مازلت اتعجب من الصمت المحير الذي تمارسه قنصلية السودان في دبي علي ما حدث ويحدث من لغط وملاحظات وانتقادات واخفاقات وتجاوزات وخيبات في اداء جناح السودان ب(معرض اكسبو) .
و طالما ان الجناح باسم السودان وفي مشاركة ذات ابعاد اقتصادية وتجارية فمن الطبيعي والمطلوب ان تكون قنصليتنا هي الذراع الحكومي الذي يدعم ويوجه ويسهل المهام ويتدخل بقوة كذلك اذا ظهر ما يهدد المشاركة المشرفة لبلادنا في معرض اقتصادي عالمي باهمية ( اكسبو).
لن يجدي الصمت مع تناسل الاسئلة، السكوت علامة الرضا في افضل حالات التفسير، كما ان اية محاولات لاظهار عدم وجود علاقة للقنصلية بما يحدث في اكسبو سيكون( ذرا للرماد في العيون).
اية محاولة للافلات من ضغط الاسئلة الحائرة والملحة حول دور القنصلية في التعامل مع الموقف الملتبس والبائس لمشاركتنا في (اكسبو) ستكون هروبا يجر الكثير من الاتهامات علي القنصلية خاصة وانها قامت ومن صميم واجبها بتوفير الدعم اللوجستي لمفوض السودان في( اكسبو) نبوية محمد محجوب استجابة لتوجيهات سفارة السودان بابوظبي .
منحت القنصلية نبوية القاعة والمكتب في دارها قبل ان تغادر وتختار الاقامة في جناح السودان كما ان القنصل احمد عبدالرحمن كان قد كون لجنة اعلامية استبعدتها المفوض كذلك في وقت لاحق الي جانب ماتم تسريبه من تسجيل صوتي اكد مشاركته – اي القنصل- في اجتماعات اللجنة ومناقشته في تفاصيل مالية وادارية خطيرة وحساسة.
نعم تتداول الاسافير صوت القنصل احمد عبدالرحمن في تسجيل مسرب – تمنيت ان يؤكد صحته من عدمها – وهو يوجه اسئلة اثناء حديث حول مبلغ اثنين مليون درهم خصمهم مصمم المعرض الباكستاني كامل من المبلغ الكلي وقد تبقي له اثنان مليون درهم كدفعية مستحقة.. (هنالك شركة استشارية مع كامل تملكها رشا سلمان نائب رئيس الجالية السودانية هبة سلمان) ..
اذن لامناص من الاعتراف بوجود دور للقنصلية في مسار التطورات التي حدثت في اداء جناح السودان في ( اكسبو) ، لان انكار العلاقة يعني ان القنصلية ( قاعدة ساي) وسيجر عليها اتهامات مضاعفة بالتقصير في التعامل مع الموقف الي ان ( حدث ماحدث).
ثم ما هي مهمة القنصلية ان لم تتصدي بقوة لمسؤوليتها الطبيعية في تعظيم فرص السودان للاستفادة من الميزات الاستثمارية والفرص الاقتصادية التي يوفرها (معرض اكسبو)، وما هو الغرض من اقامتها اصلا ولماذا تم افتتاحها في دولة ومدينة ذات طبيعة ومنافع وجواذب اقتصادية معلومة.
لا اعتقد انني بحاجة لتذكير الاخوة في القنصلية بان (اتفاقيتي فينا) للعلاقات الدبلوماسية والعلاقات القنصلية لعامى (1961 و1963) على التوالى نظمتا مهام ووظائف وحصانات البعثة الدبلوماسية والبعثة القنصلية ..ففى الوقت الذي تؤدى فيه البعثة والسفارة الدبلوماسية مهامها السياسية المعلومة، تركز البعثة القنصلية حسب منطوق (المادة الخامسة) من (اتفاقية فينا) للعلاقات القنصلية على انجاز المهام التجارية والاقتصادية والفنية.. وفي اعتقادي ان (اكسبو) ليس تظاهرة فنية ، ولم يكن منافسة ثقافية او حدثا سياسيا ، بل هو منشط اقتصادي واستثماريوتجاري بحت يخاطب المهام والوظائف المتفق عليها للقنصليات في كل انحاء العالم.
وحتى فى حالة قطع العلاقات الدبلوماسية فان ذلك لايشمل اغلاق البعثة القنصلية التى تضطلع ايضا بخدمة رعايا الدولة المعنية ولذلك فان دور (القنصليات او القنصليات العامة) يتعاظم خاصة فى خدمة الاهداف التجارية والاقتصادية.
وبناء علي ذلك نقول ان دورا مهما ينتظر قنصليتنا في دبي للكشف عن كل ما حدث لمشاركتنا في (اكسبو) ، بل نمضي الي اكثر من ذلك ونؤكد ضرورة ان تستصحب القنصلية في التحقيقات حول ما حدث من تجاوزات حتي الان ، وسنحرص كذلك للتعرف والوقوف علي مارفعته قنصليتنا من تقارير وما اتخذته من خطوات وقرارات- ان وجد- لايقاف اي عبث او تجاوزات باسم السودان في (معرض اكسبو).