فضل الله رابح
لم يعد المشهد السودانى يستغرب من بالونات الاختبار التي ظلت تطلقها المليشيا المتمردة بين فترة وأخرى من أجل كسب صيت إعلامى وسياسي ، وأحيانا قياس ردة الفعل على أي خطوة قادمة تريد فعلها ، من بين بالونات الإختبار (حكاية) تشكيل إدارة مدنية بولاية الجزيرة .. المليشيا تعلم أن الجيش فى أي لحظة يمكن أن يسترد منها الجزيرة وكل مناطق الوسط ، سيما بعد إحكام الحصار حول مدنى ، والمليشيا لم تدخل الجزيرة إلا لأنها تدرك أن ممارساتها ستكون لها تأثير مباشر على المواطن وعلى قيم التعايش الاجتماعي بولاية الجزيرة .. إن تشكيل الإدارة المدنية بصورته الارتجالية وبمعاونة قوى سياسية علي رأسها حزب الأمة بقيادة فضل الله برمة ناصر ماهي الا ( تيست) لدارفور ضمن بالونات الاختبار التي أطلقتها المليشيا مؤخرا لقياس ردة فعل الشارع المحلى والاقليمي والدولى تمهيدا ومقدمة لإتخاذ القرار الرئيسي بالسيطرة علي دارفور وإتخاذه مركز إنطلاق لإعادة ضرب السودان من جديد من خلال كردفان والوسط من جديد .. فخطوة تشكيل إدارة مدنية بولاية الجزيرة تمويه والهدف الرئيسي دارفور لتكون على النموذج الليبي .. هدف آخر ربما الخطوة تاكتيكية لتضليل الشباب وإغراءهم بقصة الحكومة المدنية والمال وكسبهم فى معسكرات التجنيد لسد النقص الحاد في الجنود والمقاتلين الذي تعانيه المليشيا المتمردة حاليا .. يتعين علي الجهات المختصة أن تفتح عيونها وتفضح هذا المخطط الخبيث وهو ربما آخر كرت تريد المليشيا وحاضنتها السياسية ( تقدم ) أن تدفع به بعد أن خسرت كل الكروت السابقة ..