
✍🏼 د. محمد احمد ادم
تشاد دولة في وسط إفريقيا ولها مكانتها العلمية الهامة والكبيرة في القارة والعالم الإسلامي كما كانت موطنآ للعديد من الحضارات القديمة التي ساهمت في تطوير العلوم والفنون الإسلامية وتعكس مكانتها العلمية أهمية التعليم والبحث العلمي في تطوير البلاد .
وتتميز تشاد عن غيرها من الدول الإفريقية بالعلماء والفقهاء وحفظة كتاب الله الذين يتدارسونه ويتلونه حق تلاوته أناء الليل وأطراف النهار والمد الصوفي والحب الطاغي للجناب المحمدي سيرة ومدحآ .
وعرفت مدينة أبشي عاصمة سلطنة دار وداي الإسلامية والتاريخية في تشاد بمدينة العلم والعلماء والمشاهير من أعلام الامة على مر العصور الذين أثروا الساحة العلمية بعطائهم العلمي والفكري ومجاهداتهم في نشر الدين وتعاليمه وإرساء القيم الحميدة ومكارم الأخلاق والتربية القويمة خدمة للمجتمع ونهضة للأمة وظلت أبشي منارة سامقة ومركز إشعاع ديني وعلمي ومعرفي منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا فضلآ عن أنها عاصمة لسلطنة الوداي وقد إكتسبت هذا الإسم لدورها الرائد في نشر العلم وتعتبر من المدن المهمة ولها خصوصيتها وتأثرها بالطرق الصوفية التي تنتشر في المنطقة بجانب تراثها الثقافي الغني بالموروثات والتاريخ والأثار وساهم سلاطين دار وداي في تعزيز الإستقرار
ويمثل دار الإفتاء في دولةتشاد المرجع الديني الأعلى للمسلمين ويلعب دورآ رئيسآ في تقديم الفتاوى والإجابة على أسئلة الناس حول الأمور التي تتعلق بالدين والشريعة ومساعدتهم على فهمه وتطبيقه مما يعزز ويرفع من الوعي الديني إضافة إلى الدروس والمحاضرات وإقامة الندوات التي لها أثرها الايجابي على حياة الناس ومخاطبة قضاياهم
وعلى مر التاريخ ساهم علماء تشاد مساهمة فعالة في نشر الدين وتعاليمه وإحياء نار القرآن وحلقات العلم وإنشاء المعاهد العلمية والمجمعات التعليمية التي خرجت الحفظة والأئمة والدعاة والفقهاء والعلماء والذين ظلوا مشاعلآ لنشر العلم وقيم الفضيلة شرعة ومنهاجآ وتأصيلآ لمعاني الدين وسماحة الإسلام
نال مفتي الديار التشادية الإمام أحمد النور محمد الحلو أحد أبرز علماء تشاد وإفريقيا والعالم الإسلامي جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي لهذا العام في المؤتمر الدولي تحت عنوان(صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الإصطناعي) بمشاركة أكثر من سبعين دولة من قبل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وهي جائزة دولية رفيعة تمنح سنويآ من خلال المؤتمر العالمي للإفتاء تكريمآ للعلماء والشخصيات التي ساهمت في خدمة الدين وترسيخ المرجعية الوسطية ومواجهة التطرف
وتمثل الجائزة الكبيرة التي نالها مفتي الديار التشادية تعظيمآ هامآ وتقديرآ لجهود العلماء في تشاد وإعترافآ بمساهماتهم العلمية وتشجيعآ للباحثين في مواصلة البحث العلمي من أجل تعزيز المعرفة وأبرزت الجائزة كذلك المكانة الدينية والإفتائية لتشاد دوليآ وعلى محيطه الإقليمي والتأثير الايجابي على المجتمع التشادي ويقوي الوحدة والتماسك .

