تقرير منظمة حقوق الإنسان عن انتهاكات وجرائم مليشيا الدعم السريع في الجنينة عاصمة غرب دارفور ليس مجرد تقرير ، انه وثيقة دولية واممية لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها ، إنها خطوة فى إتجاه خطوات أخري ، لابد من العمل عليها..
لقد عكف فريق المنظمة 11 شهرا على جمع المعلومات والشهادات والشهود ومراجعة ملايين الأدلة والوثائق وخرج بتقرير من 218 صفحة هى بكل حرف فيها (فظائع) فوق التصور والإحتمال ، فى كل تفاصيلها وادواتها وطريقة التنفيذ والمشاعر والكراهية..
وهو وثيقة ادانة فى كل المحافل الدولية ومحكمة العدل ومجلس الأمن الدولي وكل ضمير انساني ، حتى حلفاء المليشيا وداعميه وحاضنيها لا يمكن الدفاع عن هذه الفظاعات الجسيمة..
وما ينبغي الإشارة اليه ، أن التقرير ، وبذات تفاصيله تم تطبيقه فظائعه فى مناطق أخرى ، وارتكبت مليشيا الدعم السريع ذات الجرائم فى ولاية الجزيرة ، وما زالت ذات العقلية الممنهجة مستمرة ومتواصلة حتى صباح اليوم الجمعة ، ومئات العربات المسلحة تحاصر القري الآمنة وتمارس الترويع والتجويع والقتل للمواطنين الابرياء..
وذات الجرائم والإنتهاكات المنهجية تم تنفيذها فى مناطق جنوب كردفان وهبيلا والدبيبات لمواطنين ابرياء وتم القتل على الهوية..
والعالم شاهد على صورة أخري فى مدينة الفاشر ، والمليشيا حشدت السلاح والعتاد والمرتزقة من كل مناطق الشتات لمهاجمة مدينة يقطنها أكثر من 800 ألف مواطن ، اغلبهم جاءوها نازحين ، ومبدئيا تم قطع كل امداد غذائي أو دوائي عن المدينة…
على الفاعلين مزيد من الجهود لتحقيق العدالة للضحايا على كل جرائمهم فى كل المنابر ، بما يشمل داعميهم وحاضنتهم السياسية التى وفرت لهم البيئة السياسية والتغطية الإعلامية..
وعلى كل السياسيين السودانيين دعم هذه التقارير ، ليس بالاسناد القولى وإنما الدعوة إلى كشف المزيد من الوقائع عن الوجه البربري لهذه المليشيا وحاضنتها وداعميها ،
وعلى نقاباتنا ومنظمات المجتمع المدني الإضاءة على هذا التقرير فى كل منبر ومنصة..
هناك تقاعس كبير من اعلامنا فى عرض هذه الجرائم والإنتهاكات المنهجية واللهث خلف المواقف السياسية ، بينما هذه الممارسات اكبر شاهد على بؤس الواقع وتداعياته..
(سيعود المساليت) لأرضهم ، وسينال المجرم الجزاء على ما اقترف من جرم ، وستعود بلادنا بعزم اهلها وصبرهم..
حفظ الله البلاد والعبادد