الرواية الأولى

نروي لتعرف

تقارير

بعد الفاشر – تفاصيل خطة تقسيم السودان بقيادة حميدتي .

خالد محمد علي نائب رئيس تحرير ” الأسبوع ” المصرية

تقرير يكتبه/ خالد محمد علي

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أعنف الهجمات منذ اندلاع الحرب في السودان، حيث تمكنت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) من السيطرة على المدينة بعد حصار طويل ومعارك دامية استمرت قرابة العامين وبعد فشل 270 هجوم تمكنت قوات التمرد من اقتحام المدينة والسيطرة عليها و ارتكاب ابشع انواع جرائم القتل والذبح والحرق ضد المدنيين في مشهد وحشي اصاب الشارعين العربي والاسلامي بالذهول والصدمه والغريب ان مشاهد القتل المروع نقلتها هواتف قوات التمرد وهم يتفاخرون بسحق ابناء جلدتهم من الشعب السوداني و كأنهم يستدعون احد مشاهد التتار والمغول من التاريخ وكان مشهد قتل اكثر من 500 مريض ومصاب داخل المستشفيات و ذبح احد الرجال احتفالا بالنصر و قتل النساء والاطفال و الرجال العزل يظهر ثقة مطلقة من قيادات و افرادالدعم السريع بأنهم لم يلاحقوا جنائيا او دوليا لان هناك مظلة دولية ساندت وتساند التمرد علي الدولة السودانية.

اسرار الهجوم.

تفاصيل الهجوم والسيطرة على المدينة.

بدأ الهجوم النهائي على الفاشر بعد أشهر من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع، حيث اعتمدت القوات المهاجمة على قصف مدفعي مكثف وضربات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع داخل المدينة ومحيطها، بما في ذلك أحياء سكنية ومخيمات للنازحين.

تؤكد شهادات السكان والناجين أن قوات الدعم السريع نفذت عمليات اقتحام منزلية وإعدامات ميدانية بحق المدنيين، كما دمرت منشآت حكومية ومستودعات طبية، في مشهد يوصف بأنه الأعنف منذ بداية الحرب.

وهو ما وثّقته منظمات دولية ومحلية التي قالت ان قوات التمرد ارتكبتجرائم واسعة النطاق شملت إعدامات ميدانية واعتداءات على النساء واختطاف الأطفال.

كما استهدفت المليشيات المستشفيات ومراكز الإيواء بالقصف المباشر، وسُجلت حالات قتل لمرضى داخل المستشفيات ومنع الطواقم الطبية من أداء مهامها.

وتصف الأمم المتحدة هذه الأفعال بأنها قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

الأسلحة والتقنيات والمرتزقة.

اعتمدت قوات الدعم السريع في هجومها على أسلحة متطورة شملت طائرات مسيّرة هجومية مزودة بذخائر دقيقة، ومدفعية ميدانية وصواريخ قصيرة المدى.

وتشير تقارير أمنية إلى أن طواقم أجنبية شاركت في تشغيل هذه الطائرات وتقديم الدعم التقني، فيما تم رصد مرتزقة من دول إفريقية وإقليمية شاركوا في القتال إلى جانب الدعم السريع.

و تؤكد التقارير ان الطائرات المسيّرة و التقنيات الحديثة وصلت الي ايدي المتمردين من خلال شبكه اقليمية و دولية معقده حيث نقلت الاسلحه من الدول المصدره الي دول اقليمية والتي قامت بنقلها الي دول الجوار السوداني         و من ثم تم تسليمها الي قوات التمرد التي فاجأت الجيش السوداني بكل هذه الاسلحه المتقدمه و طرق استخدمها.

تصريحات خاصه.

أكد مسؤول سوداني رفيع المستوى للاسبوع ان الاسلحه الحديثه المستخدمه كانت تتحرك بواسطة خبراء دوليين من المرتزقه كما ان جهات دولية استخبارية نجحت في التشويش علي اتصالات الجيش قبل واثناء الهجوم وتم قطع جميع الاتصالات بين قيادة الجيش و قواته داخل مدينه الفاشر وهو ما احدث المفاجأة للقوات العسكرية التي تم حصارها داخل المدينة لقرابة عامين كاملين و كشف المصدر السوداني عن استخدام غاز الاعصاب ضد وحدات الجيش بالمدينه مما اجبرها علي الانسحاب الفورى قبل الهلاك و قال المصدر لدينا معلومات مؤكده حول مشاركة القوات الدولية المتواجده في ليبيا في عمليات التشويش الرداري وقطع الاتصالات وهي العمليات التي كان لها الدور الرئيسي في نجاح قوات التمرد في السيطرة علي المدينه واضاف المصدر ان مجموعات كبيرة من المرتزقه من دول الجوار شاركت بشكل موسع للهجوم علي مدينة الفاشر من كافة الاتجاهات و هذه المجموعات والاسلحه تم نقلها عبر جسر جوي من قواعد عسكرية في دول الجوارقبل 48 ساعه من هجوم قوات التمرد علي المدينه الفاشر.

