الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرواية الأولى / مجدي عبدالعزيز

الفشل في التخطيط يعني التخطيط للفشل

مجدي عبدالعزيز

( بالملي ) اسقط دولة رئيس الوزراء د. كامل إدريس الطيب في كلمته الضافية مساء امس العبارة التي تقلق خبراء التخطيط الإستراتيجي : “الفشل في التخطيط يعني التخطيط للفشل” ،، وفي اعتقادي ان ذكر هذه العبارة بإمعان في كلمة رئيس الوزراء وفي موضعها المناسب الذي يدل علي ان المرحلة المقبلة لن تعرف قفزات الظلام ( ونتطلع لذلك ونأمل بالطبع ) تمنح خطاب الرجل مزيداً من التماسك والتأثير الإيجابي علي المتلقين من مواطنين ونخب وصناع رأي عام ..

وبالبحث في أبعاد ودلالات هذه المقولة نجدها تختزل حقيقة جوهرية تنطبق على كافة مناحي الحياة، وتكتسب أهمية قصوى عندما نتحدث عن برامج الحكومات التنفيذية.
فبلا تخطيط سليم ومدروس، يصبح أي برنامج حكومي مجرد أمنيات أو مبادرات عشوائية، لا تلبث أن تتلاشى دون تحقيق الأهداف المرجوة منها، تاركةً خلفها إحباطًا عامًا وتراجعًا في مسيرة التنمية.

إن نجاح أي برنامج حكومي، يهدف إلى تحقيق طموحات الدولة وتلبية احتياجات المواطنين في مختلف القطاعات، يتوقف بشكل حاسم على جودة التخطيط المسبق له .. هذا التخطيط ليس مجرد عملية شكلية أو روتين إداري، بل هو عملية استراتيجية معقدة تتطلب رؤية واضحة، وتحليلاً دقيقًا للواقع، وتحديدًا للأولويات، وتوزيعًا للموارد، ووضع آليات للمتابعة والتقييم.

ويمكن ان نجمل أهمية التخطيط السليم لبرنامج الحكومة التنفيذي في الآتي :

1- تحديد الأهداف بوضوح – فالتخطيط السليم يفرض على الحكومة تحديد أهدافها بدقة متناهية، بحيث تكون هذه الأهداف قابلة للقياس والتحقق ومرتبطة بجدول زمني محدد .. هذا الوضوح يجنب الضياع والتشتت في الجهود، ويضمن توجيه العمل نحو غايات محددة وملموسة.

2- تخصيص الموارد بكفاءة – الموارد المتاحة، سواء كانت مالية أو بشرية أو طبيعية، محدودة ،، فالتخطيط الجيد يساعد على تخصيص هذه الموارد بكفاءة وفعالية، وتوجيهها نحو الأولويات القصوى التي تخدم مصلحة المواطن والدولة، بعيدًا عن الهدر أو سوء التوزيع .. كما جاء ايضا بوضوح في ثنايا كلمة د. كامل ادريس بالأمس .

3- تحديد الأولويات ومعالجة التحديات – لأن التخطيط يمكن الحكومة من تحديد التحديات الرئيسية التي تواجه الدولة والمواطنين، ومن ثم وضع خطط واضحة لمعالجتها ،، كما يساعد في ترتيب الأولويات بناءً على حجم التأثير وأهمية المشكلة، مما يضمن معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا أولاً.

4- التنبؤ بالمخاطر والإستباق بوضع الحلول – فالعملية التخطيطية تتضمن تحليلًا للمخاطر المحتملة التي قد تعترض طريق تنفيذ البرنامج ،، وهذا التحليل يتيح للحكومة وضع خطط بديلة وحلول استباقية للتعامل مع هذه المخاطر، مما يقلل من احتمالية التعثر ويضمن استمرارية العمل والآداء .

5- تعزيز الشفافية والمساءلة – وهذا ما يجعل تعهد رئيس الوزراء د. كامل إدريس بالامس بمحاربة الفساد امراً ممكناً وعصياً علي التراجع والتقهقر امام حيل الفاسدين ومهارات المفسدين .. لأن التخطيط الواضح والمفصل لبرنامج الحكومة يعزز من مبادئ الشفافية والمساءلة ،، فعندما تكون الأهداف والخطوات والمسؤوليات محددة سلفًا، يصبح من السهل على المواطنين ووسائل الإعلام كشف وفضح الفساد ، بجانب متابعة وتقييم أداء الحكومة، ومحاسبتها على تحقيق ما تم التعهد به .

6- بناء الثقة بين الحكومة والمواطن – فبلا شك عندما يرى المواطن برنامجًا حكوميًا منظمًا، ذو أهداف واضحة وخطوات عملية، ويشهد تحقق هذه الأهداف على أرض الواقع، تتوطد الثقة بينه وبين حكومته ، وبالتأكيد أن هذه الثقة هي رأس مال ثمين لأي دولة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والتقدم.

▪️إن الفشل في التخطيط لبرنامج حكومي تنفيذي ليس مجرد خطأ إجرائي، بل هو إقرار ضمني بالفشل قبل البدء.

▪️وعلى النقيض، فإن التخطيط السليم هو حجر الزاوية الذي تبنى عليه برامج النجاح، والطريق الأمثل لضمان تحقيق أهداف الدولة بامتياز في كافة المناحي المستحقة التي تهم المواطن، وصولاً إلى مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا بحول الله وقوته ..

والى الملتقي ،،،

اترك رد

error: Content is protected !!