
القاهرة : الرواية الأولى
بدأت ملامح عزلة دبلوماسية تتشكل حول إسرائيل عقب إعلانها الاعتراف بإقليم “أرض الصومال” كدولة مستقلة؛ إذ انضمت الصين إلى جبهة دولية وإقليمية واسعة ندّدت بالخطوة، مؤكدة دعمها الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل أراضيها المعترف بها أمميًا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن قضية أرض الصومال شأن داخلي صومالي خالص، وشدد على ضرورة حلّها بالحوار الوطني ووفق الدستور، محذّرًا من أن أي تدخل خارجي يساهم في تأجيج التوترات وتهديد أمن القرن الإفريقي، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفي الأثناء، تصاعدت المواقف الرافضة للخطوة الإسرائيلية، لتشمل منظمات إقليمية كبرى؛ أبرزها منظمة التعاون الإسلامي، جامعة الدول العربية، الاتحاد الإفريقي، مجلس التعاون الخليجي، منظمة إيغاد، والجماعة الاقتصادية لشرق إفريقيا (EAC)، والتي أكدت جميعها على حق الصومال المطلق في الحفاظ على وحدته الترابية ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية.
وعلى المستوى الثنائي، أعلنت كل من مصر والسودان والسعودية وقطر والإمارات وجيبوتي والأردن والعراق والكويت وتركيا وإيران وفلسطين والجزائر وليبيا واليمن والمالديف وباكستان ونيجيريا رفضها القاطع للخطوة، ووصفتها بأنها سابقة خطيرة تمس الأمن الإقليمي وتضرب قواعد الاعتراف الدولي عرض الحائط.
الحكومة الصومالية، من جهتها، وصفت الإعلان الإسرائيلي بأنه “هجوم سافر على السيادة الوطنية”، وأكدت أنها باشرت تحركات دبلوماسية عاجلة في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجلس الجامعة العربية لـ إسقاط الاعتراف واحتواء تداعياته.
وتشير مصادر دبلوماسية لـ«الرواية الأولى» إلى أن جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي قيد التحضير، بطلب عربي وإفريقي مشترك، لبحث التداعيات القانونية والسياسية على أمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
وبينما تؤكد التطورات أن الخطوة الإسرائيلية لن تمر دون ثمن سياسي، تبدو كفة الشرعية الدولية مائلة بوضوح لصالح الصومال، في مشهد يعيد التأكيد أن حدود الدول ليست مجالًا لتجارب سياسية منفردة، ولا أوراقًا قابلة للمقايضة خارج قواعد النظام الدولي