ردود الفعل الدولية.

و للمرة الاولي ينتبه العالم لجرائم الدعم السريع رغم استمرارها لأكثر من عامين حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الهجوم على الفاشر وطالبوا بـ تحقيق دولي مستقل حول الانتهاكات.

كما ادانت منظمة الصحة العالمية استهداف المرافق الصحية واعتبرت ما حدث انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وطالب عدد من الدول الغربية والعربية لوقف فوري لإطلاق النار، بينما اقترحت أطراف إقليمية وساطات عاجلة لإنقاذ المدنيين وفتح ممرات انسانية لتوصيل الاغاثات العاجله للمحاصرين داخل المدينه واخلاء المرضي والمصابين والسماح بخروج أمن للمدنيين كما نادت بعض الاصوات الدولية لضرورة محاكمة قادة المليشيا علي الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها و في محاولة لوقف طوفان الأدانات الدولية.

اعلن عبد الرحيم دقلو القائد الثاني لمليشيا الدعم السريع عن عدة قرارات تضمن ملاحقة مرتكبي الجرائم اضافة الي اعلان القبض علي المجرم الدولي بالمليشيا ابو لولو الذي صور قيامه بعمليات قتل وذبح 900 مدني سوداني و زعمت المليشيا بأنها اعتقلت المجرم الجمعة الماضية بالرغم من استمرار ارتكابه للجرائم طوال العامين الماضيين.

مطالب بأعتبار الدعم منظمة ارهابية.

وسائل إعلام أمريكية وأجنبية مثل رويترز نقلت أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة يطالبون الإدارة الأميركية باتخاذ موقف حازم ضد الدعم السريع، واصفين الهجوم على الفاشر بأنه “مجزرة مخطَّط لها” وأن على الولايات المتحدة إعلان الدعم السريع منظمة إرهابية أجنبيّة.  

في الولايات المتحدة، دعا السناتور الجمهوري جيم ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية إلى تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية، متهماً إياهم بتنفيذ أهوال دارفور في الفاشر كجزء من خطة ممنهجة ترتكب فيها جرائم وإبادة ضد المدنيين.

وكانت الصحف الامريكية قد وصفت سقوط الفاشر بأنه نهاية استراتيجية لحصار طويل، وأن الدعم السريع انتهج تكتيكات تدميرية من الحصار والجوع إلى القصف والطائرات المسيرة، مما يعكس تحوّلاً نحو استثمار الحرب الشاملة بدل المواجهة المباشرة فقط.

ومن جهة اخرى يتوالى ظهور دلائل علي مشاركه بريطانية بالسلاح والاستخبارات مع قوات الدعم السريع ليث فقط من خلال رصد الجيش السوداني لهذة الدلائل ولكن هذا ايضا بدأ يتسرب الي الصحف البريطانية نفسها حيث نشرت صحيفة الجاردين البريطانية تقرير استقصائي حول كيفية ظهوراسلحة و معدّات بريطانية الصنع في مناطق القتال التي يسيطر عليها الدعم السريع، بما في ذلك أنظمة استهداف صغيرة ومحركات منصات مدرعة استخدمت في القتال ضد الجيش السوداني، التقرير أثار تساؤلات حول دور الحكومة البريطانية في مراقبة تصدير الأسلحة إلى دول قد تُحوّلها لمجموعات مسلّحة، و طالب التقريربمحاسبة المسؤلين بأعتبارهم المسؤلين عن تصدير هذه الاسلحه بأعتبارهم مطواطئين مع قوات التمرد ويمكن تحميلهم مسؤولية المشاركه في جرائم الاباده والجرائم ضد الانسانية التي يقوم بها افراد التمرد بالفاشر وغيرها من جبهات القتال.

