
محمد وداعة
• السيطرة على السودان و التحكم فى موارده المائية يضع مصر فى كماشة اسرائيلية – اثيوبية
• الامارات تستطيع جلب النيل لاسرائيل ، و ستجلب الفرات و لو بعد حين
• الخبراء بح صوتهم فى التحذير من خطورة الاعتماد على اثيوبيا فى امداد الكهرباء و اعتبروا ذلك مهددآ استراتيجيآ
• فى عام 2020م تقدمت شركة المانية لبناء محطة للطاقة الشمسية لانتاج (2000) ميقاواط ، و الحصول على قيمتها من الرمال البيضاء،
• المبادرة الإبراهيمية للطاقة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا القصد منها السيطرة و التحكم فى امداد السودان بالكهرباء
الامارات قامت بتمويل بناء سد النهضة بحوالى اربعة مليار دولار ، بعد انسحاب ممولين من الاتحاد الاروبى و امريكا ، و بغض النظر عن امكانية ادارة السد بالطاقة القصوى ( سد النهضة يضم 16 وحدة توليد كهرباء، كل منها يبلغ 350 ميغاواط، مما يمثل إجمالي قدرة 5600 ميغاواط ) ، يميل اكثر الخبراء تفاؤلآ الى ان التوليد فى احسن الاحوال لن يتجاوز ( 5000 ميغاواط) ، ليتضح بعد ذلك الجشع الاماراتى فى السيطرة على اراضى الفشقة ، و ان لم يكن ذلك مستطاعآ سلمآ ، فليكن حربآ ، وهذا هو احد المكاسب الهامشية التى تسعى الامارات لتحقيقها من خلال السيطرة على السودان و التحكم فى موارده المائية و الزراعية و الموانئ و النتيجة المباشرة لذلك هى وضع مصر فى كماشة اسرائيلية اثيوبية بادارة اماراتية ، و توصيل مياه النيل الى اسرائيل ، فان كانت اسرائيل قد عجزت عن الحصول على حدود من النيل الى الفرات ، الامارات تستطيع جلب النيل لاسرائيل (لحد عندها ) ، و ستجلب الفرات و لو بعد حين ، هذا ان لم يزاحمها النظام السورى الجديد فى تسليم الفراتين لاسرائيل طوعآ ،
فى يوليو 2023م ، و بعد ثلاثة اشهر فقط على اندلاع الحرب قطعت اثيوبيا الربط الكهربائى مع السودان ، و كان حينها يتراوح بين 100 الى 150 ميقاواط ، الخبراء بح صوتهم فى التحذير من خطورة الاعتماد على اثيوبيا فى امداد الكهرباء و اعتبروا ذلك مهددآ استراتيجيآ ، و لم تجد نفعآ هذه النصائح فى الاخذ بيد حكومة حمدوك الى بدائل اكثر امنآ ، خاصة وان كبريات الشركات العالمية قدمت عروض فى عام 2020م ( تقدمت شركة برزما الالمانية لبناء محطة للطاقة الشمسية لانتاج (2000) ميقاواط ، و الحصول على قيمتها من الرمال البيضاء ) ، و عروض لمحطات حرارية من جنوب افريقيا و الهند على نظام ( البوت )،
فى 15 يناير 2021 صريح وزير الطاقة و التعدين المكلف م. خيري عبد الرحمن ، قال ( دعتنا وزارة الطاقة الامريكية الي اجتماع اسفيري عبر تقنية البرامج المرئية ، و قالت دان برويليت الى ان الاجتماع امتداد لحوار تم مع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي ، أقيم الاجتماع اسفيريآ وضم وزراء الطاقة المصري والبحريني والمغربي و الاسرائيلى بالإضافة الى وزير الطاقة الأمريكي ووزير الطاقة الاماراتي اللذان قادا المبادرة لهذا الاجتماع وأطلقا عليها (المبادرة الإبراهيمية للطاقة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا)،
عقدت اجتماعات عديدة لاثناء السودان عن المضى فى الاسستثمار فى الكهرباء و زيادة الطاقة المنتجة ، فالسودان ينتج اقل من (3000) ميقاواط فى احسن الاحوال ، فى حين يبلغ احتياجه من الطاقة حوالى (15000) ميقاواط ، بعد ثورة ديسمبر و تكوين حكومة حمدوك تقاطرت الشركات العالمية ، و بذل السودانيون فى المهاجر جهودآ حثيثة لجلب استثمارات لقطاع الطاقة ، فى عام 2020م تقدمت شركة المانية لبناء محطة للطاقة الشمسية لانتاج (2000) ميقاواط فى غرب ام درمان ، مقابل الحصول على قيمتها من الرمال البيضاء من منطقة بارا و شمال السودان ، هذه الشركة تعهدت بانتاج (500) ميقاواط فى الستة شهور الاولى ، و اكمال المشروع خلال سنتين ، و تقدمت شركات من المانيا و الصين و الهند و جنوب افريقيا لبناء محطات لانتاج الكهرباء من الرياح ببطاقة (1600) ميقاواط فى دنقلا و هيا بتمويل طويل الاجل يصل الى (20) عامآ ، بالاضافة الى عروض سخية للتوليد الحرارى من الهند و جنوب افريقيا،
بالرغم من ان هذه العروض كانت كفيلة بمضاعفة انتاج البلاد من الكهرباء فى فترة وجيزة ، كان غريبآ ان هذه العروض لم تجد اى اهتمام من حكومة حمدوك الاولى او الثانية ، و كان واضحآ التأثيرالسالب لوزير الكهرباء المكلف عاطف خيرى ، ووزير الرى ياسر عباس على اتخاذ قرار ايجابى بفتح الاستثمار فى قطاع الكهرباء لقناعات تم ترديدها كثيرآ عن الربط الكهربائى مع اثيوبيا و بلوغه (3000) ميقاواط بعد انتهاء بناء سد النهضة، عدد من الخبراء بح صوتهم فى التحذير من خطورة الاعتماد على اثيوبيا فى مد السودان بما يعادل انتاج البلاد من الكهرباء و اعتبروا ذلك مهددآ استراتيجيآ ،
يوم 15 يوليو 2023م ، ودون انذار قطعت اثيوبيا الامداد الكهربائى عن السودان وهو يبلغ فى اقصاه (200 ) ميقاواط ، تسبب هذا القطع المفاجئ فى اظلام تام فى اربعة ولايات ، لان خروج الربط الشبكى يتطلب اجراءات فنية و هندسية معروفة حتى لا يحدث انهيار جزئى او كلى للشبكة ، اثيوبيا لم تخطر السودان بنيتها قطع الامداد وهذا تسبب فى اضرار جسيمة بشبكة النقل ، مما يتطلب وقتآ طويلآ لاعادة تغذية هذه الولايات بالكهرباء ،
صمد السودان و انتصر على العدوان ، انهارت الاطماع الاماراتية و تلاشت الاحلام الاثيوبية فى السيطرة على الفشقة ، الان يريدون اعادة الربط الشبكى ،
4 يونيو 2025م