الرواية الأولى

نروي لتعرف

السودانيون هناك المجتمع /

تأبين فاض وفاءً وعرفانًا للراحلين الشيخ أحمد عبد الرحمن والسفير بشرى الشيخ



الرواية الاولى – متابعات

في أجواءٍ فاضت وفاءً وعرفانًا، وأمسيةٍ جدّدت الأحزان ونكأت الجرح الذي ما زال طريًّا، على رحيل الشيخ الجليل أحمد عبد الرحمن، والسفير بشرى الشيخ دفع الله، نظّمت رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية، بالتضامن مع جمعية الصداقة المصرية الصينية، مساء الثلاثاء بالقاهرة، ليلة عرفان وتأبين للفقيدين.

توافد المئات من رموز المجتمع السوداني في مصر، بأطيافهم المختلفة: وزراء خارجية سابقون، وسياسيون، وإعلاميون، ورجال أعمال، وآخرون، توافدوا باكرًا إلى بيت السودان بالسيدة زينب، الذي بدا وكأنه سودانٌ مصغّر، وذلك تقديرًا كبيرًا للراحلين “المتفق عليهما”، كما أشار إلى ذلك المتحدثون في ليلة التأبين التي شرّفها وخاطبها سفير جمهورية السودان بمصر، الفريق أول عماد عدوي.

وخاطب الحضور في الليلة التي استعصت فيها المراثي، الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي، رئيس اللجنة القومية للتأبين، ووزير الخارجية الأسبق السفير د. علي يوسف، عن رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية، إلى جانب السفير علي الحفني ممثل جمعية الصداقة المصرية الصينية، وممثل سفارة جنوب السودان، والبرلماني الخير الفهيم، والقيادي الاتحادي بخاري الجعلي، الذي نقل تقدير مولانا السيد محمد عثمان الميرغني للراحلين والحاضرين، فضلًا عن البروفيسور مصطفى عثمان إسماعيل، الذي جاء خصيصًا من دولة قطر للمشاركة في ليلة تأبين “عم أحمد” والسفير بشرى، وحرّر بوفائه العابر للحدود شهاداتٍ نبيلة في حق الراحلين الكبيرين.

ومن واقع معرفةٍ بالراحلين لأكثر من أربعين عامًا، قال مصطفى: لقد فقدنا برحيل الأستاذ أحمد عبد الرحمن أخًا عزيزًا وصديقًا وفيًّا من طرازٍ نادر، جمع في شخصه بين الرؤية الإسلامية الأصيلة والحكمة السياسية، وبين التواضع الإنساني الراقي والعمل الوطني النبيل. وأشار إلى أن عم أحمد عندما خلفه في منصب الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية، كان خير خلف، حيث ارتقى بالمجلس وفتح نوافذه على العالم، وربط السودان بشعوب الأرض بصدقٍ ونزاهة، بعيدًا عن الاصطفافات الضيقة أو الأجندات العابرة.

وتابع: نفتقد الأستاذ أحمد عبد الرحمن في لحظةٍ وطنية حرجة تمر بها بلادنا، حيث تتلاطم أمواج الحرب، وتضيع البوصلة، وتغيب المرجعيات الجامعة من أمثاله. فقد كان جسرًا للتلاقي، ومرجعيةً للاتزان، وصوتًا للعقل والحكمة.
وعن السفير بشرى الشيخ، قال مصطفى: إنه كان دبلوماسيًّا متميّزًا في أسلوبه، وعلمه، وأدبه، ويتصف بالحكمة، والهدوء، والرَّويّة. وأضاف: “إذا كانت الحكمة هي القول المناسب، والفعل المناسب، في الوقت المناسب، فمن يكون ذلك الحكيم غير السفير بشرى الشيخ؟”.

واستمع الحضور إلى شهاداتٍ نبيلة من البروفيسور علي شمو، ورموزٍ من المجتمع السوداني، ورفقاء “عم أحمد”، الذين قدّموا إضاءاتٍ نَيّرة عن سيرة ومسيرة الوزير السابق، والسياسي المحترم، والقيادي الإسلامي البارز الشيخ أحمد عبد الرحمن، تم عرضها خلال بانوراما فيلمية عن الراحل، تضمّنت شهاداتٍ غير مجروحة عن رجلٍ أعطى ولم يستبقِ شيئًا، وظلّ حتى وفاته من رموز السماحة والاعتدال في البلاد.

السفير د. علي يوسف الشريف، الذي جمعته بالراحلين مودةٌ قوية وصداقةٌ قديمة، توثّقت أكثر بعملهم معًا في قيادة رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية، بذل بهمّته المعهودة جهدًا كبيرًا في إقامة ليلة التأبين، وألقى كلمةً مهمة عن الفقيدين العزيزين: الشيخ أحمد عبد الرحمن، الأب الروحي للرابطة وأمينها العام منذ ميلادها في عام 2006 وحتى عام 2018، والسفير بشرى الشيخ، المدير التنفيذي للرابطة حتى وفاته في عام 2025.

وفي ختام ليلة التأبين، تحدّثت الوزيرة السابقة الأستاذة عفاف، ابنة الشيخ أحمد عبد الرحمن، عن جوانب إنسانية لافتة في حياة والدها الراحل، وقالت: إذا كانت كلّ بنتٍ بأبيها معجبة، فهي بأبيها متيّمة. وعبّرت عن شكر وتقدير الأسرة للمشاركين في تأبين والدها من عارفي فضله.
أما المشاركون في ليلة الوفاء والتأبين، فقد حبسوا دموعهم وهم يردّدون مع الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي:
أيامك مضن متل البروق الرفّن
كتر النوح عليك تُرع العيون ما جفّن
تاج نمر السماحة رقد معاك واتكفّن
الجود والبشاشة اتقالدن واتوفّن

اترك رد

error: Content is protected !!