهة، مع حكاية رطل اللحم العقاب الموثق ضد المواطن المسكين أنطونيو للتداول في مواقع الميديا والتواصل الاجتماعي وواجهات الصحف والقنوات.
٥/ في أول صلاة جمعة في المسجد الأقصى وعبر كل الفضائيات يستمع الملايين لموضوع الخطبة الأولى لتفسير الآية الكريمة قال تعالى ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)

وأخيرا يصبح المقطع الشعري للشاعر السوداني الراحل محمد المهدي المجذوب شعارا لكل اللغات على قمصان الشباب في كل القارات:

أيكون الخير في الشر انطوى
والقوى
خرجت من ذرة
هي حبلى بالعدم؟!
أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم
ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
سوف ترعاه الامم
وتعود الأرض حبا وابتساماً

اترك رد

error: Content is protected !!