الرواية الأولى

نروي لتعرف

كلام صريح / سمية سيد

حتى لا نفقد دارفور

سمية سيد

تبرير واهي حاولت ان اقنع به محدثي الذي سألني عن تراجع الاعلام عن الطرق على قضية حصار الفاشر .
قلت له .. بعد دحر وانهيار الجنجويد في مدني والخرطوم ونحن نشاهد مطاردة الطيران لهم وحرقهم وهم يهربون لم يكن احد يتوقع انهم سيلتقطون انفاسهم ويعيدون صفوفهم بل كان التوقع هروبهم من كل شبر من دارفور.

الحقيقة اننا في الاعلام الداخلي لم نسجل غيابا عن قضية حصار الفاشر كما اننا لم نسجل الحضور الكاف بما يتوافق مع حجم المعاناة التي يعيشها السكان ، بينما سجل الاعلام الدولي حضورا لافتا افضل منا نحن اصحاب القضية والوجعة .

ونحن نحتفل اليوم بعيد جيش الوطن القوي الشجاع الذي دحر عدوانا خارجيا وليس مجرد تمرد عادي علينا التذكير بان قضية حصار الفاشر وطرد المرتزقة من كل دارفور ومناطق كردفان تجعلنا ننتظر ليكتمل الاحتفال .

صمود الجيش والمشتركة والمقاتلين في صفوف الكرامة وصمود اهل الفاشر رغم الجوع والموت برصاص الجنجويد او بالمجاعة يمثل دافعا قويا لوقوف المدينة شامخة في وجه العدوان الاجنبي الذي يدخل عامه الثالث مع تكثيف الهجوم بالأسلحة الفتاكة .

  رغم الهزائم المتلاحقة والخسائر البشرية والمادية التي يلحقها الجيش والمشتركة في صفوف المليشيا لكن مركز قيادتها بالخارج لايفتر من الزج بالمزيد من المرتزقة  في محرقة الفاشر .
    عبارة ذات مدلول مهم اطلقها حاكم اقليم دارفور مناوي في تغريدة له بان عبد الرحيم دقلو يتهور ليطوف الفاشر يزج ( ممتلكاته البشرية) في التهلكة دون مراعاة خسائر الأرواح الفادحة  .. 

بالفعل المرتزقة هم ضمن ممتلكات الـ دقلو وليس مقاتلين لهم قضية ولا عقيدة عسكرية يتم شراءهم وبيعهم وفق ما يتطلب الحال.

  بالأمس أظهرت مقاطع فديو مثل هذه الممتلكات البشرية التي تم شراؤها من سماسرة البشر بدولة كولومبيا ومعهم في القتال من تم شراؤه من جنوب السودان ومن ليبيا كانوا في وضع مزر يتحدثون بلغات مختلفة ولهجات مختلفة كل مجموعة لاتفهم ماذا تقول المجموعة الأخرى، القاسم المشترك بينهم هو الصراخ وصوت الرصاص يفتك بهم ويشتت شملهم .

ما يحدث في الفاشر ليس حصارا عاديا ، فقد رمت حكومة ابوظبي بكل ثقلها لاسقاط المدينة والذي يعني عمليا خروج كل دارفور من الحدود الجغرافية لدولة السودان .
لقد ظلت طائرات اليوشن تعمل في خطوط الامداد باستمرار من بوصوصو الصومال إلى الكفرة بليبيا ومن أنجمينا وام جري إلى نيالا .. والزج بحشود عسكرية ضخمة في معسكر زمزم الذي استخدم قاعدة لاسقاط الفاشر .

العديد من التقارير والمصادر الدولية أكدت مشاركة مقاتلين أجانب في معارك الفاشر، وقد أثارت هذه التقارير جدلًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي.
تبرز ملامح هذه المشاركة في ظهورجنسيات متنوعة بينها كولومبيا، وتشاد، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وكينيا.
ويُعتقد أن المقاتلين من المرتزقة الأجانب، وخاصة الكولومبيين، يؤدون أدوارًا تخصصية مثل تشغيل الطائرات المسيرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي، مما يعكس مستوى تدريبهم وخبرتهم.
أثارت هذه المشاركة ردود فعل دولية، حيث عبرت الحكومة الكولومبية عن “صدمتها” من مشاركة مواطنيها في الحرب في السودان. ودعا الرئيس الكولومبي إلى “حظر ظاهرة المرتزقة” ومعاقبة من يتاجرون بشبان فقراء للقتال في بلدان أخرى.

بغير ما ظهر من مقاطع فديو انتشرت على نطاق واسع توجد أدلة ميدانية حيث تم العثور على وثائق وجوازات سفر وأجهزة اتصال بلغة أجنبية (الإسبانية) في مناطق القتال، مما يدعم رواية وجود مرتزقة أجانب استعانت بهم المليشيا خاصة بعد فقدها اعداد كبيرة من المقاتلين في صفوفها من القبائل التي ساندت حرب ال دقلو .
تعتبر مشاركة المقاتلين الأجانب تطورًا خطيرًا في الحرب على السودان حيث يرى البعض أنها تهدد السيادة الوطنية وتساهم في تدويل الحرب، وتزيد من تعقيد جهود التوصل إلى حل سلمي.كما تشير أيضا إلى مؤامرة دولية باصرار القوى الخارجية الداعمة لمليشيا الدعم السريع على تقسيم السودان وفصل دارفور كما حدث لجنوب السودان.

اترك رد

error: Content is protected !!