د. أسامة محمد
▪️درجت العادة ان يحتفل الجيش بعيده في 14 اغسطس من كل عام،و يأتي الموعد هذا العام و الجيش يسطر ملحمة من ملاحم العزة و الكرامة و يقاتل نيابة عن شعبه جحافل المليشيا المتمردة التي تحولت بفعلها من خانة الجيش النظامي او شبه النظامي في اسوأ الحالات الى مليشيا متمردة اختلطت بعصابات نهب و مرتزقة من خارج الحدود.
▪️هذه المليشيا تم تحضيرها جيدا في حواضن اقليمية و دولية تستهدف السودان طمعا في السيطرة عليه، حيث تم انتخابها اعتمادا على جينات الخيانة و عدم الوفاء المتأصلة لدي قادتها و قابليتهم للتآمر و الارتزاق مع بعض الاضافات المعملية و العملية لتخرج لنا اكبر حرب غدر و عمالة في التاريخ الحديث.
▪️لكن و للطف الله بالسودان و شعبه، تمكن جيشنا الباسل من صد هذه المليشيات التي تم تجهييزها على نار هادئة اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا عسكريا و امنيا و اعلاميا ثم هزمها الجيش و لا يزال يقاتلها و يفتك بها اينما وجدت و يذهل رعاتها اينما كانوا. ان ما حدث و يحدث يؤكد ان الجيش عصي على الانكسار و ان الشعب السوداني لا يعرف الاستسلام.
▪️من المؤكد ان جيشنا قد اوقع الهزيمة بالفعل في هذه المليشيات ، و هل الهزيمة الا منعها من تحقيق اهدافها؟. ان كل حرب انما تقوم لاجل تحقيق اهداف عسكرية لصالح اهداف سياسية و كلنا يشهد ان الجيش تمكن منذ اول يوم في 15 ابريل من افشال هدف المليشيا العسكري في احتلال مواقع الجيش الرئيسة و اعتقال قادته و بالتالي لم يتمكن في الوصول لهدفه السياسي باعلانه الاستيلاء علي السلطة و تشكيل حكومته و فرض واقعه مع حواضنه السياسية المحلية و داعميه الاقليميين.
▪️يقول الصحفي النابه الاستاذ ضياء الدين بلال عن هذه الحرب:(انها حرب تصحيح الاخطاء و الخطايا)، و انا أضف الى ذلك بانها (حرب تمايز المواقف و اختبار الاخلاق )، و اجزم ان بعد اليوم لن يفكر السودانيون كثيرا و لن يحتاروا في اختيار مواطن اصطفافهم من مؤسسات او شخوص مدنية كانت او عسكرية. فالكل موسوم بفعله او قوله او كلاهما و الحاضر خير شاهد. هي حرب قدر الله فينا ان ميزت لنا كل شيء عن كل شيء و تفاصلت الالوان.
▪️لم ير الناس على مر التأريخ جيشا يحارب شعبه الا مليشيا الدعم السريع، كما لم ير الناس على مر التأريخ كيانا سياسيا يطالب جيشه الوطني بكف اليد عن مليشيا هجين مكتنزة بالغزاة الاجانب تعتدي علي شعوبها و تحتل منازل مواطنيها و تحرق النسل و الزرع سوى قوى الحرية و التغيير (قحت).
▪️تقول كلوديا كينيدي:(يضر الجيش بنفسه عندما لا يلتزم بقيمه)، و هذا هو ما يمارسه مليشيا التمرد و التي أكدت بما فعلته و تفعله انه لا قيم لها من الاساس حتى تلتزم بها. و مما يثير العجب ان من يدعون للديمقراطية يقومون بكل هذا الدمار و الخراب و القتل لكل مظاهر الحياة المادية و المعنوية و يزهقون الارواح و يسحقون المباني و المعاني القيمة الموروثة و الحاضرة ، و هل الديمقراطية الا وسيلة و طريقا نسلكه الي البناء و التعمير و التنمية و الحرية و العدل و الحقوق و الواجبات و دولة القانون و المؤسسات الراشدة؟ ، و المحزن ان هناك سياسيون ينتظرون انتصارهم ليقيموا علي انقاض شعب و وطن دولتهم المدنية المزعومة.
