فى 14 سبتمبر 2024م اعلن مكتب الرئيس سلفاكير ميار ديت عن تأجيل الانتخابات من 22 ديسمبر 2024م إلى 22 ديسمبر 2026م بحجة الحاجة للمزيد من الوقت (هناك امور لم تنجز مثل الاحصاء السكاني والمفوضيات ودمج الجيوش) ، وقد تم الاجراء بالتشاور مع اطراف إتفاق السلام 2018م والموقع فى الخرطوم برعاية الرئيس البشير..
هذا الاجراء ، اغلق الباب أمام طموحات الكثيرين ، وخاصة الجنرالات الذين يملكون الكثير من المعلومات ولديهم الكثير من السلطات والكثير من الصلات الداخلية والخارجية ، ومن بينهم الجنرال اكول اكور رئيس المخابرات السابق..
واكول تولى منصبه منذ عام 2011م ، وتوسعت صلاحياته واقترب من دور الرجل الأكثر ثأثيرا مع تراجع صحة الرئيس سلفاكير (73 سنة) ، وهى طموحات لم تكن غائبة عن سلفاكير ، مما زاد من حذره لدرجة امتناعه عن مغادرة البلاد ، للمشاركة فى مؤتمرات خارجية ، بل رفض الذهاب للعلاج بالخارج خشية الانقلاب عليه فى غيابه..
ومع زيادة مخاوفه ، اتخذ سلفاكير قرار اقالة كول اكور قبل شهر ، وبعد عودته من رحلة علاجية استمرت اكثر من 40 يوما..
وما جرى أمس فى جوبا من امر القبض على الجنرال اكول هو جزء من سيناريو احباط التطلعات الخفية وقمع محاولات التسلل من خطوط الخلفية ، واستغلال ذات ادوات الدولة للوصول إلى سنامها..
وخلال سنوات عمله فى المخابرات شكل اكور قاعدة ولاء ، وقوة عسكرية متخصصة كانت فى طريقها لأن تكون بديلا للحرس الرئاسي ، ولعب ادوارا كثيرة من وراء الرئيس المنهك سلفاكير..
ومن ذلك دعمه اللامحدود لمليشيا الدعم السريع والتغطية على إمدادها البشري والوقود والمؤن ، وربما كان يسعى إلى أن يكون على ذات طريقته..
تم القبض على اكول – فى ارجح الاقوال – لكن الأبواب لم تغلق خلف اطماع آخرين ، وامام الأفق المسدود لا سبيل سوى الالتفاف.
وتكلفة الانتقال السلس ، أفضل كثيرا من المغامرات والمناورات السياسية ، يكفى الرئيس سلفاكير ما انجز ، فمنذ العام 2005م ، ما بين نائب إلى رئيس (يوليو 2011م) وقد قاد بلاده فى ظروف صعبة ، وتسليم الراية إلى خلف يختاره اهل الجنوب هو افضل خيار واكثر سلامة..
حفظ الله جوبا واهل الجنوب عامة..
22 نوفمبر 2024م