(الأحد) القادم، موعد انطلاق العام الدراسي 2022-2023م ولم تعلن حتى الآن أية ولاية جاهزيتها لاستقبال الطلاب، فيما أعلنت (3) ولايات تأجيل العام الدراسي، ولزمت بقية الولايات الصمت، ولا أحد يعرف هل ستحذو بقية الولايات حذو رفيقاتها أم أنها ستفتح أبواب مدارسها لاستقبال الطلاب في الموعد المضروب (18 سبتمبر)؟
كتبت: وجدان طلحة – لصحيفة “السوداني”
اللغة الإنجليزية
علمت (السوداني) أن ولاية الخرطوم تعاني من نقص حاد في معلمي اللغة الإنجليزية، كما أن كثيراً منهم وصل سن المعاش، والمعلمون الموجودون الآن خريجو كلية التربية بشقيها العام والخاص، لكن نسبة كبيرة من معلمي الأساس غير متخصصين في اللغة الإنجليزية، لذلك يوجد تدهور في هذه المادة خلال السنوات الماضية.
وحسب مصادر (السوداني) يوجد عجز في معلمي التربية المسيحية، حيث إنه لم يتم تعيين معلمين منذ أكثر من (20) عاماً، رغم أن وزارة التربية والتعليم أعلنت جاهزيتها لتعيين معلمين لحل المشكلة التي تواجه الطلاب سنوياً، لجهة أنهم يعتمدون في التدريس على متعاونين في أيام العطلة.
وأمس الأول، أعلنت الإدارة العامة للتعليم بالخرطوم، عجزاً في عدد المعلمين بمرحلتي الأساس والثانوي، سيشكل هاجساً للعام الدراسي، مشيرة إلى أن معظم المدارس بالخرطوم ليست لها شهادات بحث، وتم توجيه إدارة العقارات بضرورة جمع معلومات عن الأراضي المخصصة للتعليم وتعرضت للتعدي في شرق النيل والحلفايا وموقع الوزارة القديم بشارع النيل.
بيئة سيئة
خبراء تربويون أكدوا أن التعليم حق وليس منحة، أو هكذا ينبغي أن يكون، وبما أن السودان من الدول الفقيرة فضلاً عن أنه يعاني من نزاعات قبلية ووضع أمني هش، أصبح الحصول على مقعد بإحدى المدارس أمراً مرهقاً ومكلفاً لأولياء الأمور، فحال العاصمة لا يسر، ويغني عن سؤال بقية الولايات، وما تزال بعض فصول مدارس الخرطوم والولايات منهارة ولا تصلح لبقاء الطلاب داخلها، وما تزال الذاكرة تحتفظ بسقوف وجدران انهارت على رؤوس الطلاب بالمدارس، ووقوع معلمين في مراحيض المدرسة.
وكشفت جولة (السوداني) بعدد من المدارس، أنها تعاني من عدم توفر الإجلاس، وبهذه الحالة سيجلس الطلاب على الأرض، وتعاني كذلك من الاختلاط والاكتظاظ، وبعض الفصول بها أكثر من (100) طالب، وبعضها لا يوجد به سور، وليس غريباً أن تجد بعض الحيوانات في (حوش) المدرسة، كل ذلك يؤكد أن البيئة المدرسية سيئة وتحتاج إلى معالجة عاجلة من الدولة.
قرار مفاجئ
حتى أمس، أكد مديرو بعض المدارس لـ(السوداني) أنهم لم يتسلّموا النشرة التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم حول الدروس التي تم حذفها بالمقررات الدراسية للمرحلتين الابتدائية والثانوية، وعدّوا القرار مفاجئاً لهم، لأن الإعلان عنها كان قبل (10) أيام من الموعد المحدد لانطلاق العام الدراسي.
وزير التربية والتعليم المكلف أشار إلى أنه سيتم إصدار نشرات في بعض كتب المرحلة الابتدائية، التي تحتوي على إشارات سياسية، ما يعني أنها ستأخذ وقتاً حتى يتم الانتهاء منها وتعميمها على الولايات.
وكانت (السوداني) قد نشرت المواد التي تم حذفها من المقرر الدراسي 2022-2023م، فيما تم الإبقاء على مقرر التعليم قبل المدرسي كما هو.
السيول والفيضان
السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من الولايات أدت إلى وفاة (118) مواطناً ومواطنة وإصابة المئات، ودمرت عدداً كبيراً من المنازل، وأصبحت بعض المدارس مراكز لإيواء المتضررين، ورغم أنه تبقت سبعة أيام لانطلاق العام الدراسي لم يتم ترحيلهم إلى مواقع أخرى.
بالمقابل، هناك عدد كبير من الطلاب موجودون الآن في مراكز إيواء، وتصبح عودتهم إلى مناطقهم قبل بداية العام الدراسي مشكلة كبيرة، وبذلك أصبحوا معرضين إلى خطر ترك مقاعد الدراسة.
هذا الأمر جعل خبراء تربويين ومهتمين بمجال الطفولة يطالبون بضرورة تأجيل العام الدراسي، لأن السيول والفيضانات أدت إلى انهيار كثير من الدارس، بالتالي ليس من العدالة أن يُدرّس طلاب الآن وآخرون بعد شهر، وفي النهاية يجلسون لامتحان نهائي في وقت واحد، إلا أن وزارة التربية والتعليم لم تستجب لطلبهم.
الخطة الموضوعة
وكانت وزارة التربية والتعليم بولاية الجزيرة أعلنت تأجيل انطلاقة العام الدراسي إلى (3 أكتوبر) القادم بدلاً عن الـ(26 من سبتمبر الجاري). وأرجع مدير عام وزارة التربية والتعليم مأمون عالم عبد الرحيم تأجيل المدارس إلى عدم اكتمال جاهزية الوزارة لانطلاقة الدراسة في الوقت المحدد مسبقاً، مشيراً إلى حاجة الوزارة إلى التعيين لإكمال النقص في المعلمين، فضلاً عن الإجلاس والكتاب المدرسي لاستقرار العام الدراسي وفق الخطة الموضوعة.
المراحل الثلاث
وزارة التربية والتعليم بولاية شمال دارفور أعلنت تأجيل بداية العام الدراسي 2022-2023 لجميع المراحل إلى (2 أكتوبر) القادم بدلاً عن (18) من الشهر الجاري، نتيجة لتأثر عدد من مدارس الولاية بالأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسابيع الماضية، وأشارت إلى التحديات التي تواجه العام الدراسي الجديد وعلى رأسها النقص الكبير في أعداد المعلمين والمعلمات والعمال في جميع المراحل التعليمية، بالإضافة إلى الاحتياجات الإدارية والفنية لإدارات الوزارة، ولمدارس المراحل الثلاث والتعليم قبل المدرسة.
تضافر الجهود
وزارة التربية بالشمالية أعلنت كذلك تأجيل بداية العام الدراسي إلى (2 أكتوبر) بدلاً عن (18 سبتمبر) الجاري.
وقال مدير عام وزارة التربية سيف الدين محمد إن سبب التأجيل، تعرض العديد من المدارس إلى الأضرار جراء الأمطار والسيول، داعياً إلى تضافر الجهود لاستقرار العام الدراسي.