بعد مباراة الهلال والأهلي ( كل شوكة تمرق بي دربها ) والعداء ليس جماعيا
مجدي عبدالعزيز
- بلا شك نحن امام امرين ، بعد ما جري وصاحب واستقدم مباراة الهلال السوداني والأهلي المصري السبت الماضي بالقاهرة ،، الامر الاول هو وضع كل ما جري في إطاره الحقيقي والصحيح ، وهذا لا يتأتي في اعتقادي الا من خلال اطلاق عملية تقصي حقائق مشتركة بين الجانبين السوداني والمصري يمكن ان يكون احد مرتكزاتها تقرير مراقب المباراة النهائي ، واي ردود من الاتحاد الافريقي لكرة القدم ( الكاف ) علي اي شكاوي تقدم له ليتجسد بذلك ان صح التعبير ( اطار قانوني ) كالأطر التي نواجه بها التفلتات والتجاوزات الطبيعية او ابراز الحقائق وكشفها ،، وفي ذلك كفكفة لما جري في حدوده الموضوعية ، وفضح لأي تدخلات خبيثة حاولت استغلال المشاعر الرياضية وتوظيفها لأغراض أخري ومعلومة .
- الأمر الثاني : وهو التأكيد بل العض بالنواجز واستحكام الإمساك بالثوابت القدرية والمصيرية التي تجمع السودان بمصر شعوباً وجغرافيا وثقافة ، ثم مصالح عميقة لن تتحقق الا بمزيد من الادراك والتقارب والتفاهم والتخطيط المشترك ..
- اعجبني استهلال ينم عن الوعي والادراك للصديق العزيز والكاتب الصحفي “مزمل ابوالقاسم ” في احدي مداخلاته الثرة ، وهو يضع بحذاقة ما صاحب ديربي الهلال والأهلي في نصابه الحقيقي ، حيث كتب الاستاذ مزمل :
( تعداد الشعب المصري أكثر من مائة مليون نسمة، ومن الطبيعي أن يكون فيه الصالح والطالح، والجاهل والمثقف، والمؤدب والصعلوك، المتدين والمتهتك.. مثل الشعب السوداني وبقية الشعوب الأخرى..
مصر خرجت مئات الآلاف من الدعاة والأدباء والمثقفين والعلماء في كل المجالات، ورفدت العالم بالعديد من العباقرة، ومن لدن الأزهر الشريف تخرج مئات آلاف من الحفظة والمقرئين وعلماء اللغة والدين.. وفي جامعات مصر العريقة تخرج مئات الآلاف من العلماء في شتى المجالات..
يريد منا بعض المتشنجين أن نهمل كل ذلك الإرث الضخم لنكره المصريين ونعاديهم بالجملة ونقطع علاقتنا بهم بسبب انفعالات صاحبت مباراة لكرة القدم بادعاء أنهم يكرهوننا ولا يتمنون لنا الخير، ومطلبهم صعب النفاذ.. لأنه مجافٍ للعقل والمنطق والفطرة السليمة ) انتهي المقتبس من مداخلة ابا القاسم . - من ينكر ان علاقة شعبي السودان ومصر يومياً بل علي مدار الساعة تتمظهر في حركة طبيعية من التقارب والتمازج وتبادل المنافع ، وان استحقاق المواطنة للسوداني في مصر وللمصري في السودان تكاد تتلاشي فيه الحدود ، ناهيك عما تستشعره المؤسسات الرسمية في البلدين من هموم الأمن المشترك وجهدها البائن لدفع مشاريع المنفعة المشتركة التي ابتدرت بمشاريع البني التحتية المتمثلة في بناء الطرق وربط السكك الحديد ، وتبادل الطاقة الكهربائية وتطوير مواعين وموانئ النقل .
- يقول المثل السوداني ( كل شوكة تمرق بي دربها ) ، فلن ندع الحابل يختلط بالنابل مهما ادلهمت علينا عوارض التوتر والشد المصاحب للأحداث العارضة بل بالوعي والادراك يمكننا نزع ( شرائح ) هذا التوتر بمواجهة الحقائق واقامة ميزان القسط ، ولن تدفعنا فئات داخل الوادي لتعميم مناكفاتها ومكاجراتها علي الفئات الغالبة ،، ولا الأعداء من خارج الوادي علي استغلال المشاعر الإنسانية وحرارة التنافس الطبيعي للوقيعة وخلق عداوات الجنون ابداً ومطلقاً ،، والي الملتقي