محمد وداعة
منذ ستة اسابيع تدور معركة ضارية ضد مليشيا الاخوة دقلو، دون سند اعلامى ، معركة بكل المقاييس ستحدد مستقبل السودان ، اما بقاء كيان الدولة السودانية المعروفة و الحفاظ على وحدتها و سيادتها ، او تهديد وجودها و انفراط نسيجها الاجتماعى و تفتتها الى دويلات متناحرة ، معركة يخوضها الجيش ضد انقلاب مليشيا آلاخوة دقلو ، و حرب شاملة مدعومة من دول و جهات اجنبية ، دولة الامارات و فاغنرالروسية ، و آلاف المرتزقة الاجانب ، حرب ضارية ضد الدولة السودانية ، استخدمت فيها المليشيا اساليب لم يسمع بها احد من قبل ، استباحة المرافق العامة ، احتلال المستشفيات ، نهب البنوك و الاسواق ، تدمير مرافق الخدمات ، الاحتماء بالمدنيين و احتلال بيوتهم و نهبها و تحطيمها ، و تشريد ساكنيها تحت تهديد السلاح ، ارهاب و قتل و اغتصاب ، وارتكاب فظائع و جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية ،
تدور رحى الحرب ، التى قضت على الاخضر و اليابس ، بدون غطاء اعلامى ، بعد انقضاء شهر على بداية المعركة ، استأنف التلفزيون القومى بثه ، و لم يكن بمستوى الحدث ، صور الجنود و جلالات و مقابلات ليست كافية مطلقآ ، و لم يستطع تقديم اى محتوى اعلامى يكشف الانتهاكات و الجرائم التى ارتكبتها المليشيا المتمردة ، و يبدو انه لا يزال اسير ثنائية ( جيش – دعم ) ، شاشة التلفزيون القومى تتثآءب و لا تعطى اى احساس بانها الشاشة الرسمية لبلد يخوض هذه الحرب الضارية ،
فى غياب تام للصحافة المستقلة و القنوات السودانية الاخرى ، سيطرت القنوات المشبوهة على فضاء المعركة ، هذه القنوات تبث محتوى اعلامى مخطط و داعم للقوات المتمردة وفقآ لسياسة ملاكها ، هذه السياسة التى تستخدم موارد ضخمة للسيطرة على السودان و قراراه الوطنى المستقل ، و من ثم نهب موارده و استغلال موقعه الاستراتيجى لخدمة اجندتها ، تمرحلت سياسة هذه القنوات من الدعم الصريح للتمرد ، الى تبنى سياسة خجولة لجهة فتح شاشاتها للرأى الاخر مع عرقلة و مقاطعة اى متحدث يكشف او يدين انتهاكات القوات المتمردة ، مع استخدام خلفية الشاشة لعرض صور لاحداث ووقائع تجاوزتها المعارك على الارض ، ليس مطلوب من هذه القنوات الانحياز للجيش السودانى، ما نطلبه فقط التحلى بالشفافية و المهنية فى عرض الحقائق ، بالطبع مطلوب منها الانحياز للانسانية و ادانة انتهاكات حقوق الانسان ، هذه القنوات مملوكة لجهات مسؤولة فى دولها ،هذه القنوات لا تتذكر ان وحدات من الجيش السودانى قاتلت و تقاتل فى معركة اليمن ، و لم تطلب اى اثباتات لجرائم الحوثيين ، هؤلاء المسؤولين لا يتذكرون هذا ، و ينسون ايضآ ان قوات (الدعم السريع) انضمت لمعركة الحزم بتعليمات من الجيش السودانى ، هذه القوات و بعد تمردها على الجيش تتسلل الان عبر البحر لدعم التمرد، و المشاركة فى السلب و النهب ، تحت سمع و بصر و علم رعاة الهدنة، الهدنة لم تغير اى من الواقع الأليم الذى يعيشه الشعب السودانى، الهدنة اما ان تخرج المليشيات من بيوت المدنيين ، وان تغادر هذه المليشيات المستشفيات، و تلتزم ببقية شروطها، و بالعدم فلا داعى لها، و اذا صحت الانباء بتعليقها او انسحاب الجيش منها ، يكون ذلك اهم قرار تم اتخاذه لصالح القضاء على التمرد،
المعركة تشتد ، و الخسائر تتراكم ، وهذه القنوات تتحدث عن رد الجيش على خروقات التمرد باعتبارها خروقات للهدنة ، كما تتحدث الوساطة ، المعركة تحتاج لغطاء اعلامى ،كما يحتاج المشاة لغطاء الطيران، و كان يمكن ان يكون الاداء الاعلامى افضل من هذا، و كان يمكن تشغيل قنوات اخرى ، ربما يكون اداءها افضل من التلفزيون القومى،و لكن لا حياة لمن تنادى،
الشعب السودانى و كل من استبيح بيته و عرضه و سرقت امواله ، لا يصدق ان هذا التضليل الاعلامى تقوم به قناة العربية و الحدث ، الشعب السودانى لن ينسى لكم هذا ، و لن يغفر ،
31 مايو 2023م