بالإضافة إلى ذلك، منظمات حقوق الإنسان البريطانية مثل أمنيستي علّقت بدورها بأن التقارير القادمة من الفاشر مروعة، ونبهت إلى أن الترخيص البريطاني لبيع أسلحة للدولة التي قد تنقلها لاحقًا إلى الدعم السريع يثير شبهة التواطؤ أو الغفلة عن الانتهاكات.  

فيما أصدرت الخارجية البريطانية، عبر وزيرة الخارجية إيفيت كوبر، بياناً شديد اللهجة جاء فيه:

نتابع بتروٍّ التقدّم الذي حققته قوات الدعم السريع في الفاشر وتأثيره المروّع على المدنيين. مئات الآلاف محاصرون، ويواجهون تشرّدًا وعنفًا عشوائيًا. يجب أن يُسمَح للمدنيين بالخروج الآمن والحصول على المساعدات دون عرقله.

وأضافت أن ما يُرصد من قتلٍ منهجيّ وتعذيب وعنف جنسي يقوّض أي مبرّر عسكري للعمل، وأن النساء والفتيات يواجهن انتهاكات كالاغتصاب كسلاح حرب.

سيناريوهات ما بعد الفاشر.

سيطرة الدعم السريع على الفاشر قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة السيطرة في السودان.

السيناريو الاول الأكثر ترجيحًا هو استمرار تلقي المتمردين للاسلحة المتقدمه والدعم السياسي من ممثلي الاستعمار الجديد و الزحف نحو بقية المدن و الولايات السودانية و خاصة ولايات جنوب وغرب وشمال كوردفان وفي هذا الاتجاه يتوقع المراقبون ان تتحالف قوات الدعم السريع مع بعض دول الجوار مثل اثيوبيا وجنوب السودان لاقتطاع اجزاء من الاراضي السودانية لصالح الدولتين خاصة اقليم الفشقه في شرق السودان الغني بالاراضي الزراعية الخصبه الذي تطمع فيه اثيوبيا ومنطقة ابيي الغني بالبترول في جنوب البلاد وهي ماتطمع فيها دولة جنوب السودان و فيما يبدوا ان هناك اتفاقا بين حميدتي وعبدالعزيز الحلو برعاية دولية علي اقامة دويله تضم دارفور و كوردفان و تتخلي عن هاتين المنتقطين ويتفق المراقبون علي ان اقليم دارفور الغني بالمعادن الاستراتيجية واقليم كوردفان الغني بالاراضي الخصبه يشكلان معا قلب الدولة السودانية ومعظم ثراوتها وبتزعمهما يصبح تقسيم السودان الي دويلات قبلية امرا حتميا كما ان عمليات قتل واباده موسعه بين القبائل المتناحره يمكنها ان تقسم السودان الي خمسه دول في دارفور وكوردفان والشرق و الوسط والشمال.

السيناريو الثاني وهو اجبار الحكومة السودانية علي التسليم بانفصال دارفور وجنوب كوردفان مقابل الابقاء علي بقية الدولة السودانية في الوسط والشرق والشمال خاصة ان الشمال والشرق ليست بها جيوشا مسلحه يمكنها اقامة دويلات انفصالية دون دعم دولي.

ويبقي سيناريو ثالث واخير وهو وقوف تحالف عربي واسلامي خلف مجلس السيادة والجيش السوداني لمواجهة مخططات تفتيت الدولة و اشاعة الفوضي و الدخول في نزاعات قبلية لعشرات السنين القادمة و يعد هذا السيناريو هو الاضعف نتيجة لحالة الترضي العربي وان كان هو المخرج الوحيد لانقاذ السودان من ناحية وانقاذ جميع الدول العربية و الافريقية من تنفيذ خطط الاستعمار الجديد في تدمير الدول واعادة تشكيلها.

وفي النهاية فأن تقسيم السودان واشاعة الفوضي سوف يحول البلاد الي ميدان عسكري واستخباري دولي مما يشكل تهديدا مباشرا علي الامن القومي المصري ويشتت جهود الدولة المصرية التي تحاول وقف نذيف الدم العربي في غزه ولبنان وسوريا وليبيا ولكن جرح السودان سوف يكون اكثر ايلاما علي الدولة المصرية لانه يجلب اعداء اقليمين مثل اثيوبيا الي جانب المطامع الامريكية والاسرائلية والاوروبية.

اترك رد

error: Content is protected !!