
أعلنت وزارة التحول الرقمي والاتصالات عن عزمها تطبيق خدمة الهوية الرقمية SudaPass ، في خطوة تعد من أهم ملامح التعمير وبناء الدولة الحديثة التي تعتمد على البيانات الدقيقة والهوية الموحدة لكل مواطن.
فالهوية الوطنية، هي التعريف الثابت والواضح لكل فرد، وهي الأساس الذي تبنى عليه الحقوق والواجبات والخدمات والعلاقة بين الدولة ومواطنيها.
فالهوية الرقمية ليست مجرد بطاقة، بل منظومة كاملة، تسمح للدولة بالتعرف على الشخص واثبات وجوده في أي زمان ومكان، لأنها تعتمد على وسائل لا يمكن تزويرها بسهولة، مثل البصمة وصورة الوجه.
فالبصمة الرقمية ترافق المستخدم في كل معاملاته، من استخراج للأوراق الثبوتية والجوازات والتأشيرات، إلى الخدمات الحكومية والمعاملات والتحاويل المالية. مما يجعل تقديم الخدمة أكثر سهولة وأمانا، ويجعل معاملات الدولة أكثر كفاءة وشفافية.
هذه الخطوة نحو التحول الرقمي رغم أهميتها إلا ان الطريق إليها مليء بالتحديات والصعوبات، ويحتاج إلى بنية تقنية وبشرية قوية ، فدقة البيانات والحصول عليها وتحديث السجلات يعد التحدي الابرز وذلك لضعف الوعي التقني ومقاومة التغيير ، ويزداد حجم التحدي اليوم من اي وقت مضى.
رغم ذلك تظل أهمية المشروع قائمة، بل تزداد إلحاحا، لأنه يمثل خطوة لإعادة ترتيب الدولة وحماية الحقوق وبناء سجل وطني موحد يمكن الاعتماد عليه.
ورغم كل هذه التحديات جميعها، أثبتت التجارب أن الإرادة الجماعية قادرة على تجاوز كل الصعوبات والعقبات عندما تتكامل الجهود وتتحد الرؤى.
لذلك من الضروري العمل على توعية ونشر الثقافة التقنية واهميتها لإنجاح هذه الخطوة الهامة.
٥ ديسمبر ٢٠٢٥م



