اسامة عبدالماجد
كشف حاكم دارفور مني أركو مناوي عن تفاصيل دقيفة للخمسة ايام الأخيرة قبل اشتعال حرب 15 إبريل، في مقابلة حصرية مع (سودان تربيون).. هي ادلة دامغة تثبت تورط مليشيا حميدتي الارهابية وبتواطؤ صريح/ بمعاونة من قحت المركزي في اطلاق الرصاصة الاولى نلخصها من الحوار.. فما هي؟. ¤ أولاً: سعى نائب القائد العام شمس الدين الكباشي وبقوة لتهدئة الاوضاع يوم (الثلاثاء 11 ابريل).. اقام افطار رمضاني خاص لمناديب للكتلة الديمقراطية بمنزله..وطلب منهم بشكل عاجل أن يبلغا مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم بضرورة تدخلهما للتوسط بين البرهان وحميدتي.. لنزع الاحتقان بينهما، وأظهر الكباشي الحاحاً بائنا أن يتم الاجتماع اليوم قبل الغد. ¤ ثانياً: النداء العاجل الذي أطلقه الكباشي جاء بعد ساعات معدودة من اجتماع هيئة القيادة .. تخلف عنه قائد المليشيا حميدتي وشقيقه عبد الرحيم.. وبعثا بضابطين برتبة لواء لتمثيلهما ولم يكونا مفوضين.. حيث وجه الاجتماع استفسارات حول انتشار قوات المليشيا في مواقع جديدة في الخرطوم وإرسال قوات لمطار مروي.. جاءت إجابات مناديب المليشيا ”لا ندري، يُمكن أن تستفسروا من حميدتي أو عبد الرحيم“. ¤ ثالثاً: اضطر مناوي للتواصل مع جبريل ابراهيم.. بعد ان تيقن ان قوات المليشيا بدأت التصعيد الميداني لا سيما في مطار مروي،. اتفق معه جبريل وأنه على علم بهذه التطورات.. سعيا للتواصل مع عبد الرحيم دقلو واصطحاب رئيس الحركة الشعبية؛ مالك عقار ونائب حاكم دارفور محمد عيسى عليو.. رغم مكانتهم تهرب منهم دقلو بالتعلل اكثر من مرة.. اضطروا للذهاب لمنزله بحي المطار دون سابق موعد.. مما يدل على عدم رغبه في التهدئة.. ولم يرحب بهم وظلوا في فناء منزله ولم يؤذن لهم بالدخول إلى صالون الاستقبال، رابعاً: في وقت يتهرب عبد الرحيم من وفد الوساطة.. كان على تنسيق تام مع قحت.. وصل لمنزله وبرفقته قادة قحت على متن حافلة (شريحة).. وكان وفد الوساطة (ملطوع) في الحديقة.. نزل خالد سلك من الحافلة وعندما شاهدهم عاد للتخفي داخلها.. اشارة الى ان هناك امر يدبر بليل.. بعد نقاش استغرق وقتاً طويلاً من وفد الوساطة مع عبد الرحيم منفردا قبِل الجلوس مع كباشي.. وعقد لقاء بين البرهان وحميدتي.. ¤ خامساً: بالمقابل تحمس كباشي للقاء دقلو عندما هاتفه مناوي فور انتهاء لقاءهم مع عبد الرحيم فجر الاربعاء.. وكذلك رحب بحضورهم لحظتها الى منزله.. الذي لايبعد كثيرا من منزلي عبد الرحيم وحميدتي.. واوصلهم عبر هاتفه بالبرهان الذي رحب هو الاخر بمخرجات لقاء الوساطه مع دقلو.. ووعدهم البرهان بالاجتماع بههم عند (الساعة11 صباح الاربعاء 12 ابريل).. وهذا مؤشر صريح على حرص القوات المسلحة على الاستقرار ¤ سادساً: اكد مناوي اتجاة المليشيا الى الحرب واستعداها لها.. دلل على ذلك بلحظة خروجهم من منزل دقلو (الساعة 1 صباح الاربعاء 12 ابريل) متجهين الى منزل كباشي.. قال مناوي: (لاحظت حجم قوات أمام منزل عبد الرحيم مبالغ فيها، وكانت معززة بالراجمات ومضادات الطيران وبعض المدرعات)، كما لاحظ حجم التوتر بين حراسة