اسامه عبد الماجد
¤ كان العنوان الابلغ لحالة الخنوع والانكسار الراهنة ما سطره رئيس حزب الامة مبارك الفاضل.. (عاد الجنرال كتشنر للقصر الجمهوري ).. وهو يروى مغردا على صفحته بتويتر.. أبلغه احد السياسيين الذين شاركوا في اجتماع ا(لاطاري) في القصر الاحد الماضي المخصص لصياغة الاعلان السياسي وتشكيل الحكومة.. تفاجاءوا عند دخول القصر بخواجات يعترضونهم.. ويطلبون منهم ابراز هوياتهم وخطاب الدعوة، وبعد التحقق ارسلوهم لمراسم القصر.
¤ والادهي – والحديث لمبارك – وجدوا كرستيان نائبة فولكر تجلس وحدها في المنصة تدير الاجتماع والمجتمعين من اعضاء الاطاري وحميدتي نفسه يرفعون ايديهم للخواجية.. لتسمح لهم بالكلام بعد ان قرات عليهم الاعلان السياسي.. ترحم مبارك على السيادة الوطنية واشار لذهابها مع الامام المهدي الكبير وخليفته ود تورشين الذي رفض العرض الفرنسي للحماية من الغزو البريطاني .. وقال عنهم ونستون شيرشل في كتاب النهر لقد قتلناهم ولم نهزمهم.
¤ لكن الذي يعلمه مبارك وغيره ويعز عليهم ان يقروا به أن السيادة الوطنية ذهبت مع الرئيس البشير.. لم تكن الاوضاع في زمانه بتلك الفوضى الماثلة الان.. يدخل القصر كل من (هب ودب).. يكفي ان يكون صاحب عيون خضر وتجده داخل المكاتب السيادية.. واضعا رجل فوق الاخرى.
¤ في حقبة البشير كان يتم تنبيه الضيف الزائر و يكون من العيار الثقيل ان (لا يخلف رجله) امام الرئيس.. لم يقبل البشير يوما الذلة والمهانة للشعب السوداني.. عندما كانت المنظمات الاجنبية تقوم بالتخابر والتجسس في دارفور.. وتعمل في مجال الاستكشاف عن المعادن سرا خارج مهمتها الانسانية والطوعية.. لم يتوان البشير في طردها.
¤ كان رأي السودان محترم في حقبة البشير.. لم يكن يجرؤ الاخوة في دولة الجنوب القيام بخطوة الا بعد اخذ مشورة البشير.. عندما اخطأوا وزينت لهم دولا غربية بغزو هجليج لخنق السودان.. صنفهم البشير اعداء وقال لا سلام مع الجنوب الا باسترداد هجليج، وقد كان.. وبث وزير الدفاع حينها عبد الرحيم حسين الخبر السار في يوم جمعة مباركة باستعادة جذء عزيز وحيوي من ارض الوطن.
¤ كان البشير (حلال المشاكل) للجنوبيين.. لولاه لاحترق الجنوب ومابقى منه شئ.. هو صاحب الاقتراح باعادة رياك مشار ونوسيع المشاركة.. ورعى اتفاق جوبا بالخرطوم.. وبعد ذهابه تغير الوضع واصبحت جوبا تتوسط لحل مشاكلنا.. جمع البشير الفرقاء في افريقيا الوسطى، وهي الخطوة التي عجزت فرنسا في انجازها.. اما ليبيا فكانت الخرطوم حاضنة لاجتماعات حل ازمتها.
¤ حتى حلايب السودانية لم يفرط فيها البشير أو يتنازل عنها.. لكنه آثر معالجة الملف عبر القانون الدولي.. وقد ظل السودان يجدد وباستمرار شكواه في مواجهة مصر وتأكيد سودانية حلايب.. لم يكن البشير يتهاون في سيادة الدولة.. كان رمز عزتها وفخرها.
¤ لم يكن البشير يتهاون او يتلكأ في اتخاذ القرارات الحاسمة.. التي تحفظ للسودان هيبته ومكانته.. في 2006 عندما تجاوز ممثل الامين العام للامم المتحدة في السودان يان برونك تفويضه.. وجه البشير بطرده.. وكان المبعوث الهولندي كتب على موقعه على شبكة الانترنت ان الحالة المعنوية للجيش انخفضت بعد ان مني بهزيمتين كبيرتين في دارفور.. ولم تفلح اتصالات الامين العام حينها كوفي عنان ولا تهديدات واشنطن على لسان وزيرة خارجيتها كوندليزا رايس.. في تراجع البشير.
¤ كانت حجة البشير قوية.. ان برونك انتهك إحدي قواعد العمل في الأمم المتحدة.. التي يتعين علي موظفيها الامتناع عن أي تصريحات أو أفعال تعارض مع مهمتهم.. هل ياترى المبعوث الاممى فولكر ملتزم بالتفويض الممنوح له.
¤ ان بلادنا اصبحت مستباحة بشكل غير مسبوق.. واصبح اللجوء للاجنبي في كل شئ.. قبل فترة قصيرة قال ياسر عرمان.. ودون ان يطرف له جفن ان هناك اتفاقا بشأن معايير اختيار رئيس الوزراء.. و قد تم تسليمها للمبعوثين الدوليين.. كل شئ يقحموا فيه الاجنبي.. ربما لو اراد احدهم ان يكمل مراسم زواجه لاستعان بفولكر ومن معه.
¤ ابان فترة الاعتصام كان الاجنبي حاضرا جوار القيادة في اساءة صريحة للجيش.. مطلع هذا الشهر طردت تونس مسؤولاً نقابياً إسبانياً ومنعت دخول الوفود الأجنبية المشاركة في تظاهرات لاتحاد العمال.
¤ ومهما يكن من امر.. من مرحلة (المهابة) وصلنا درجة (الوضاعة).