الرأي

الفيتو الروسي ..ثم ماذا بعد ؟

فرح كبير عم السواد الأعظم من الشعب السوداني المحب لوطنه المنتصر لكرامته وعزته والرافض لكل أشكال الوصاية الدولية والهيمنة الغربية والأجندة الأجنبية المنتهكة لسيادة السودان ؛فرح عم بسبب استخدام روسيا الاتحادية لحق النقض (الفيتو ) لإجهاض مشروع القرار البريطاني الرامي إلى فرض الوصاية على السودان والذي يعامل السودان حكومة وقاعدة شعبية واسعة غير مسبوقة مؤيدة للجيش على قدم المساواة مع حركة متمردة سرعان ما تحولت بعد تمردها على القيادة العسكرية للبلاد واستهدافها للقوات المسلحة التي من رحمها خرجت ؛تحولت إلى مليشيا تقطع الطريق وتنهب وتسلب وتسبي وتغتصب وترتكب كل أشكال الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي التي ترقى إلى جرائم الحرب .

هذه الفرحة مبعثها أن السودان ظل لعقود طويلة منذ انتهاء الحرب الباردة ضحية لآلية الهيمنة من القطب الغربي الأحادي ومصادرة حقه في الاستقلال بقراره الوطني واستغلال موارده ورسم مساره المستقبلي .والآلية الأعلى التي يتم بها ذلك هي السلطات الممنوحة لمجلس الأمن الدولي ؛فهذا الفيتو يعتبر علامة فارقة في مسار الدبلوماسية السودانية ونقطة تحول في العلاقات الدولية كون روسيا ابتدرت باستخدام الفيتو وأشارت إلى أنها لن تسمح للغرب بالهيمنة على الدول الأفريقية عبر المجلس ؛فهذا يعني أن السودان مثلما كان فاتحة الطريق في تجسير العلاقات الاقتصادية للصين مع أفريقيا سيكون فاتحة التحالفات الاستراتيجية الأفريقية الروسية .

إذن ما هو المطلوب بعد هذا الفيتو الروسي ؟ المطلوب وعلى وجه السرعة الدخول في إجراءات الشراكة الاستراتيجية بين السودان وروسيا ؛شراكة استراتيجية شاملة في كل جوانب القوة الاستراتيجية الشاملة بمجالاتها الاقتصادية والعلمية التكنولوجية والتقنية والسياسية والإعلامية والعسكرية حتى يتمكن المجتمع السوداني عبر هذه الشراكات من استنهاض سبل التنمية المستدامة وتحقيق الرفاه وامتلاك عناصر القوة المجتمعية وفق أطره الثقافية والحضارية الذاتية .

إن العالم بما يشهده في هذه الأعوام من تراجع للقطب الأحادي الغربي وصعود قطب جديد متعدد الأقطاب الفرعية تمثل روسيا والصين وتركيا وربما مجموعة البركس جزء منه يدعونا إلى عدم التلكؤ في التعامل مع هذا المحور الصاعد لتحقيق مصالحنا القومية وحماية أمننا القومي .

حاشية :-

نحتاج إلى تعجيل آليات الشراكة الاستراتيجية مع روسيا بتوقيع اتفاقيات بما في ذلك اتفاقية للدفاع المشترك ؛كما علينا التعجيل بتوظيف قدرات وخبرات روسيا التكنولوجية والتقنية في تطوير واستغلال مواردنا الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي والموارد المعدنية والنفطية بما فيها اليورانيوم والغاز والعناصر الأرضية الأخرى النادرة وتطوير قطاع الطاقة بما يسمح بتفجير ثورة صناعية كبرى وقبل ذلك اعتماد العملات الوطنية للتبادل للتخفيف على عجز الميزان التجاري في العملات الصعبة إلى حين الخروج منه بتعزيز الصادرات ؛ما نحتاجه باختصار هو توظيف كل ما لدينا من مقدرات وموارد طبيعية وموقع جيواستراتيجي من سواحل وأنهار ومنفذ إلى غرب ووسط أفريقيا للدخول في تحالفات كبرى تضمن إلى جانب الفيتو في تحصين مصالح السودان من الهيمنة الغربية تحالفاً عسكرياً يردع أي دولة من استهداف السودان أو تقديم الدعم لمن يستهدفه وإمكانات ضخمة دون تحفظ لتزويدنا بالتكنولوجيا غير المسموح بها للتصدير لاحداث النهضة الشاملة وذلك ما توفره روسيا .لكن علينا ألا نتردد في عالم العلاقات الدولية الذي لا مكان فيه لضعيف لنتعجل امتلاك عناصر القوة التي تجعل موقفنا متقدماً ضمن الفاعلين الإقليميين في أي صراع دولي محتمل .

تعليق واحد

  1. السودان بقدر ما هو محتاج الي شراكة مع الشرق هو في حاجة إلى معرفة طرائق كيد الغرب له في هذا الطريق. هذا الكيد سيأتي من الجوار العربي والافريقي

اترك رد

error: Content is protected !!