الراحل الفريق الفاتح الجيلي المصباح
د/ عادل عبد العزيز الفكي
بالأمس 13 يناير 2024 رحل عن دنيانا الفريق الفاتح الجيلي المصباح، مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، الخبير الأمني والشرطي المعتق.كتب ابنه أحمد كلمات رائعة في حقه، جاء فيها: (رحمة الله تحل عليك يا أبي..قد رحلت إلى غفور رحيم، يصف نفسه بالقول (رحمتي سبقت غضبي)..لقد قال عنك الأحباب والصحاب قولا شافيا كافيا :رحل معلم الأجيال..الخبير الأمني، الأديب، الشاعر، الصوفي، المعلم.
كان قائدا محنكا..كان هادئا رزينا..نهلنا من ثقافته العالية..موسوعة للتاريخ الوطني والأسر العريقة..خطاط، محلل بارع، تكنوقراط، أمني من الطراز الأول.
الخلوق الحاذق والمثقف والمبدع..قامة، طيب، ودمث الأخلاق..نظيف القلب والجسم..عفيف اليد واللسان..نشهد بعفته ونقاء سيرته وسريرته.لم يبحث عن امتيازات..زاهد، محب لوطنه..متواضع مع كل الناس..محبوب، هاشا باشا، ومبتسم..نشهد له بفضله وعلمه الغزير وخبراته المتراكمة التي لم يبخل بها علينا.
أفضل ضابط سجلات مر على السودان..تفانى في عمله حماية لأمن بلده..سرنا على دربه متأثرين به..كان مديرا وقائدا، وتقيا ونقيا، ووفيا وصادقا، وفاتحا ومصباحا منيرا..هكذا قال عنه الأوفياء..أدام الله الوفاء بين الناس.ونقول: كان نعم الأب..حنون، عطوف، رؤوف..يستشعر ألمك قبل أن يبوح لسانك، كأنه يقرأ أفكارك..يمد لك العلاج من غير أن تسمعه الشكوى، فتعلم صدق محبته لك..شديد الإحساس، متناهي الشفافية..وهو مع ذلك..حازم، صارم..وأيضا..كريم، رحيم..لا يستخدم يده للعقاب، فتكفيه لغة العيون المعبرة..لا يقرعك بلسانه إلا لماما، فتكفيه كلمات واضحات تخترق الفؤاد..
متعدد المواهب، واسع الثقافة، نسابة..واصل للرحم، ممتد العلاقات، اجتماعي..اتخذ الصراط المستقيم منهجا، بيان بالعمل..لم يرائي، وعبد الله سلوكا وفعلا..تعجب لشخصيته القوية، وتأثيره الشديد، على القريب والبعيد..صادق، أمين، ثابت على مواقفه..نسأله تعالى أن يكرم زملاءه على حسن صياغتهم لسيرته..فقد عرفنا مقدار ما كانت تحمل قلوبهم له، ومقدار ما أخلص في عمله وخدمة وطنه..إن حفظهم لذلك التفاني في الصدور إنما هو لكريم معدنهم وعظيم وفائهم..الشكر لهم..والشكر لكل من هاتفنا أو تواصل معنا معزيا ومعبرا عما يجيش في صدره من الأهل والأصدقاء والزملاء..والشكر لطاقم سفارة السودان بالقاهرة، الذين قاموا بالواجب وأكثر.والشكر لكل من وقف مع الأسرة بالقاهرة، من الأهل والأصدقاء والزملاء..بارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء..اللهم أسكن عبدك الفاتح الجيلي أحمد مصباح الظلل، وألبسه الحلل، واجعله في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة..إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى..إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم). أحمد الفاتح الجيلي.تعليق: صدق ابن الفقيد المرحوم الفريق الفاتح الجيلي المصباح في كل كلمة قالها. عاصرت الفقيد سنين عددا إبان قيادته لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وبعد تقاعده كخبير أمني لدى هيئة المستشارين التابعة لمجلس الوزراء السوداني، وإذا أمد الله في الآجال سوف أكتب تفصيلاً عما قدمه لبلاده من نصح واستشارة وخبرة.لقد طلبت من ابن الفقيد الأستاذ معتز مدي بما ترك الفقيد من مذكرات وخواطر وأوراق، وسوف أعمد لتحريرها ونشرها بإذن الله. وأرجو من كل من لديه شيء من هذا مدنا به. والله ولي التوفيق.