الصين في قمة مجموعة العشرين : يتعين علينا أن نختار التضامن وليس الانقسام، والتعاون وليس المواجهة، والشمول وليس الاستبعاد.
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ
الخرطوم : رصد الرواية الاولى
كلمة السيد لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية في الجلسة الأولى للقمة الـ18 لمجموعة العشرين – نيودلهي، 9 سبتمبر 2023
معالي رئيس الوزراء ناريندرا مودي،
السادة الزملاء،
إنه لمن دواعي سروري البالغ حضور قمة مجموعة العشرين في نيودلهي. أود أن أتوجه بالشكر إلى رئيس الوزراء مودي والحكومة الهندية على الترتيبات المدروسة التي اتخذتموها لعقد القمة، وأرحب ترحيبا حارا بانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين!يحمل شعار هذه القمة “أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد” أهمية كبيرة، ويجسد رؤية مماثلة للمقترح الذي طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
ولعلنا نشعر جميعا بأنه: عندما تصبح “القرية العالمية” مفهوما مألوفا في جميع أنحاء العالم، فإن الأمر لا يتعلق بمجرد تقلص الزمان والمكان بفعل النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي، ولكن الأهم من ذلك أنه يتعلق بإقامة علاقات أوثق بين البلدان والأفراد على سطح هذا الكوكب. ويبدو الأمر وكأننا قرويون نعيش في نفس القرية، وكأننا إنسانية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك.
وأخص بالذكر أنه في ظل الآثار المركبة للتحول العالمي غير المسبوق والجائحة التي لا تحدث إلا مرة واحدة في القرن، تغير الكثير في عالمنا في السنوات الأخيرة.
وإن أهم ما تُنبئنا به هذه التغيرات هو أن البشرية مرتبطة بمصلحة مشتركة. ولا يمكن لأحد أن يبقى محصنا حال حدوث أزمات كبرى وتحديات مشتركة، وأن التضامن والتعاون هما السبيل الصحيح الوحيد للمضي قدما.في هذه “القرية العالمية” التي نعيش فيها جميعا، يتعين على جميع البلدان، بغض النظر عن حجمها أو موقعها، أن تنظر نظرة أوسع وأن تمعن التفكير في مستقبل البشرية أثناء سعيها إلى تحقيق مصالحها الخاصة. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.
ونحن ندعو جميع البلدان إلى احترام بعضها البعض، والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع إبقاء خلافاتها جانبا، والعيش معا في سلام، والعمل سويا لمواجهة التحديات العالمية وخلق مستقبل أفضل. وبالنظر إلى التحديات الهائلة التي تواجه الانتعاش العالمي والتنمية المستدامة، فإنه من الأهمية بمكان على وجه الخصوص أن يتمسك أعضاء مجموعة العشرين بالتضامن والتعاون، ويرتقوا إلى مستوى مسؤوليتنا تجاه السلام والتنمية، لصالح المستقبل المشترك للبشرية ورفاهها. ونحن بحاجة إلى زيادة تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، ودعم أمن النظم الاقتصادية والمالية الدولية، وتعزيز الابتكارات في الاقتصاد الرقمي، وضخ الثقة والزخم في النمو العالمي، لكي نصبح شركاء في تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي.
ونحن بحاجة إلى دفع العولمة الاقتصادية قدما بثبات، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف، ومعارضة تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية بحزم، والحفاظ على استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، لكي نصبح شركاء في تعزيز التعاون المفتوح على المستوى العالمي.
ونحن بحاجة إلى حماية كوكب الأرض بشكل مشترك باعتباره موطننا الأخضر. وينبغي علينا التمسك بمبدأ مسؤوليات مشتركة ولكن متباينة، ومواصلة تنفيذ ميثاق التنمية الخضراء لمجموعة العشرين، ودفع التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون قدما، وحماية البيئة الإيكولوجية البحرية، لكي نصبح شركاء في تعزيز التنمية المستدامة العالمية.
خلاصة القول، يتعين علينا أن نختار التضامن وليس الانقسام، والتعاون وليس المواجهة، والشمول وليس الاستبعاد.
ومن خلال ذلك فقط يصبح بإمكاننا أن نفتح آفاق أكثر إشراقا للتنمية العالمية ونبشر بمستقبل أفضل للبشرية.
إن الصين تقف دائما إلى جانب السلام والتنمية والتعاون القائم على الكسب المشترك. ونحن ملتزمون بأن نكون من بناة السلام العالمي، والمساهمين في التنمية العالمية، والمدافعين عن النظام الدولي. وفي المستقبل، سنظل متمسكين بتعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح وتحقيق تنمية عالية الجودة ودفع التحديث الصيني النمط.
في هذا العام، يسير الاقتصاد الصيني بشكل عام في اتجاه تصاعدي، كما تم إحراز تقدم راسخ في التنمية عالية الجودة. إن تنمية الصين تتمتع بآفاق مشرقة، وستضخ المزيد من الزخم الجديد في الانتعاش والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي. سوف تستضيف الصين الدورة الثالثة من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في الشهر المقبل والدورة السادسة من معرض الصين الدولي للواردات في شهر نوفمبر. ونرحب بقدوم جميع الأطراف للمشاركة بنشاط في هذين الحدثين وتقاسم فرص التعاون متبادل المنفعة.
والصين على استعداد لبذل جهود أكبر مع جميع الأطراف الأخرى من أجل خير كوكبنا المشترك، وبيتنا المشترك، ومستقبلنا المشترك!
شكرا لكم !