ويعتبر الإمام أحمد النور محمد الحلو من العلماء البارزين في التاريخ المعاصر والذي إستطاع أن يحتل مكانة رفيعة وهامة عكست أهمية مايقوم به من أدوار في تأصيل الوعظ الإرشاد والتوجيه ويحظى بإحترام كبير داخل تشاد وخارجها وعلى مستوى العالم الإسلامي لما وهبه الله سبحانه وتعالى من علم وفقه ومعرفة وخبرة في كثير من العلوم والإفتاء وله تأثير كبير في التبصير والتنوير عبر محاضراته ودروسه وخطبه ويعد مرجعآ موثوقا به في إصدار الفتاوى حول القضايا الدينية والإجتماعية ساعدت في حل المشكلات التي واجهت المجتمع التشادي بجانب مشاركته في الفعاليات والندوات الإسلامية المحلية والإقليمية والعالمية وسعيه الجاد لتعزيز الوحدة بين المسلمين في تشاد والدعوة إلى التسامح والتعايش وتواصله الدائم والمستمر مع العالم الإسلامي وحضوره للمؤتمرات ومناقشة الأمور الدينية الهامة وخطاباته المعتدلة التي أصلت لفهم الدين وقواعد الإسلام والشرع القويم ومقارعة الحجة بالحجة وعملت على إندياح السلام الإجتماعي بين الناس وقد رفد المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات والكتب القيمة والبحوث العلمية والأوراق التي قدمها في المجالات المختلفة .
والإمام أحمد النور الحلو لم يكن مجرد مفتيآ لدولة تشاد بل واحدآ من جهابذة علماء إفريقيا النشطين والمشاهير في مجال الدعوة والتعليم والذي ابلى فيه بلاءآ حسنآ فكان خير سفير للإسلام والمسلمين ولبلده في كل بقعة من بقاع الأرض وطأته اقدامه داعيآ الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومن خيرة دعاة هذا العصر لما له من ملكة وثقافة بلاغية وحضور قوي في أسلوب الدعوة والخطابة يأسر فيه الناس ويوقظ فيهم ملكات التلقي وقدم للدين والإسلام والإنسانية من أطيب الأعمال وجلائل الافضال في الدعوة والارشاد والإفتاء جعلته قدوة لغيره ومفخرة لوطنه بأسلوبه الفريد الذي جذب الناس اليه من كل المستويات الثقافية فهو رمزآ من رموز الإسلام ودولة تشاد العلمية والإجتماعية بصفاء روحه وشفافية نفسه وقدوة تحتذى به في مجال العلم والفكر .
وقد تجمعت القلوب حوله واحاطته بمشاعر الحب الكبير والتوقير والتقدير وتجلى ذلك يوم خروج الناس لإستقباله بمطار حسن جاموس الدولي في العاصمة أنجمينا عقب عودته من العاصمة المصرية القاهرة ومشاركته في المؤتمر الذي منح من خلاله الجائزة في مشهد مهيب يتقدمهم الوزير المنتدب لدى وزارة إدارة الأراضي المكلف باللامركزية الدكتورأحمد عمر أحمد ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميةالدكتور محمد خاطر عيسى ولفيف من العلماء والائمة والدعاة والشيوخ وقادة المجتمع المدني وجموع الشعب مؤكدين صدق محبتهم له وإجلالهم للعلماء ورجال الدين وأهل القرآن وتزينت تشاد بهذه الجائزة وازدادت شرفآ لايضاهيه شرف فالعلماء ورثة الانبياء
العلم يجلو العمى عن قلب صاحبه
كما يجلي سواد الظلمة القمر
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها
ولا البصير كأعمى ماله بصر
العلم فيه حياة للقلوب كما
تحيا البلاد اذا مامسها المطر
فالعلماء هداة الأمم ومفخرة الشعوب وحق لتشاد أن تفاخر بهذا العالم النحرير
أتقدم باندى عبارات التهاني والتبريكات لمفتي الديار التشادية الأمام أحمد النور محمد الحلو لنيله الجائزة المستحقة عن جدارة وللمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد ولدار الإفتاء وللعلماء ورجال الدين ولطلبة العلم ولدولة تشاد حكومة وشعبآ هذا الإنجاز العظيم
د/محمد احمد ادم
القاهرة
الثلاثاء
30/9/2025
حفظ الله سعادة المفتي، ونفع بعلمه.
إفريقيا والمغرب الإسلامي حقاً يساهمان كثيراً في الفكر الإسلامي. ويضيف أن بعداً مختلفاً يبرهن على سعة الإسلام لحل إشكالات الناس بمختلف ثقافتهم. ولكن هذه المساهمات القيمة لا تنال حظها من الاهتمام والتعرف والنشر.
شكراً للكاتب وللناشر على الإضاءة.