الرواية الأولى

نروي لتعرف

تقارير

بعد لقاء البرهان بمبعوث ترامب في سويسرا – ماذا تريد أمريكا من السودان ؟؟

تقرير : خالد محمد علي *

نائب رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية

_________________

في لقاء مفاجىء وغير معلن التقي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني بالمبعوث الأمريكي الخاص مسعد بولس في مدينة جنيف السويسرية في الخامس عشر من أغسطس الماضي وقد استمر اللقاء الذي تم بواسطة قطرية أكثر من ثلاث ساعات وتركزت المباحثات حول خطة أمريكية جديدة تهدف إلى وقف شامل لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية بإشراف دولي.
وقد كشفت مصادر دبلوماسية أن النقاش بين الرجلين تناول ثلاثة محاور رئيسية

1.وقف إطلاق نار شامل وفوري يلتزم به الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دون شروط مسبقة.
2.تسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة تديرها الأمم المتحدة والهلال الأحمر مع ضمان عدم استهداف قوافل الإغاثة.
3.التمهيد لمفاوضات جديدة تشمل إلى جانب الطرفين المتحاربين القوى المدنية و الحركات المسلحة لرسم اسس المرحلة الانتقالية الجديدة بعد انهاء الحرب.

وتتحدث مصادر دبلوماسية عن خطة أمريكية يقوم بتنفيذها مسعد بولس وتتضمن في شقها السياسي إنشاء منصة تفاوض جديدة تضم مصر وقطر والسعودية والاتحاد الإفريقي وبناءا على طلب من الجيش السوداني تم تقليص دور الإمارات بسبب اتهامها وانحيازها للدعم السريع

وفي المجال الإنساني:
تخصيص 200 مليون دولار كمساعدات عاجلة، وضمان دخولها عبر ممرات آمنة تحت إشراف أممي.

المسار العقابي : و لضمان تنفيذ الخطة الأمريكية تم فرض العديد من العقوبات ضد قيادات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إضافة إلى فرض عقوبات على أي جهة إقليمية أو دولية تقدم دعماً عسكريا أو ماليا لأطراف الحرب، ووقف مبيعات الأسلحة الأمريكية لتلك الدول.
ووفقا لتكليف الرئيس الأمريكي لمبعوثه الخاص في السودان مسعد بولس فإن الرجل سوف يستمر في منصبه لمدة خمس سنوات يقوم خلالها بتحقيق الأهداف الأمريكية بتنسيق الجهود بين الخارجية الأمريكية والمنظمات الدولية
ومن جهته رحب الجيش السوداني بالمبادرة من حيث المبدأ، لكنه اشترط استبعاد الإمارات من أي دور وساطي.

أما قوات الدعم السريع فقد أبدت تحفظها على ترتيب تنفيذ الخطة الأمريكية وطالبت بالتوصل لاتفاق سياسي على تقاسم السلطة قبل وقف إطلاق النار .
وقد انقسمت القوى المدنية بين الترحيب بالدور الأمريكي وانتقاد تأخر التحرك الدولي وعدم الحزم تجاه الداعمين الإقليمين للأطراف المتحاربة.
ويلاحظ المراقبون عودة قطر للواجهة عبر مقترح فتح مكتب تنسيق إنساني في الدوحة تحت إشراف الأمم المتحدة، وإحياء قنوات الاتصال القديمة التي أسست لـ”وثيقة الدوحة” عام 2011 الخاصة بدارفور وافادت مصادر مطلعة أن لقاء جنيف قد تم بوساطة قطرية ودعم مصرى تركى وهو ما اعتبره اختراق للموقف الأمريكي حيث تفرض الإدارة الأمريكية عقوبات تقيد من تحركات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ومثل لقاء جنيف كسرا لتلك العقوبات وهو ما يمثل مكسباً للشرعية السودانيه ويفتح الطريق أمام البرهان لزيارة عواصم أوروبية أخرى ويرى المراقبون أن قرار مجلس الأمن نهاية الأسبوع الماضي بأدانة الدعم السريع وحصاره لمدينة الفاشر يعد أولى ثمار لقاء جنيف حيث اعتبر الموقف الاول والجامع للدول الكبرى ضد قوات التمرد رغم حصارها الفاشر منذ مايو 2024.

التحديات أمام واشنطن

تواجه واشنطن تحديات معقدة، أبرزها:

التحدى الاول :

انعدام الثقة بين الأطراف السودانية حيث تحاول اداره الرئيس الأمريكي القفز على كل الجرائم التي ارتكبتها قوات التمرد ضد الشعب السوداني من قتل المدنيين وتدمير لمنازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وتهجير أكثر من 25 مليون سوداني نزحوا خارج ديارهم او فروا كلاجئين في دول الجوار ويعد ابعاد المرتزقة من النيجر وتشاد ومالى وأفريقيا الوسطى أحد أكبر الصعوبات التي تواجه الخطة الأمريكية في التوصل لاتفاق سلام بين الجيش وقوات التمرد

التحدى الثاني :

هو تضارب أجندات الوسطاء الإقليميين حيث فشلت جولات تفاوض سابقة بسبب إصرار كل دولة مشاركة على تنفيذ مطالبها وكان أبرز تلك الجولات التى فشلت في مراحلها الأخيرة جولة واشنطن التى انفضت الشهر الماضي دون إصدار بيان ختامي بسبب إصرار الامارات على إشراك الدعم السريع فيها .

التحدى الثالث :

هو فشل الدول الكبرى في وقف استمرار الدعم العسكري الخارجي لقوات الدعم السريع وهو ما فرض واقعا متناقض بين المسعى السياسي لوقف الحرب من ناحية وتغذية استمرارها بالأسلحة الحديثة وأغفال الطرف عن المرتزقة من ناحية ثانية .
ويرى مراقبون أن مسعي الإدارة الأمريكية في السودان يكتنفه غموض وتناقض مقصود لأن أحدا لا يعرف ماذا يريد ترامب من السودان وهل تستطيع اداره الفريق أول عبدالفتاح البرهان تسديد فاتورة ترامب التي تتضمن مطالب من بينها ابتلاع ثروات السودان المعدنية وعقد اتفاق سلام مع إسرائيل والسيطرة على الموانى السودانية على البحر الاحمر وعدم السماح للإسلاميين بالمشاركة في الحكم وفتح طريق السلطة امام قوات التمرد وأنصارها في المجتمع المدني الذين يمثلون قوى الاستعمار الجديد واخيرا ربما يكون ضمن مطالب ترامب تسليم قيادات سودانية كانت تهمتها دعم جيش البلاد ومده بالمتطوعين للدفاع عن وحدة وسيادة السودان

اترك رد

error: Content is protected !!