✍️ سمية سيد
فيما لا تزال الحكومة مشغولة بالعراك السياسي هنا في مواقع السلطة بالخرطوم؛ يضطر المنتجون لبيع محصولهم في الحواشات قبل الحصاد.
غياب البنك الزراعي أو التغيب المتعمد لدوره في تحفيز الإنتاج بتوفير المدخلات؛ قاد العروة الشتوية – التي يمثل إنتاجها من القمح محصولاً رئيسياً للبلاد في توفير أكثر من 40 % من فاتورة الاستيراد – إلى الفشل.
عمليات التحضير للموسم بدأت في أغسطس الماضي بالموارد الذاتية ، لكن وحتى تاريخ اللحظة النقاش يدور حول كيفية توفير السماد، وتوقف عمليات الري لعدم وجود كراكات وآليات ..
محافظ مشروع الجزيرة ومدير المشروع قبل الإقالة، وزيرا الزراعة والري ومدير البنك الزراعي قبل الإقالة. يجتمعون وينفضون، يصرحون أمام الكاميرات وللصحف عن التجهيزات وعن جولاتهم التفقدية. ويطلقون الوعود الكاذبة. على ذات المنوال استمر وكلاء الوزارات والمسؤولون الحكوميون ومن أتى على رأس البنك الزراعي يبيعون الكلام والوعود بلا فعل.
بشر البنك الزراعي بتوفير الأسمدة ليتفاجأ المنتجون بأن البنك اتخذ قراراً أن يكون تمويل اليوريا والداب بالكاش؛ وليس بالأجل؛ لأن وزارة المالية رفضت للبنك بالتمويل، الذي كان يتم لحين الحصاد . وحدد البنك مبلغ 31 ألف جنيه لجوال اليوريا.
خرج البنك الزراعي من دوره التخصصي في دعم القطاع الزراعي ليصبح كما أحد البنوك التجارية في عمليات التمويل.
لازالت مساحات مقدرة من مشروع الجزيرة والمناقل تعاني من العطش؛ خاصة في الجزء الشمالي، بسبب مناسيب المياه والطمي والحشائش، بل هناك أجزاء اصبحت خارج الدورة الزراعية .
مشكلة الآليات والكراكات رغم مضي الزمن لازالت تراوح مكانها .. حجز الآليات الخاصة بشركة الحلول المتكاملة من قبل لجنة إزالة التمكين أثرت بشكل كبير وزادت من التعقيدات. برغم أن عدداًِ من المزارعين غير راضين عن أداء شركة الحلول المتكاملة ويحملونها جزءاً من مشكلات مشروع الجزيرة خلال السنوات الماضية. لكن كان من الممكن اتخاذ اجراءات قانونية تمكن من الاستفادة من الآليات والمعدات دون تعطيلها إلى حين الفصل في الدعوى، حتى لا يؤثر ذلك على الموسم.
فشل الدولة في توفير السماد للموسم الشتوي وارتفاع أسعاره في السوق جعل أحد المزارعين يضطر لبيع محصول القمح في الحواشة في الشربة الثالثة . واذا استمر الحال قد نسمع عن من يبيع الحواشة ويخرج نهائياً من الزراعة، وهو أمر متوقع .
إحباط عام وسط المنتجين ، وعلى وجه الخصوص مزارعي الحزيرة والمناقل ولا حديث في الأوساط الاقتصادية والإعلامية غير توقعات بفشل الموسم الزراعي، وسط غياب تام لمتخذي القرار .