الرأي

تأملات في حفل عرس…

بقلم السفير عبد المحمود عبد الحليم.

.. عندما تكون لديك مناسبة زواج فإن النشاط يتصاعد داخل المنزل فنجد من يتفاوض من الأبناء مع زول ” الساوند ” ، ويكلف آخرون للتفاوض مع مسئولي ” الصالة ” والصيوان بينما يتم إلقاء عبء التفاوض وحجز” الفنان ” الذى سيحيى الليلة على صديقة ابنتهم فى مكان العمل بحكم معرفتها بالمطرب المقترح ، ولاينسى الجميع تذكير الأب بإبلاغ ” المأذون ” عندما يلتقيه فى صلاة الجمعة بينما تنهمك ام العروس وخالتها فى تجهيز العروس وإعداد مشتقات الليلة مثل الجرتق ، وتنشغل خلية أخرى بكروت الدعوات ، اما اصغر الأبناء فإنه مكلف بالتواصل مع صديق لهم آخر المربوع للحصول على تصديق الشرطةعلى الحفل ودعوة بعض أفرادها للحضور وحراسته وتمديد الزمن لما بعد منتصف الليل إذا استدعى الأمر ذلك …طافت بذهنى هذه الخواطر وانا أتابع فعاليات العرس السورى المبثوثة عبر الفضائيات بعد سقوط النظام حيث توافد الجميع الى هناك، تجار حروب وحادبين ومشفقين وموظفين دوليين وخلافهم… الكل يلعب كروت مصالحه والكل يتذاكى على الآخر ويجس النبض… تأتى مجموعة الكروت او الموظفين الدوليين وأعينهم على وظائف تنشأ ومخصصات تستدام… ياتى ناس حقوق الإنسان يعقبهم مسئولي اللاجئين متبوعين بوزراء الجوار ومن القارات الأخرى، وفى كل هذه اللقاءات تتحدث لغة الجسد بأكثر مماتتحدث عنه البيانات الرسمية التى يتم إصدارها بمافى ذلك تغطية الفضائيات ” للسجون ” وغيرها من برامج خطها التحريرى والكل يمنى النفس برطل لحم شايلوك فى ” تاجر البندقية ” تأسيا بقصة الدجاجة الصغيرة الحمراء التى افتت بان الفول فولها زرعته وحصدته لوحدها وسوف تأكله وحدها…. “الساقية لسه مدورة ” كما يقول فناننا الكبير ، والعرس لم ينتهى بعد… ولاندرى ان كان زول ” الساوند ” سوف ينستر ام لا ……

اترك رد

error: Content is protected !!