مكي المغربي: الكرة في ملعب السودان وعليه ان يوقف سمسرة “الدول ووكلاءها” في العلاقات الأمريكية السودانية ويتعامل مع واشنطون مباشرة.
الرشيد محمد ابراهيم: ما تم من تحسن انجاز للجميع ويجب ترتيب البيت الداخلي واكمال مسيرة تحسن العلاقات.
الخرطوم : الرواية الأولى
قدم برنامج المشهد بتلفزيون السودان حلقة عن العلاقات الأمريكية السودانية واعتماد السفير الأمريكي الجديد جون جودفري أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، واستضافت الأستاذة غادة عبد الهادي الدكتور الرشيد محمد ابراهيم استاذ العلاقات الدولية، و مكي المغربي، الكاتب الصحفي والملحق الإعلامي السابق بسفارة السودان في واشنطون.
قال دكتور الرشيد : ان ما حدث لا يجب اختزاله باعتباره نجاحا لفئة محددة ومكون محدد في الدولة، هو جهد قام به الجميع وسيجني ثمراته الجميع وأن الأولوية لترتيب البيت الداخلي لأن العلاقات الدولية لا تتحسن بالمستوى المطلوب مع وجود ارتباك وصراع داخلي.
قال مكي المغربي أن هنالك دولا صديقة أو شقيقة وشخصيات مرتبطة بها كانت ترغب دوما في تصوير أن السودان “قاصر” سياسيا ولا يستطيع التعامل المباشر مع امريكا إلا عبرها، وهذا لم يكن الموقف الأمريكي اطلاقا، بل هو “خطط غير وطنية” من بعض السياسيين والنافذين لتعزيز دورهم داخل السودان عبر نفوذ دول هم يرتبطون بها، أمريكا اثبتت مجددا انها راغبة في علاقات مباشرة وضربت بعرض الحائط كل التوقعات الاخرى، والكرة في ملعب السودان للتعامل المباشر مع امريكا والخروج الكامل من الوصاية العربية والاوربية. وأضاف مكي المغربي قائلا “عندما قرر البرهان الالتقاء بنتنياهو وكسر الجمود في العلاقات الخارجية للسودان لم يكن هنالك وسيط عربي أو أوربي، تم الأمر بتعامل مباشر مع امريكا واسرائيل وشكل نقطة تحول كبرى، اربكت حسابات الوكلاء والسماسرة لدول عربية وأوربية”.
ويضيف دكتور الرشيد ان السودان لم يكن مهددا للأمن القومي الأمريكي، وواشنطون تعلم هذا منذ فترة طويلة وان المفاوضات كانت سياسية ولكن امريكا تدرك جيدا تطور السودان في ملف مكافحة الارهاب ليس على المستوى الداخلي بل حتى على صعيد القارة حيث نجح جهاز الامن والمخابرات في قيادة وتأسيس السيسا، ولكن كان التأخر في العلاقات يحدث بسبب مزايدات داخلية لا صلة لها بالتقييم الحقيقي للتعاون الأمني السوداني الأمريكي.
يقول مكي المغربي : أن المفاوضات الأمريكية السودانية بدأت عمليا بطلب من الجانب الأمريكي وإن امريكا متقدمة على السودان في الرغبة في تحسين العلاقات، حيث أقر الكونغرس في فبراير 2014 في لجنة افريقيا موجهات لسياسة جديدة للسودان وجنوب السودان وكان السودان متشككا لفترة بسبب خلافات سابقة والمبعوث الأمريكي غير قادر على الحصول على الفيزا، بادرت امريكا وجرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكية آن ذاك جون كيري ووزير الخارجية السوداني علي كرتي في اكتوبر 2014، وبعدها بدأت المفاوضات وتحددت المسارات الخمسة في العام 2015 للمرحلة الأولى وهي رفع العقوبات الإقتصادية واكتملت المرحلة الأولى بنجاح، ثم تم في العام 2017 تحديد القضايا الثلاث للمرحلة الثانية وهي “الازالة من قائمة الارهاب” وواصلت حكومة حمدوك بعد التغيير في ملف موجود أصلا، وبذات الوصفة، بل كان يمكن أن يمضي اسرع من ذلك لولا الشد والجذب الداخلي، ولولا التوهم لفترة انه يجب البداية من جديد حتى لا ينسب الفضل لفترة سابقة، وتجاهلت امريكا هذا الطلب الغريب تماما.
ويقول مكي المغربي أن السياسيين السودانيين يجب أن ينشغلوا بمؤتمر لتقييم العلاقات الأمريكية السودانية وتحليلها على طول الفترة منذ استقلال السودان، ولماذا يميل السودان للممارسة الخشنة وتقديم المباديء على المصالح، حيث أن أول قطع للعلاقات الامريكية السودانية، بل والبريطانية السودانية، تم في عهد اكتوبر وفي برلمان ديموقراطي منتخب يمتلك فيه حزب الامة اكثر من 90 دائرة والاتحادي اكثر من 60، وكان للاسلاميين حينها 3 دوائر فقط، وكان رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب ورئيس مجلس السيادة اسماعيل الازهري. ويضيف مكي “لدينا علة مزمنة في ممارسة العلاقات الدولية وتطرف في قوة المواقف وتطرف في التنازلات ايضا، هذا هو دور السياسيين كلهم في مراجعة هذا الأمر بدلا من الاحتماء بنفوذ دول وسفارات للعودة للسلطة”.