محمد وداعة
▪️مهمة البرهان الحفاظ على كيان الدولة و منعها من الانهيار
▪️الجيش هو الضامن الوحيد للحفاظ على وحدة البلاد و سيادتها
▪️كيف قبلت هذه القوات بصفقة تسمح للبرهان بالافلات ؟ بعد ان كان هدفها القبض عليه او قتله
▪️ما يعلمه كل سودانى سليم العقل ان البرهان لم يخرج خلسة و ترك زملاءه فى القيادة ليكتشفوا غيابه فيما بعد
▪️البرهان لن يكون طرفآ فى اى اتفاق يبقى على الدعم السريع بامتيازاته العسكرية و الاقتصادية و السياسية
الهذيان يسبب قلة الوعى بالبيئة المحيطة ، و يسبب ضعف مهارات التفكير و استخدام العقل ، مصاحب لتغييرات عاطفية حادة اذا تعرض المريض الى صدمات ، على الارجح تكون نتيجتها النهائية الانهيارالنفسى الكامل ، طبيآ يشخص كحالة مرضية نفسية ، ويعاني فيها المريض من وهم الاعتقاد بامتلاك قدرات فائقة، يتميز المصاب بجنون العظمة بحالة ثابتة ومستمرة من الهذيان، وتسيطر على المريض مجموعة من المعتقدات و الأوهام بحيث لا يمكن لاحد أن يقنعه بأن ما يشعر به غير صحيح حتى مع وجود الأدلة الواضحة،
هذه المقدمة ضرورية لفهم ما راج منذ الامس من اراجيف و قصص من الخيال حول الكيفية التى وصل بها القائد العام للجيش الفريق البرهان الى منطقة كررى العسكرية ، و تحديدآ ما قالته بعض القيادات السياسية من وجود صفقة و ترتيبات مع قوات الدعم السريع بوساطة دولية ، و ان الهدف من اخراجه لكى يتمكن من الوصول الى جدة لتوقيع اتفاق تم التوصل اليه بين مفاوضى الجيش و الدعم السريع ،
هذه العقول المريضة تعانى من حالة صدمة و هذيان مصحوب باضطرابات نفسية حادة ، افقدها القدرة على رؤية الحقائق و تقبل المنطق ، فقالت بروايات مضحكة تؤكد انهم خارج الشبكة ، و تقف دليلآ على انهم غير مطلعين على مجريات الحرب و الدمار الهائل الذى خلفته الحرب ، و ليس لديهم اى علم بالانتهاكات و الجرائم التى ارتكبتها قوات الدعم السريع المتمردة ، و بالطبع ليس لديهم معلومات عن القتلى و الجرحى من المدنيين ، و من القوات النظامية السودانية ، و بلا شك يجهلون الاف القتلى و الجرحى فى صفوف القوات المتمردة ، نهب و سرقة و اغتصاب و احتلال لبيوت المواطنين ، استباحة المستشفيات و المرافق العامة ، و الملايين الذين نزحوا من الخرطوم و الجنينة ، و لا يعرفون ان الدعم السريع قتل والى غرب دارفور بعد وقوعه فى الاسر ، و قتل و شرد اهل الجنينة فى ابشع ممارسة للتطهير العرقى ، هل بعد كل ذلك برهان او غيره يقدم على ابرام صفقة ؟
فى جدة تم توقيع ثلاث اتفاقات اعلان جدة وهدنتين ، ولم تلتزم قوات الدعم السريع باى من الاتفاقات التى وقعت عليها ، و كشفت الايام التالية لهذه الاتفاقات ان القوات المتمردة فضلآ عن عدم الالتزام بما اتفق عليه ، اضافت جرائم جديدة بتوسعها فى تجنيد الاطفال وتجارة البشر و الاغتصابات، لذلك فان الوفد المفاوض قام بواجبه حسب التفويض الممنوح له ، و بافتراض وجود اتفاق آخر، فان الوفد يمكنه التوقيع عليه ، كما ان الناحية البروتوكولية لا تسمح بوجود البرهان فى غياب حميدتى وهو ما يتعذر حدوثه ،
فى تقديرى ان خروج البرهان الغرض منه اعادة ضبط الاوضاع خاصة فيما يتعلق باستعادة دور اجهزة الدولة و الخدمة المدنية و تفعيل دور القوات النظامية الاخرى ، و تنشيط ملف العلاقات الخارجية و معالجة الاوضاع الاقتصادية المتدهورة ، لا شك ان البرهان لمس وجود تغييرات فى مواقف بعض الدول المؤثرة ، يمكن استثمارها لجهة الحفاظ على بقاء كيان الدولة ، و منعها من الانهيار بسبب الاوضاع الاقتصادية و الانسانية ، وهذا يستوجب تغيير المحتوى من ( فريقين ) الى فريق واحد ، و منع التدخلات الخارجية و تجفيف مصادر السلاح وقطعها عن الدعم السريع ، هذا ما سيفعله البرهان .
فى كل الاحوال ان كان هناك دور خارجى فى ترتيبات الخروج ، حتى ان كان بغض الطرف، فهذا لم يحدث بالاتفاق او التنسيق مع قوات الدعم السريع ، و لا احد يصدق ان القوات المتمردة بهذا الغباء و السذاجة بحيث تقبل اى صفقة من هذا النوع ، و بعيدآ عن مزاعم هذه القوات بانها تحاصر القيادة العامة وهو يخالف الحقائق على الارض ، فحركة الجيش بين برى و الاشارة و السوق العربى ، تتحدى هذه المزاعم ، رغم ذلك كيف قبلت هذه القوات بصفقة تسمح للبرهان بالافلات ؟ بعد ان كان هدفها القبض عليه او قتله ، وبعد، ان كان البرهان طرفآ فى اى صفقة فمن الذى مثل قوات الدعم السريع في الموافقة عليها ؟ هل هو حميدتى الغائب منذ اربعة اشهر بتكهنات ترجح موته ؟ ام عبد الرحيم الذى غادر بطوعه ميدان المعركة الى خارج البلاد ؟
لا احد يصدق هذه التهويمات الذهانية ، ما يعلمه كل سودانى سليم العقل ان البرهان لم يخرج خلسة و ترك زملاءه فى القيادة ليكتشفوا غيابه فيما بعد ، وان هذا هو قرار هيئة القيادة ، و كل ذى فطرة سليمة من السودانيين و فى مقدمتهم الجيش ضباطآ و جنود ، يعلمون ان البرهان لن يكون طرفآ فى اى اتفاق يبقى على الدعم السريع بامتيازاته العسكرية و الاقتصادية و السياسية ،
25 اغسطس 2023م