اسامة عبدالماجد
¤ بدأ وزير المالية رئيس (العدل والمساواة) د. جبريل ابراهيم مرتباً كعادته.. اشرنا الى صفته السياسية لأنه كان يعتمر طاقية حركته وهو يتحدث الى لفيف من الصحفيين امس.. حديث الملم بكل التفاصيل.. ولكنه آثر قول نصف الحقيقة خاصة فيما يلي الشأن السياسي والخارجي، مخفياً النصف الآخر منها وراء ابتسامة تبدو ماكرة.
¤ اعلن الوزير انحيازه إلى القطاع الخاص رافضا ان يكون في المقاعد الخلفية في مرحلة مابعد الحرب.. وشدد على ضرورة تغيير التشريعات مستقبلا لاجتذاب رؤوس اموال خارجية.. واقر بالضرر الذي لحق بالبلاد جراء تركيز كل الانشطة الاقتصادية في دائرة جغرافية ضيقة..وشدد على ضرورة اعادة ترتيب الامر وتشجيع الولايات وتعهد باسم الحكومة بتقديم الاغراءات للمستثمرين . وقال اثبتت التجربة انه ليس بالضرورة استخراج جوازات في الخرطوم
¤ وبدأ جبريل متصالحا مع تدهور سعر الصرف، كون التوقعات كان تشير الى الأسوأ.. وطمأن الشعب السوداني بان صادر الثروة الحيوانية في 2023 كان اعلى من سابقه.. وانتاج البلاد السمسم بكميات كبيرة وتوفير ادوية منقذة للحياة.. ولفت الانتباة الى ان السودان لم يتلق دعما خارجيا، فقط بعض الاغاثات.
¤ وسخر جبريل من مزاعم المجتمع الدولي باقتراب حدوث مجاعة.. وقال (طبيعي يقولوا كده عشان يعيشوا، والا بعتبروهم ماشغالين وما بصرفوا مرتبات).. وكشف عن وجود فائض من الذرة يبلغ (3) مليون طن ووجود كميات من الدخن وطمأن الشعب ان الغذاء يكفي لمدة عام واكثر.. ولكنه اشار لوجود مشكلة في التوزيع جراء عدم استتباب الامن خاصة في ولايات دارفور وبعض انحاء الجزيرة..
¤ وتطرق ابراهيم لملف الدقيق واكد محاصرتهم لتجارته ما ادى لانخفاض أسعاره.. وابدى قلقه على رجال الاعمال الذين عليهم التزامات تجاة البنوك بجانب تاثر البنوك نفسها وتعرضها لعمليات نهب..
وقدم شرحا وافيا بشان مرتبات العاملين.. ونوه الى انها شأن ولائي لجهة ان التعيينات تتم عبر حكومة الولايات.. وعاد وقال 30% من ايراداتنا تذهب للولايات.. وعندما تزيد ايراداتنا نزيد النسبة المخصصة للولايات.
¤ واكد وضع اعتبار خاص للولايات المتاثرة بالحرب.. مع وجود ازمة بولاية غرب دافور نتيجة سيطرة التمرد عليها.. ومع ذلك سعى المركز للمعالجة بتعيين امين عام للحكومة واليا مكلفا والشروع في الترتيب لايصال المرتبات.. ونوه جبريل الى وجود وفرة مال في ولايات لم يسمها..
¤ وبشان الاوضاع بدا واثقا من انتصار القوات المسلحة على المليشيا.. وانتقد نظام ديبي وقال انه دخل في ورطة كبيرة ونصحه بان لا يستمر في اتخاذ الموقف الخطأ وان لا تحشر تشاد انفها في شؤوننا.. وطالبها بضرورة احترام (الجيرة) والتعايش .. لأن السودان لن يرحل والعكس صحيح.. وقال لدينا (22) قبيلة مشتركة مع تشاد.. وجدد اتهاماته للامارات بدعم تشاد للوقوف ضد السودان.. واودع حكمة في بريد انجمينا واخرين: (الشعب سينتصر واي زول وقف ضد السودان ح يندم).
¤ ووصف جبريل سؤال ذكي طرحه الزميل الطاهر ساتي ب (المشروع) حول عدم تشكيل حكومة حرب حتى الان.. واعترف بعدم امتلاكه اجابه له.. واستدرك: ( قد تكون لدى القيادة رؤية خاصة بتشكيل حكومة اشمل بعد الحرب مع اجراء حوار اوسع).. واعلن عدم تاييده لتوالد الكيانات والتحالفات، وحذر من مغبة ان يؤدي ذلك لمزيد من التشرذم وقال نحتاج لبناء الثقة.. وباهى بالكتلة الديمقراطية التي يشغل فيها منصب نائب الرئيس وتوقع لها مستقبل ناجح لخبرتها السياسية
وقال ان الفرصة امامها للتوسع.. واستدل بانها الجهة الوحيدة التي وقفت في وجه قحت
¤ وبشأن (تقدم) – شلة حمدوك – لم يعيرها كثير اهتمام.. واشار الى ان المشتركات التي تجمعهم بنم سوى ان الجميع سودانيين.. والكل يملك حق التعبير.. واعتبر حديث ياسر العطا بعدم تسليم السلطة للمدنيين الا بشرط الانتخابات.. لا يعدو ان يكون رسائل لبعض الاطراف اكثر من كونها مشروع حقيقي للعسكريين.. ومع ذلك قال من الصعب جدا شطب العسكريين من معادلة الحكم .. في هذة المرحلة تحديدا.
¤ ودعا ابراهيم لاهمية الحوار السوداني السوداني مع ضرورة تطويره.. وحاجته لمسهلين وتوقع ان يستمر لفترة طويلة حتى بعد قيام الانتخابات.. وبدد مخاوف من اعتقدوا انه جند مقاتلين جدد في حركته استنادا على تخريجه دفعة بولاية كسلا.. وقال اولئك مقاتلين قدامى سرحوا عقب اتفاق السلام والان احتجنا لهم وقطع بانه لا توجة لهم الاحتفاظ بالقوات وشدد غلى ضرور وجود السلاح في ايدي القوات المسلحة فقط.. ولا نريد تعدد جيوش.
¤ وقدم تفصيلاً حول اموال مليشيات حميدتي رداً على سؤالين لكاتب السطور.. حيث جدد حديثه بنهب المليشيا لـ (2.7) طن ذهب و(9) طن من الفضة.. وقيام الحكومة بحصر الشركات ذات الصلة بها، لانها غير مسجلة باسم المليشيا وضرب مثالاً بشركة الجنيد.. وبث بشريات بوضع الحكومة يدها على كل شركات المليشيا العاملة في مجال الذهب وهي تنتج الان ويعود ريعها للدولة عدا شركة بمنطقة سونقو بجنوب دارفور.. واكد تحويل الاسهم المملوكة لها الى الحكومة ودعا المواطنين للتبليغ عن اي معلومات حول اموال المليشيا..كما رحب بمقترحنا بتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، واعتبرها فكرة ممتازة ووعد بالتنسيق مع وزارة للخارجية.
¤ ومهما يكن من امر.. جبريل من المسؤولين الذين يحرصون على تنوير الصحفيين.. لكن اليد الواحدة لا تصفق.