حميدتي وحراسات القيادة العامة. ¤ سابعاً: كل مرة تتكشف الحقائق باعتزام المليشيا اشعال الحرب.. رغم ان دقلو تعهد للوساطة بعدم التصعيد.. تفاجأت الوساطة عند وصولها مقر اقامة البرهان للاجتماع به.. ابلغهم كباشي بتعزيز حميدتي قواته في مروي بـ (54) سيارة قتالية.. وصلت مروي بعد ساعات من لقاء الوساطة بعبد الرحيم. ¤ ثامناً: تواصلت الرغبة الجامحة لذهاب حميدتي نحو الحرب.. وبحسب مناوي فور مقابلتهم للبرهان بدا عليه عدم الارتياح.. استقبلهم بالسؤال” هل أنتم تعتقدون أن حميدتي يكتفي بهذا التصعيد، نحن مللنا من أن نقنعه “وواصل قائد الجيش حديثه ” قبل شهور كان عدد قواته في الخرطوم أقل من (30) ألف، الآن فاقت الـ (100) ألف مقاتل ولا يزال يحشد المزيد).. ورجح كباشي أن حميدتي لديه خطة انقلاب بمعاونة ضباط من الجيش. ¤ تاسعاً: اتهم مناوي، قحت المركزي بالضلوع في الحرب.. برهن على ذلك بامرين.. الاول انه تفاجأ باجتماعهم مع البرهان عند الساعة (9 مساء الخميس 13 أبريل)، اعتبره مناوي محاولة منهم لافشال مبادرتهم.. والثاني سعيهم لتضليل البرهان.. قال مناوي نصا (اللقاء ليكون الجيش في وضعية التنويم).. وواصلت قحت الخداع والتقت البرهان مساء الجمعة.. في اجتماع غير مبرمج.. واستمر لساعات (حتى 1 صباح السبت)، اي قبل ساعات من ساعة الصفر.. ويبدو ان قحت تعمدت اطالة زمنة.. وامعانا في التضليل اقترحت علي البرهان تشكيل لجنة للذهاب إلى مروي. ¤ عاشراً: بواصل الجيش ابداء حسن النية.. بعد اجتماع البرهان مع قحت.. التقى الوساطة مباشرة نقل لهم أن التصعيد لم يتوقف من طرف المليشيا.. ولكنه لا يمانع في الجلوس مع حميدتي إذا قرر الانسحاب من مروي.. ¤ حادي عشر: التقت الوساطة حميدتي عند (الساعة 10 صباح الجمعة 14 أبريل).. تاكد ان الارهابي يمضي نحو الحرب.. قال مناوي: (التقينا حميدتي في الموعد المضروب لكنه لم يلتزم بشيء ولم يرفض شيء.. وانتهت الجلسة بمزاح ثقيل وضحكات متوجسة، وبصراحة أنا لم اطمئن).. وفي مساء ذات اليوم غاب (الباغيان الشقيان) حميدتي ودقلو عن افطار جامع لكباشي بنادي النيل. ¤ ثالث عشر: حتى بعد تلاثة ساعات ونصف من شن حميدتي الحرب على الجيش.. كان البرهان يتحدث بنبرة هادئه.. هاتف مناوي، كباشي الساعة (12:30 نهار السبت 15 ابريل).. حوّل الهاتف للبرهان فسأله مناوي؛ هل ثمة فرصة أخيرة لإيقاف ما يجري؟ رد عليه قائلاً ”نحن مهاجمين في أماكننا وما عندنا فرقة عشان نقول كلام“. في حين هاتف مناوي، حميدتي طلب منهم الاخير وبكل خبث (إصدار بيانات إدانة). ¤ رابع عشر: اتضح استعداد المليشيا للحرب.. سال مناوي، حميدتي هل بالإمكان أن تتوقف هذه الاشتباكات الآن؟ رد عليه ” الآن أوضاعنا العسكرية لا بأس بها، القصر في يدنا والمطار في يدنا وتحصلنا على عدد كبير من العربات والدبابات ومطار مروي في يدنا والقيادة العامة محاصرة، ولم يبق سوى استسلامه – أي البرهان – هو وعصبته، وطالب حميدتي، مناوي ان يقنعه ليسلم نفسه والحرب ستنتهي تلقائياً. ¤ ومهما يكن من أمر هل عرفتم من هو حميدتي وكيف كان يعمل لتحقيق طموحه الشخصي وتنفيذ اجندة الخارج ؟.