رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

الوجه الآخر لعودة عنان: حساسية الرأى العام..

د. إبراهيم الصديق علي


تداعيات وتفاعل الرأى العام مع عودة وزير الداخلية السابق الفريق عنان حامد وبعيدا عن التفاصيل والشكليات ، فانها تشير إلى جملة من الحقائق..
اولها: تنامى الوعى العام بقضية الحرب فى البلاد وكل ما يرتبط بها ، ليس المشاركة والدعم فحسب وإنما كذلك الامتناع عن القيام بالدور المطلوب والمهمة المنتظرة ، وهذه قضية جوهرية وهذه نقطة مهمة لفريقين أو أكثر:

  • فريق (تقدم) واشباههم من الداعمين للمليشيا ومحاولاتهم تسويق مواقف وروايات مختلقة ، وبذلهم الكثير من الاموال والاغراءات ، وواضح أن كل ذلك إلى بوار ، فإن لم تكن فى معركة الكرامة فانت خارج المستقبل السياسي السوداني وربما يتم عزلك اجتماعيا..
  • فريق المشفقين ، الذين تهزهم بعض مظاهر الضوضاء فى منابر ومنصات خارجية ، وخوفهم من عودة حالة الفوضى ما بعد 2019م .. لقد اكتسب الراي الشعبي مناعة ضد (الهراء) والزيف..
  • فريق ثالث ، وبعضهم من أهل السلطة ، ينتابهم خوف من المستقبل ، ويتحسسون من الضغوط الدولية ، وحاولوا ادارة بعض الملفات لإستصحاب بعض الوجوه أو المسميات القديمة ، وغير خفي عن جهود واتصالات لتأسيس منابر تستوعب أطراف من (قحت) أو صورها..
    (كل هؤلاء ، فإن الصورة المهمة والملهمة ، إن الحرب والموقف منها خط فاصل فى مستقبل البلاد السياسي…)
    وثانيا: فإن المسؤولين فى الدولة ، وخاصة فى المؤسسات ذات (الوشائج القوية) عليهم قراءة ومراعاة التحولات السياسية والمجتمعية ، لا يمكن التعبير عن احترامك للتراتبية العسكرية فوق ركام من الأسئلة ودون اعتبار لردود الأفعال..
    وما اقصده هنا ، أن جهة ما – فى رأى – ارادت أن تزيح بعض الغشاوة عن موقف مدير عام الشرطة السابق الفريق عنان ، و ذلك من حقهم ، ولكنها ليست الطريقة الأفضل ، وإنما السبيل الأوفق الاجابة على الأسئلة البسيطة: لماذا تأخر الفريق عنان عن العودة للبلاد بعد نشوب الحرب؟ وعلى أى أساس تم اعفاءه فى 16 مايو 2023م ، ما لم تتوفر لدى مجلس السيادة الانتقالي اسباب جوهرية ؟..
    وثالثا: لقد اثبتت الشرطة بسالتها فى ميدان المعركة ، وقدمت نماذج من العطاء والفداء والشجاعة ، وقدمت ارتالاً من الشهداء ، بذلوا ارواحهم رخيصة لله والوطن ، وما زالوا على ذات الدرب والعهد دون حاجة لشفاعة من احد ، ودون ارتباط بحضور احد أو غيابه.. حيا الله الرجال وسدد الرمى وثبت الأقدام ، وسيظل هذا السجل للتاريخ والاجيال القادمة..
    حفظ الله البلاد والعباد

    5 يناير 2025م..

اترك رد

error: Content is protected !!