
___________

▪️تودع البلاد شخصية دبلوماسية تركت بصمة واضحة في سجل العلاقات السودانية-الصينية، هو السفير تشانغ شيان-هوا، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية، الذي تولى مهامه قبيل اندلاع الحرب وانتقل ببعثته إلى العاصمة المؤقتة بورتسودان حيث ظل يمارس مهامه فيها حتى الأيام الأخيرة من فترة عمله.
▪️لم يكن حضوره شكلياً ولا بروتوكولياً، بل حمل طابعاً عملياً وإنسانياً، إذ قاد أنشطة ومبادرات مهمة عززت الحضور الصيني في السودان في واحدة من أدق مراحل تاريخه الحديث. فمنذ اللحظة الأولى، كان السفير تشانغ صوتاً داعماً لقضيتنا الوطنية، وحلقة وصل بين الخرطوم وبكين، مساهماً في ترسيخ علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية.
▪️ارتبط اسم السفير تشانغ خلال فترة عمله بجملة من الخطوات البارزة:
• إدخال المساعدات الغذائية الصينية العاجلة، بما في ذلك آلاف الأطنان من الأرز لدعم الأسر السودانية المتضررة من الحرب.
• توقيع برامج تنموية بقيمة ملايين الدولارات مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لدعم الزراعة والسمك والماشية في ولاية البحر الأحمر.
• لقاءات مهمة مع كبار المسؤولين في الحكومة، شملت رئيس مجلس السيادة، ووزير الثقافة والإعلام، ووزيرة العدل بالإنابة، لترتيب تعاون في مجالات النفط والإعلام والعدالة.
• توسيع التعاون في إطار التفاهمات التي توصل إليها الرئيسان خلال القمة العربية-الصينية 2022 ومنتدى التعاون الصيني-الأفريقي 2024، بما يعكس حرص بكين على أن تظل شريكاً أساسياً للسودان في محيطه الإقليمي والدولي.
▪️في يوم الخميس 21 أغسطس 2025م، استقبله معالي السفير عمر صديق، وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، في لقاء وداعي بمناسبة انتهاء فترة عمله. وأكد القائم بالأعمال الصيني خلال اللقاء اعتزازه بالفترة التي قضاها في السودان، وارتياحه للتطور الملحوظ في العلاقات الثنائية، مجدداً التزام بلاده بالوقوف إلى جانب السودان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار.
من جانبه، شكر وزير الدولة السفير على جهوده الكبيرة، مثمناً ما بذله لترقية التعاون الثنائي، ومؤكداً أن السودان يعتبر الصين شريكاً استراتيجياً أساسياً في معركة إعادة الإعمار وبناء ما دمرته الحرب التي أشعلتها مليشيا آل دقلو الإرهابية.
▪️مغادرة السفير تشانغ لا تعني نهاية مسيرة، بل بداية مرحلة جديدة يُنتظر أن يبني فيها خلفه على ما أرسته هذه الفترة من ثقة ومصداقية. فالصين اليوم ليست مجرد شريك اقتصادي للسودان، وإنما هي شريك استراتيجي في التنمية والأمن والسلام.
▪️إن ما يربط الخرطوم وبكين هو أكثر من علاقات دبلوماسية عابرة؛ إنه خيار استراتيجي يفرضه الواقع ويؤكده التاريخ، خاصة في ظل حاجة السودان إلى خبرات الصين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاتصالات والزراعة، وحاجة الصين في المقابل إلى موقع السودان الاستراتيجي وموارده ومكانته في قلب إفريقيا والعالم العربي.
▪️اردت بهذه الكلمات ان اوثق لسيرة دبلوماسي عمل في بلادنا سفيراً لكنه كان صديقاً حمل هموم السودان في قلبه، وترك أثراً لن يُمحى في صفحات العلاقات بين البلدين. و عبرها نوجّه رسالة شكر ووفاء إلى جمهورية الصين الشعبية قيادةً وشعباً على وقوفهم المستمر إلى جانب السودان في أصعب المراحل.
ونحن على يقين أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر قوة وفاعلية في تعميق الشراكة الاستراتيجية، من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب، وترسيخ السلام والتنمية، وصياغة مستقبل مشترك يليق بتاريخ البلدين وبمكانتهما.