1
أن تسمع عويل المجمتع الدولى (لا للحرب).. أوقفوا (إطلاق النار).. (الهدنة).. (المفاوضات)، الآن ترجو أن تعود.. الآن لا.. قبل أن تندلع الشرارة التي حرض عليها.. كانت هناك عشرات التقارير الدولية والصحافية التي حذرت من تداعيات الأوضاع السياسية، ولكن المجتمع الدولي اللاهث لفرض أجندته لم يرَ شيئاً منها، فحصد رماد ما زرع.
حين تستمع الآن لفحيح المجتمع الدولي تدي ربك العجب.. يا ترى هل هو ذات المجتمع الذي كان ينظر لتداعيات الأحداث كلها تجرى أمامه وكل المخاطر تحدق بالسودان، وهو لا يرى إلا مصالحه الضيقة؟ الآن حين رأى مشروعه السياسي والعسكري الذي استثمر فيه كل طاقاته وإمكانياته ودعمه انهار بانهيار مؤامرة (التمرد/ قحت) لجأ للحيل والضغوط، بل إن السيد فولكر هدد المنتصر في الحرب بالعزلة الدولية إذا لم يخضع لشروطه!
2
المجتمع الدولي الذي أوفد بعثة يوناميتس لرعاية الانتقال ولتأسيس نظام ديمقراطي يرعى حقوق الإنسان ويسهم عملية في عملية السلام.. إذا بفولكر بيرتس، رئيس البعثة؛ يحولها لخدمة أجندة فصيل سياسي ضارباً عرض الحائط بالأجندة التي ابتعث لأجلها.
على يديه وأمام ناظريه أهدرت حقوق الانسان وظل المتهمون بالسجون سنوات من دون أن يفتح الله عليه أو على بعثته بكلمة حق، أما السلام فقد كان آخر اهتمامات البعثة، لم تقدم البعثة يد العون المالي لترسيخ السلام، برغم وعود المجتمع الدولي بدعم عملية السلام بعد اتفاق جوبا، وأخيراً تآمرت البعثة مع قحت لتنسف الاتفاق نفسه بتبنيها الاتفاق الإطاري الذي أقصى الحركات المسلحة الموقعة على جوبا.
حين عجزت البعثة عن أداء أياً من مهامها، أطلت ما تسمى بـ(الرباعية) متجاوزة فولكر، وهي نبت شيطاني ليس له أي تأسيس شرعي أو قانوني، إنما فرضت نفسها بنفوذها السياسي والمالي، وبهوان أحزاب قحت التي ارتضت أن تكون تابعاً ذليلا للسفارات.عاثت الرباعية فساداً في الساحة السياسية بانحيازها المفضوح وأجندتها المكشوفة لصالح تيار علماني ليس لديه أي جذور أو حضور في الساحة السياسية، نبت مثل (السلسلع) ساعياً لاحتكار السلطة كاملة، مدعياً أنه يمثل الثورة!
3
هو ذات المجتمع الدولي الذي دعم أحزاب (السلسلع) لأن تنتج دستوراً حشدت فيه كل الهراء لتفرضه على الساحة السياسية بواسطة لجنة محامين ليس لها أدنى شرعية، ثم تطور هذا الهراء فيما بعد ليسمى بالإعلان السياسي السري الذي تمخض ليلد اتفاقاً منبتاً سُمي الاتفاق الإطاري، الذي حشدت له كل متردية ونطيحة، ظناً منهم أن مثل هذه الألاعيب الصغيرة ستخادع القوى السياسية.
كانت القوى السياسية الكبرى ممثلة في الكتلة الديمقراطية ومبادرة الجد أذكى من أن تنطلي عليها مثل تلك الألاعيب، وأثبتت الحركات المسلحة أن وعيها السياسي متقدم بسنوات على أحزاب (السلسلع)، فرفضت الإطاري ووقفت موقفاً صلباً في معارضته.
كان الاطاري أحدث حلقات التآمر الدولي على السودان، وهو المسئول الأول عن الحرب التي تدور رحاها الآن.. لماذا؟.هذا ما اعترف به قائد الميليشيا المتمردة حين قال ان الاطارى هو الذى فجر الخلاف بينه وبين الرئيس برهان.
كما كان بدا واضحاً للمراقبين أن البلد في قمة التوتر والشحن السياسي، وفي ظل تلك الأجواء كانت قحت تصر على احتكار السلطة لأحزابها الثلاثة وتوابعها، رافضةً أي مشاركة فعلية لأحزاب الكتلة الديمقراطية، بحجة عدم (إغراق الاتفاق) بأحزاب تفسد عليها سيطرتها على السلطة وأجندتها المستقبلية.. وبدلاً من أن يكون المجتمع الدولي والرباعية المتآمرة أكثر وعياً وأكثر عوناً لتقريب وجهات النظر عملتا على الانحياز لقحت، والضغط على قيادة الجيش لتتجاوز كل المجموعات السياسية الأخرى وابقاءها خارج الملعب السياسي لسنوات وهي أحزاب ذات ثقل جماهيري معلوم للكافة.
4
حاول المجتمع الدولي أن يفرض (الإطاري) على الجيش مصحوباً بالهيكلة، ليشجع على إبقاء قوات الدعم السريع مستقلةً عن الجيش مالياً وإدارياً، ويقرر دمجها بعد عشر سنوات أو على كيفها، بل أن بعض أطراف الرباعية ثبت الآن أنها تدعم التمرد بالمال والسلاح!!
المجتمع الدولي برفقة الرباعية الشريك، بل هو المسئول الأول عن جريمة الحرب الحالية.
استخدم المجتمع الدولي كل أدواته القذرة في الضغط على طرف واحد، وهو الجيش؛ لإخضاعه لرغبات قحت والدعم السريع.. رفعوا إعفاء الديون، رفضوا تقديم أي دعم للحكومة أو حتى للسلام.
المجرم الحقيقي هو المجتمع الدولي، وهو المسئول الأول عن إشعال الحريق، ولا تزال مؤامراتهم متواصلة، وسنكشف في الأيام المقبلة ما يجري من تحركات في بعثة يونيتاميس وبعض دول الإقليم والجوار، وخاصة تحركات الخلية المتآمرة، بقيادة مو إبراهيم وبقية العصابة الموجودة في نيروبي لإنقاذ حميدتي وقواته المتمردة.. وهيهات!!