المستشار الإعلامي للبرهان يكتب : مغزى عيد الجيش .. وأفق وضع القوات المسلحة في المعادلة الدستورية والسياسية القادمة
✍العميد د. الطاهر أبوهاجة
التاريخ يحدثنا بكل فخر انه منذ اكثر من ثمانية وثمانين عاما (اي ما قبل الاستقلال ) تلاحم كفاح العسكريين مع الشعب السوداني بكل نضالاته ضد المستعمر، فالادوار كانت وستستمر تكمل بعضها البعض ، وتظل حقيقة ان استقرار وتماسك لحمة هذه الأمة وهذه البلاد مرتبطة ابدا بهذا التلاحم ، فهذه الحالة هي الاصل وما يعتريها من هنات هنا وهناك هو الشاذ !! والشاذ لا يبني عليه .
الحقيقة الثانية ان قومية القوات المسلحة هي سر بقائها وقوتها ومنعتها ، صحيح أنها تعرضت لإختراقات حساسة في فترات تاريخية معروفه ، لكنها أي “القوات المسلحة لم تتحول إلى لقمة سهلة بل صمدت وحافظت على ارثها وتقاليدها وتراتبيتها ونظامها وفرضت إرثها وتقاليدها ونظمها، فلم يستطع التيار اليميني ولا اليساري تحويلها إلي حزب تأتمر بأمره .
إن القوات المسلحة وكما رأينا في كثير من الدول التي غرقت جيوشها حد الثمالة وإرتمت في أحضان الآيدلوجيا التي أحالتها لعدو ضد الشعوب ، سألت جنرال ثمانيني عن مغزى عيد الجيش 67 ؟؟ فأوجز في جملة واحدة: (لو لآها لتفرتكت البلد ) نعم حكمة القيادة العسكرية كانت ولا زالت حاضرة في كل الحقب وعبر التاريخ السوداني.
ومع إطلالة العيد السابع والستين تشهد القوات المسلحة أكبر عملية ترتيبات أمنية نتاجا لاتفاقية جوبا لسلام السودان التاريخي ، وهذه الترتيبات اوقفت إطلاق النار وودعت الحرب إلي الابد ، ورغم الإمكانيات وعقبة التمويل إلا أنها تسير نحو القصد بخطى ثابته ، فزادها عزيمة قوية ونوايا صادقة وثقة لاتحدها حدود ، فمع العزم والثقة ستذوب عقبة التمويل ، لأن الهم يحمله الجميع والمسؤولية مشتركة، فمن هم في الكفاح المسلح ومن هم في القوات المسلحة كلهم سودانيين يدركون حقا ان وجود الجيش القومي المهني المحترف الواحد إنما هو لحماية أرض السودان حدوده وكيانه ومواطنه ودستوره وهويته .
لقد إنتهي عهد الإنقلابات العسكرية الي الابد ، لكن هذه المدنية لابد ان نوغل فيها برفق وبأفق وآسع ، افق يضع اعتبارا كبيرا لوضعية القوات المسلحة في المعادلة السياسيةوالدستورية ، المعادلة التي تدعم تلاحم اللحمة الوطنية وتحفظ أمننا القومي بكل بعده الاستراتيجي