الرواية الأولى

نروي لتعرف

حصيد الأزمنة / سيف الدين البشير

دونهما الرباعي يقلب العروض دون تعجُّلٍ أو وجل : من شط القلزم وحتى باطن الأرض ؛ نحن والسيدان :

  • شاطئ البحيرة الدافئة يظل مركزاً للصراعات الإقليمية والعالمية كونه منطلق ، بيد أن روسيا الأكثر حرصا عليه في حساباتها الإستراتيجية بعيدة المدى .. روسيا ليست بذات كلف بالشاطئ الفسيح لإنشاء مطاعم ومتنزهات على غرار “ماكدونالدز” و”هارديز آر” ، أو متاجر من وزن “ميزيس” و”وولمارت” .
  • وفي أقصى الغرب ينظر ترامب الكلف بسيرة أسلافه رجال الأعمال السياسيين كمثل عائلة بوش للذهبين الأصفر والأسود وما بينهما مما تختمر الأرض .. ومن أجل ذلك يتهيأ البيت الأبيض لاستقبال الرئيسين الكونغولي تشسكيدي والرواندي كاغامي لإبرام اتفاق سلام ليس حبا فيه بل لحيازة خيرات باطن الأرض في الكونغو الديمقراطية.
  • أما المسافة الجاثمة بين بورتسودان والخرطوم فهي تظل تقلب أوراقها في تؤدة وهدوء وقد درست جيدا الأهداف بعيدها وقريبها، وبديعها وغريبها مرددة المتنبئ :
    أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
    وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

فيما يقلب الرباعي “مدفع كعب” العروض بابتسامات “ماكرة” دون تعجلٍ في الفرز “علي مهلتم” .. وهو المكر الحسن المفضي للعب الأوراق بمعزل عن صنوف الترهيب والترغيب، عدا ما يحسب في “برديات” الزمن الآتي رصيداً بشموخ أهرام شندي “ام نفل” .. رصيد لبلاد تتهيأ لفتح النوافذ لغد آهل بالعافية .

  • الرباعي البرهان وكباشي والعطا ومهندس العلاقات الخارجية جابر يقلبون الأوراق بصرامة “الرباعي” ولكن بحصافة يقصر عنها السلاح القتَّال ..
    هم وحدهم من يدرك حدود اللعبة متونها وحواشيها، ويؤمنون بأن الكلمة الأخيرة للبلاد لا لغيرها .
  • هم هنا وهناك .. يد على الزناد وعين فاحصة تقرا الفرص والتحديات .. وما بين رمل الشاطئ هناك يتمطى في زهو الخبير بأحلام البوارج ؛ وما تكتنز السهوب من ريع يتناقص عالمياً .. سوف ينهض الضباط العظام بشأن فرز الأقصى المفضي لبشاشة وجه الأرض ، وحفظ العرض ، وحفز النهر وطين الحوض لعطاء يحتلب الأفضل .
    *

اترك رد

error: Content is protected !!