“يجب أن تتوقف الحرب أولاً ثم ننظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق.”
“لن نذهب باتجاه وقف نار إطلاقاً ما لم يصحبه انسحاب “الميليشيا” من المدن والقرى وتجميعها في أماكن معلومة.”
“المقاتلون في الميدان لا ينتمون لأية جهة، لا “المؤتمر الوطني” ولا غيره، بعكس مزاعم بعض القوى السياسية.”
“نرفض تماماً عقد حزب “المؤتمر الوطني” اجتماع مجلس شورى ولن نقبل عملاً سياسياً يشكل تهديداً لوحدة البلاد.”
“الوقت مبكر على خلط المسارين الأمني والسياسي، وبعد الحرب يجب الاتجاه لحوار سوداني حول كيفية إدارة البلاد.”
ادلي السيد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اليوم ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤م في خطابه بتصريحات مدوية ذات أبعاد جيوسياسية واخري جيواستراتيجية انهت العديد من التساؤلات التي طرحها الشارع السوداني و القوى السياسية و المدنية حول العديد من القضايا الخاصة بملف الحرب في السودان. و لعل أبرز ما جاءت به تصريحات الرئيس في خطابه هي التبدلات في مواقف الدولة تجاه عدة قضايا تخص الشأن الداخلي و الخارجي . ((فقد عبر فيما يختص بملف اتفاقية جدة الذهاب باتجاه وقف اطلاق النار ما لم يصحبه تنفيذ انسحاب كامل وشامل من قبل مليشيات الدعم السريع الإرهابية من المدن والقرى وتجميعها في أماكن معلومة. ))مؤكدًا بذلك انتهاء صلاحية جميع البنود الاخري الخاصة باتفاقية جدة و ذلك بخرق مليشيات الدعم السريع الارهابية جميع بنود الاتفاقية و عدم التزامها حتي بالقرارات الدولية الاخري التي اصدرها مجلس الأمن و الخاصة بانسحاب المليشيات الارهابية من منطقة الفاشر ما يجعل الوثوق في مليشيات الدعم السريع الأرهابية أمرا مستحيلاً من قبل الحكومة السودانية.
من جانب آخر و فيما يختص بالملف الجيوسياسي الداخلي فقد عبر الرئيس البرهان رفضه التام لكل الادعاءات و التي تصف القوات التي تقاتل علي الارض كقوات منتمية الي جهة ما او تتبع للمؤتمر الوطني او لغيره واصفاً هذه القوات بانها قوات وطنية تقاتل من اجل حماية الشعب السوداني و مقدراته كما أبدى في خطابه رفضه التام فيما راج عن انعقاد مؤتمر شورى المؤتمر الوطني و الذي راج في اسافير الميديا بانه تم تاجيل انعقاده لأسباب تخص الصراع الداخلي في الحزب و بتصريح الرئيس البرهان رفض قيام هذا المؤتمر فقد تم التاكيد علي أن كل ما راج في الاسافير قد كان محض تأويلات لا صحة لها، الأمر الذي جعل الرئيس البرهان يتعاطى مع الموقف بحسم و يرفض قيام هذا المؤتمر في خطابه اليوم.
وعلي نطاق اخر اشار رئيس مجلس السيادة في خطابه بأن الوقت مبكر لخلط المسارين الأمني والسياسي وبعد الحرب يجب الاتجاه لحوار سوداني حول كيفية إدارة البلاد مخاطباً القوي السياسية بالتوجه الي دعم الشعب السوداني و القوات المسلحة لايقاف الحرب أولاً ثم النظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق. و بهذه التصريحات في خطاب الرئيس البرهان يتم قلب جميع الموازين علي الصعيد الداخلي و الخارجي و الاعلان عن بداية مرحلة جديدة تشمل التعامل بحسم فيما يخص ملف الحرب و الحراك السياسي مع اتاحته الفرصة التاريخية مرة أخرى امام القوي السياسية و المدنية السودانية بدعم قرارات قيادتها المتمثلة في سياق خطاب رئيس مجلس السيادة اليوم وذلك بالعمل علي تحقيق متطلبات المرحلة اهدافها و خلق اصطفاف داخلي من للقوى السياسية والمدنية و الشعب مع قواته المسلحة للوصول لتحقيق الأهداف المعلنة للدولة السودانية علي الصعيد الداخلي و الصعيد الخارجي و هي ايقاف و انهاء الحرب و استعادة الأستقرار و المحافظة علي سيادة الدولة السودانية و منع التدخلات الاملاءات الخارجية و فرض الوصاية علي الشعب السوداني مقبل المجتمع الدولي.
في سياق اخر أتت هذه التصريحات للرئيس البرهان عقب تعطيل قرار مجلس الامن الذي تقدمت به حاملة القلم برطانيا بايعاز من الرئيس المستقيل و رئيس كتلة تقدم عبدالله حمدوك وذلك بفرض مناطق امانة للمدنيين و حظر للطيران في السودان وقد بررت روسيا رفضها للقرار بعدم الموافقة علي التدخل في الشان الداخلي للسودان من قبل المجتمع الدولي بل بدعم القوات المسلحة و الحكومة متمثلة في مجلس السيادة الانتقالي باستعادة الاستقرار في السودان و تقديم المعونات للشعب السوداني و الكف عن محاولة فرض الوصاية علي الدولة السودانية.