ليس هنالك داعي للقلق ! فقد انهزم المشروع الشرق اوسطي بعد غزوه للسودان و لو كزب المنجمون.
إن انعكاسات التصعيد الاخير الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط و افريقيا له استدلالات مهمة علي ملف الحرب في السودان يجب علينا اخزها في الاعتبار حتي يتثنى لنا رصد و تحليل الموقف الدولي من الحرب الدائرة في السودان و التي علي ما يبدو بانها اتت برياح شرقية عاصفة علي مشروع التغير الذي تشهده المنطقة الشرق الاوسطية و منطقة القرن الافريقي.
فمنذ بداية العدوان علي السودان بدات تنقشع الضبابية من علي اعين كثير من قادة الدول الافريقية حول طبيعة نوايا مخطط امريكا و الغرب و الذي يستهدفه منطقة القرن الافريقي و الذي جعل الغرب يعطي الشرعية لنفسه ويفعيل استراتيجية ما يسمى بعملية الحرية الدائمة (Operation Enduring Freedom) بالتدخل المباشر لحماية مصالح الغرب الحيوية في منطقة القرن الأفريقي و المرتبطة بمخطط التغير الشرق اوسطي و الذي يهدف للإستغلال مواردها الطبيعية والبشرية من أجل دعم رفاهية إنسان الولايات المتحدة و الغرب.
أن ماتقوم به أمريكيا و الغرب من تحركات حاليا في ملف الحرب الدائرة في السودان يحتاج لتتبع دقيق لمسار هذه التحركات و التي تهدف في نهايتها الي تدخل عسكرى أمريكى و دولي فى شؤن السودان تحت أى نوع من الزرائع والأسباب بعد فشل مخطط السيطرة علي السودان من قبل الوكلاء و ادخال السودان في دائرة الحرب وذلك لانجاح مشروعها الساعي الي السيطرة علي موارد و ثروات المنطقة الافريقية حيث يعتبر السودان هو الجزء الاصل في انجاح هذا المشروع لموقعه الجيوستراتيجي.
إن جميع السيناريوهات المتوقع استخدامها من قبل الغرب بقيادة امريكا حالياً للحفاظ علي المصالح الحيوية تهدف جميعها الي تقسيم السودان من خلال خلق توترات ونزاعات إثنية وعرقية ونزاعات مسلحة تسهم مجملها فى إنتاج موجات من العنف تؤدى إلى تراجع إستثمارات الصين والدول الصاعدة الأخرى فى السودان و إفريقيا ومن ثم تقوم الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب بتنفيذ السناريوهات المعدة لأفريقيا من أجل السيطرة على مواردها الطبيعية والبشرية ومن ثم يعاد إستعمار السودان و القارة الإفريقية ولكن بمفهوم حديث تستخدم فيه أدوات مثل المحافظة على حقوق الإنسان وحماية الأقليات ووقف الإبادة الجماعية.
ختاما علي قادة الدولة السودانية استقلال الفرصة الحالية في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد والمنطقة وذلك بوضع منهجية شاملة للتعامل مع الملف الخارجي و خصوصاً ملف العلاقات السودانية مع دول محيطه الاقليمي،ولكن قبل التفكير فى الإنطلاق نحو توثيق العلاقات السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية والعلمية مع دول المحيط الإقليمى (Regional Neighboring Countries) للسودان ينبغى ترتيب البيت الداخلى على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية من أجل توحيد صف الجبهة الداخلية,ثم البدء في وضع إستراتيجيات إقليمية(Regional Strategies) للتعامل مع هذه التحديات التى يتعرض لها السودان عبر التحرك فى إطار دول جواره الإقليمى والدول الإفريقية الأخرى من أجل صياغة نمط من القوة التحالفية يستطيع بها مقاومة التهديدات التى يتعرض لها,وبالتالى لابد لدولة السودان أن تخلق علاقات توازن بين علاقاتها العربية والإفريقية لحوجتها الماسة لقارتها الإفريقية لدعمه من الناحية السياسية والإقتصادية والأمنية وتقوية موقفه التفاوضى عبر تعزيز إندماجه فى الإتحاد الإفريقى,عليه تفرض محاذير التعامل مع القوى الكبرى إتجاه السودان نحو القارة الإفريقية وإسهامه فى تطوير العمل الجماعى الإفريقى على مستوى القارى والمستوى الإقليمى الفرعى ودعم تكوين حكومة الإتحاد الإفريقيى,وهذا يتطلب من القيادة السودانية العمل على توثيق علاقاتها بدول المحيط الإقليمى للسودان عبر تطوير شراكات إستراتيجية إقليمية فى المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية والفكرية والإعلامية فى إطار الوضع الدولى القائم,ثم الإنطلاق عبر هذه الشراكات الإستراتيجية لتطوير العلاقات مع بقية الدول الإفريقية لتحقيق مصالح السودان الإستراتيجية و التخلص من قبضة المنهج الاستعماري الجديد من قبل الغرب بقيادة امريكا الساعي الي السيطرة علي موار وثروات السودان.
٨ اغسطس ٢٠٢٤م
السودان و تدمير مخطط القرن