المرشد العام للطريقة السمانية الطيبية القريبية يبعث برسالة الي رئيس الوزراء


امدرمان : الرواية الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله .
السيد البروفيسور كامل إدريس ..
رئيس وزراء السودان .. المحترم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد ..
يقول المولى سبحانه وتعالى ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) .. فهذه وصية الحق المعبود ، لسيدنا داود .
فإنه لما كان الحكم لله ، يقيم فيه من يشاء ، وينزعه ممن يشاء ، فقد كلف الله المستخلف في ملكه و حكمه بواجبات ، وأعطاه حقوقا .. وإن من أوجب واجبات الحاكم وأولى أولوياته ، حفظ عقيدة أهل السنة والجماعة – وهي عقيدة أهل السودان – وتطبيق شرع الله ، فقد بين الله تعالى أحكامه الدينية فلا يحل أن تترك وتستبدل بأخرى علمانية ..
كما وحماية البلاد وسد الثغور ، وتكوين جيش واحد قادر على حفظ هيبة الدولة ، ووقف الحروب والفتن وردع أمرائها ، وإزالة الفوارق القبلية ونبذ خطاب الكراهية ، ووقف خطاب التكفير والفرقة بين المؤمنين ، وتكوين جهات ذات كفاءة عالية للفتوى ، وتوحيد أهل البلاد ، وترتيب أمور المواطنين وتوفير الأمن لهم ، ورد حقوقهم ، وضمان أقواتهم وأعمالهم ، ورعاية مصالحهم ، وتعويضهم من مال المعتدين ، وتوفير المياه والكهرباء والصحة والتعليم لهم ، وبسط الشورى والمساواة والعدل بينهم ، ومحاكمة الظلمة والفاسدين والمستقوين بالمناصب ، ونصب موازين العدالة التي يتساوى فيها الشريف والضعيف ، ودعوة المعتدين لرمي السلاح ، فمن وضع السلاح سالمناه ، ومن تاب أعناه ، ومن ندم قبلناه ، وإن قلنا ذلك فإنه لا يمكن التجافي عن المظالم ، ولا التغافل عن المآثم .
فهذه تذكرة بالوعود ، ولنا فيك أمل منشود ، فإن أطعت الله أطعناك ، وإن قمت بأمره أيدناك ، وإن وفيت بواجباتك أعناك ، وإلا فمخالفتك حق مشروع ، وإتباعك فيما يخالف أمر الله ممنوع …
ولك على المواطنين حقوق ..
وهي نصح العلماء ، ورؤية الخبراء ، وحكمة الحكماء .
ولما كانت المسئولية تضامنية ، أعانك الشعب بإعلاء القيم الوطنية ، وترك المصالح الشخصية ، والرؤى الضيقة الحزبية ، إرضاء لرب البرية ، تركا للخلاف ، وتحقيقا للوحدة والإصطفاف .
وتذكر بأن الحاكم خادم ، وأن المحكوم مخدوم ، وإلا فإن له دعوة مظلوم ، فإن إعوج الحاكم قوّموه ، وإذا أصر بالحسنى قاوموه ، فإن لم يزل كذلك اقاموه .
وإننا نقول ذلك طمعا في رضاء من له سبحانه البقاء ، متجردين من كل حزبية وانتماء .. فسر على بركة الله بالسفين ، مبتغاك رضاء رب العالمين ، تعينك بارقات الحق المتين ، وتحفك دعوات الصالحين .. فلك الدعاء مبذول ، وفيك الرجاء مأمول .
وكتبه
الفقير على موائد إحسان القدير
محمد الشيخ حسن الشيخ محمد الفاتح الشيخ قريب الله
15 ذو الحجة 1446 هـ
11 يونيو 2025 م