عبدالملك النعيم أحمد
خفتت أصوات قيادات تنسيقية قوي الحرية والتغيير المعروفة إختصاراً ب (تقدم) وما هي كذلك ولن تكن..خفتت أصواتهم بل تلاشت عن الحديث عن حكومتهم (المنفية) كما أرادوا لها أن تكون وذلك بسبب الخلاف الذي دب بين قياداتها حيث صرح عمر الدقير عن المؤتمر السوداني بأنهم ضد قيام هذه الحكومة بل هدد بأن تشكيل مثل هذه الحكومة سيؤدي إلى خروجهم من تقدم..فيما مازال متمسكاً زميله في الحزب خالد عمر يوسف بهذه الحكومة ومازال يدعو لها…فهذا خلاف داخل الحزب الواحد في عضوية تقدم دع عنك الخلاف بين احزابها..حزب الامة بزعامة فضل الله برمة ومريم الصادق مازال متمسكاً بتشكيل حكومة المنفي لأن تقدم أوعزت لرئيس الحزب برمة بأن يكون رئيساً لمجلس السيادة وهذا عرض مغري لرجل في عمره ليختم حياته بلقب رئيس حكومة وما أبأسها حكومة..أما محمد حسن التعايشيعضو اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في بداية هذه الألفية وبحكم صغر سنه لم يصدق انه سيكون رئيسا لوزراء حكومة المنفي طالما فقدالأمل بأن يكون رئيساً لحكومة شرعية منتخبة لذلك تجده مصراً علي تشكيلها حتي إن لم تجد من يدعمها او يقف معها من الشعب السوداني…وواضح ان أقرانه في تقدم لهم رأي في هذا الترشيح لأن كل منهم يمني نفسه بموقع رفيع في حكومة المنفي بعد أن فقدوا أي دعم متوقع من الداخل نتيجة ما لاقاه المواطن السوداني من قتل ونزوح وتشرد ونهب وسرقة وإذلال وإغتصاب لحرائره من مليشيا الدعم السريع التي وجدت الدعم والمساندة من قبل قادة تقدم بدليل أنهم لم يصدروا بيان إدانة واحد لكل هذه الجرائم إلا حادثة ضرب حافلة بأم درمان راح ضحيتها مواطنين أبرياء.. والغريبة أن حوادث القتل وجرائم المليشيا في ود النورة والجزيرة والهلالية ودارفور أكبر منها وضحاياها بالمئات وصمت قادة تقدم علي كل تلك الجرائم آملين في إنتصار المليشيا وعودتهم للحكم علي أشلاء المواطنين…
في الوقت الذي كان يتحدث فيه الطاهر حجر رئيس تجمع قوي تحرير السودان..هذا هو الاسم ولكن لا أحد يعلم عن اي تجمع قوي يتحدث؟ وعن اي تحرير يعني وهو المناصر والداعم للمليشيا التي إعتدت علي المواطن وارضه وعرضه ويقوم الجيش القومي بكل تكويناته بالمواجهة القوية والشجاعه في الميدان لتحرير البلاد منها….في حديثه لقناة الجزيرة مباشر قال ان هناك قوي سياسية ومدنية واجتماعية تدعم قيام حكومة المنفي وعندما طلب منه مقدم الحلقة أحمد طه بأن يذكر بالإسم جهة واحدة من تلك القوي…عجز حجر وأصبح يتحدث عن اسطوانته المشروخة بأن (حكومة بورتسودان) غير شرعية..فمن أين إذن ستكتسب حكومة المنفي شرعيتها؟
ليس هذا وحده بل في الوقت الذي كان حجر ضيفاً علي الجزيرة مباشر وهو مزهو يتحدث عن شرعيته تنقل الأخبار خروج أبرز قيادات تجمع حجر وهو مدير الاستخبارات القائد جاموس عن التجمع وينضم بكامل قواته للقوات المسلحة دفاعا عن الوطن وتبعه في ذلك القائد احمد البشير صالح وأبكر اشقر….إن كان الطاهر حجر قد فشل في أن يحتفظ بوحدة التجمع الذي يرأسه فكيف به أن ينجح في تشكيل حكومة المنفي التي يدافع عنها…وقد برر القائد جاموس انشقاقه عن حجر بأن الأخير لم يلتزم بالمبادئ التي اتفقوا عليها وأنه أي حجر أصبح أداة في يد تقدم ينفذ لها أجندتها حتي إن تعارضت مع أمن الوطن واستقراره وأتهمه ايضا بأن أصبح موالٍ للدعم السريع ومليشياته المجرمة…
إن كان هذا هو حال قادة واحزاب تقدم من خلاف وتنازع في حكومة المنفي التي لم يرض عنها حمدوك ولم يدعمها…فكيف بها أن تجد أي نوع من الدعم من المواطن الذي تريد أن تحكمه بالريموت كنترول وهي التي شجعت ودعمت من قتله داخل دياره؟
ليت قادة تقدم يكونوا قد إستوعبوا الدرس وعرفوا وزنهم الحقيقي حتي لدي الدول والجهات التي كانت تمولهم لأن وزنهم معروف لدي المواطن السوداني ليغيروا من سلوكهم ويكونوا مستعدين لمحاسبة الشعب السوداني لهم قبل أن يفكروا في حكمه بحكومة منفي مزعومة يصعب لها أن تري النور في ظل اختلاف قادتها وعدم موضوعية طرحها أصلاً كفكرة دع عنك الأرضية التي تنطلق منها أو الحيز المكاني والزماني الذي تود أن تعمل فيه او من خلاله….