▪️و كيف لمن يرى مليشيات التمرد و هي تحتل بيوت المواطنين و تنتهك اعراضهم و تنهب و تسرق منهم كل شئ ماضيهم و مستقبلهم، احلامهم و امالهم و تنقدهم مقابلها آلاما و احزانا و تقابلهم بالخوف و النزوح و الهجرة و الخروج من الديار، حتى الذكريات لم تسلم ، كيف لهولاء أن يدعون لعودة مليشيا التمرد في حياتنا السياسية من جديد و كذلك كيف نأمنهم مرة اخرى ليكونوا ضمن مؤسسة مدنية كانت او امنية او عسكرية ترعى امننا و توفر لنا سلاما و استقرارا؟ و كيف ينظر هؤلاء للمواطن و هو صاحب الراي الاخير اللهم الا ان يكون هذا المواطن في منظورهم فاقد القدرة و الارادة عديم الوعي و الادراك ميت الاحساس متبلد المشاعر.
▪️و من المرئيات في زمان هذه الحرب ان يهرب الناس من مكان العدو المتمرد حيث سطوته و فوضاه الي رحاب الجيش و وجوده بحثا عن الامان عنده و اطمئنانا اليه دون غيره، انما يفعل الناس ذلك لقناعتهم بفوارق الاخلاق و رسوخ القيم عند الجيش و اهله و افتقدها عند عدوه.
▪️لقد استعاد الجيش السوداني في 15 ابريل من هذا العام كرامته، و استعاد ثقة شعبه فيه و هذا امر له كثير من المردودات في المستقبل،كذلك نجح في بناء و ترميم ما حاولت قوى الحرية والتغيير هده و تدميره في بنية صرحه العظيم، هذه القوى التي حاولت سرقة الثورة و سرقة السلطة و سرقة بعض التاريخ و كل الحاضر و المستقبل.
▪️و هاهو الشعب السودان كله يصطف خلف جيشه بتداع و دافع ذاتي فريد ذاده في ذلك الوطنية و الوعي بالادوار و الواجبات ، الحقيقة ان الجيش لم يتخلف عن الوقوف معه الا قلة جمع بينهم طباع تقديم الخاص و حظ النفس على العام و تعظيم الحزب على الوطن و السبق بالانتقام علي التسامي لاجل الوطن ، و ياتي على رأس هؤلاء كيان سياسي معتل بامراض الارتهان الخارج و مصاب بداء فقدان السوائل و نقص فيتامينات المصالح العليا للبلاد مع ضعف في النظر للامن القومي و مهدداته، كل ذلك اورث هذا الكيان ارتفاعا في قياسات العمالة و التامر و عدم القدرة على التذوق و التمييز لمعاناة المواطن و احتياجه و كذلك ادراك مصالح البلاد.
▪️ان الجيش في يوم عيده، اثبت قدرته و قوته و منعته و برهن على احترافيته العالية و هو يكسر التمرد و يفقده شوكته و لا يزال يمضي في ناجحا في تحقيق اهدافه الموضوعة بشكل مدروس، هذا من امر حاضره و الذي هو فقط يكفي للاحتفاء و الاحتفال به اما تأريخه فهو مشهود و معلوم و له خبراؤه الذين حفظوا كل قصص البسالة و التضحية و الفداء و وثقوا لاحترافيته و مهنيته في سيرة قادته و جنده و بطولاتهم في كل الازمان. و يظل اعتداد الشعوب و افتخارهم به دليل تحضر و تعلم و سمة وعي و عافية خاصة ان الجيش في كل مكان حرفته القتال لاجل الاوطان و الشعوب و سلعته دماء جنده و ارواحهم.التحية للجيش في يوم عيده، و التحية لكل قابض على الزناد من اجل قضية الوطن و لكل مرابط في كل ثغر و لجميع الشهداء و لكل الجرحى. و اقول ان العيد هذا العام لم يكن عيدا للجيش يحتفي به جنده و قادته كما جرت العادة انما هو عيد للشعب يحتفي فيه و يحتفل بجيشه الذي لم يخذله و لم يسلمه .