المؤتمر العام للأحزاب العربية يحذر في رصده للأزمة السودانية من استنساخ المشروع الصهيوني في دولة عربية ثانية [ بيان ]
رصد : الرواية الاولى
الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية ،تصدراً بيانًا يرصد أخر التطورات ومواقف المؤتمر العام للأحزاب العربية من القضية السودانية ومعاناة شعبنا السوداني الشقيق
تتابع الامانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية تطورات المشهد في السودان ، منذ اندلاع الحرب التي فرضت عليه منتصف شهر نيسان/ أبريل 2023، وتوقفت على مقصدها الاستراتيجي المتمثل في السعي الغربي- الصهيوني، للهيمنة، والسيطرة على هذا البلد العربي الزاخر بالتاريخ والمواقف والقدرات، وبمساعدة من دول إقليمية آثمة، وفرت المال والسلاح والمرتزقة الذين جُمعوا من دول شتى في غرب ووسط وشرق افريقيا ومن بعض دول قارة آسيا.
كما توقفت عند رعاية تلك الدول لعمليات تهجير مستوطنين من دول أفريقية الى السودان في إطار مساعيها الهادفة الى إحداث تغيير ديموغرافي جذري تستنسخ فيه تجربة الاستيطان في فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وتابعت الامانة العامة التطورات الاخيرة في السودان، والتي حقق فيها الجيش الوطني السوداني والمقاومة الشعبية، والقوات المشتركة تقدما كبيراً في جميع مسارح العمليات، واسترد من خلالها عدداً من المدن والمناطق، في سياق الجهود المبذولة من تلك القوات لاستعادة كل الاراضي التي احتلتها مليشيا الدعم السريع واستكمال عمليات تحرير الأرض.
لقد ادى هذا التطور في مسرح العمليات إلى بداية انهيار جدية في صفوف المليشيا، فاستسلم بعض قادتها العسكريين ولحق بهم بعض كبار المستشارين، وفي ردود افعالها على هذا التطور النوعي في تاريخ هذه الحرب، شرعت مليشيا الدعم السريع في ارتكاب مجازر مريعة بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، بلغ ضحاياها مئات الشهداء والجرحى من الاطفال والنساء وكبار السن، وشُرد عشرات الآلاف من قراهم ومدنهم تمهيداً لعمليات التغيير الديموغرافي الجارية منذ 5 سنوات، وقد صاحبت هذه المجاز وسبقها تدميراً ممنهجاً للبنى التحتية وحرق المحاصيل والآليات الزراعية ووسائل الانتاج والتعدي علي مراكز البحوث ومؤسسات التعليم والصحة، وسائر المؤسسات الخدمية.
لاحظت الأمانة العامة المساعي التي تبذلها القوى الغربية والإقليمية بمساعدة محلية، من أجل إدخال قوات دولية أو أفريقية الى السودان انتهاكا لسيادته، وسعياً لوقف تقدم حركة الجيش والمقاومة الشعبية الماضية لاستكمال عملية التحرير.
وإزاء ذلك، تعبر الامانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية عن مواساتها لأسر الضحايا، وتعلن ما يلي:
- •تجديد دعمها الكامل للسودان في مواجهة مشروع الاستعمار والاستيطان والهيمنة الغربية الصهيونية المراد فرضه عبر الحرب التي دخلت عامها الثاني.
- •تحذر من استنساخ المشروع الصهيوني في فلسطين في دولة عربية ثانية هي السودان، وتنبه إلى المخاطر الاستراتيجية لهذا المشروع على حاضر ومستقبل السودان وعلى الامن القومي العربي والاقليمي، وعلى المعادلات الدولية، في وقت يبحث فيه العالم الحر عن صيغة تعيد الى العالم التوازن الذي افتقده جراء الهيمنة الغربية والقطبية الاحادية.
- •دعوة الدول والشعوب العربية الى تعزيز المساندة والدعم للسودان وهو يواجه التحدي الوجودي الذي صنعته الحرب واهدافها وصناعها وداعميها وأدواتها.
- •دعوة الصين وروسيا ومنظومة البريكس وجميع دول العالم الحر إلى تعزيز دعمها للدولة السودانية ومؤسساتها سياسياً ولوجستياً لتعزيز قدراتها في مواجهة الحر ب وآثارها.
- •الدعوة الى أوسع دعم عربي واقليمي ودولي رافض لكل أشكال التدخل الغربي-الصهيوني في الشأن السوداني، بما في ذلك إدخال قوات دولية أو أفريقية إلى السودان.
- بذل جهود مشتركة، عربية سودانية دولية لضمان عدم إفلات الجناة الذين ارتكبوا جرائم الحرب والتصفية العرقية والجرائم ضد الانسانية في السودان خلال هذه الحرب من العقاب، والدعوة إلى أن يشمل ذلك الدول والحكومات التي كان لها دور في النكبة التي تعرض لها السودان خلال تلك الحرب.
- •دعوة الجامعة العربية والمنظمات الدولية إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع كمجموعة إرهابية تزعزع الأمن وتقوض السلام في الاقليم والعالم.
الأمين العام
قاسم صالح
1 نوفمبر 2024 م