فى شهر رمضان تصفد مردة الشياطين وتبقى شياطين السياسة فى غيها تسعى بالمكر والخبث والدهاء فإذا كان الشيطان يسعى فى غواية العباد فإن شياطين السياسة بالسودان يسعون الى البحث عن الفرص التى من شأنها أن تعقد المشهد وتزيد من التوتر بين أبناء الوطن والهدف من وراء ذلك الحصول على مناصب ومكاسب سياسية لا تسمن ولا تغنى من جوع بقدر ما أنها تزيد من هشاشة الوضع الإستثنائى المعيش بالسودان وخلاصة القول أن الصراع الذى يشهده السودان اليوم هو صراع سياسى بأدوات عسكرية منزوع منها القيم والأخلاق والشرف والرجولة فى الوقت الذى ينحدر فيه السودان الى أسفل سافلين.
مجمل القول أن المجلس المركزى لقوى الحرية والتغيير إستطاع إقناع قائد قوات الدعم والوصول معه الى نقطة إقناع بضرورة الإتفاق الإطارى وأصبح المجلس المركزى هو الحاضنة السياسية الجديدة للدعم السريع مع العلم أن الجميع يعلم علم اليقين أن قوات الدعم السريع هى صناعة حزب المؤتمر الوطنى المحلول وأن البرلمان الذى أجاز قانون الدعم السريع هى عضوية المؤتمر الوطنى فالمجلس المركزى إمتطى ظهر قائد الدعم السريع ووصل به الأمر أن يعتذر عن مشاركته فى إنقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر (المرخرخ) طبعا (المرخرخ) الإنقلاب ما حميدتى.
الإتفاق الإطارى الذى يؤيده حميدتى سرا ويلعنه البرهان جهرا هو القشة التى قصمت ظهر العلاقة ما بين الدعم السريع والقوات المسلحة بحسب تصريحات مناوى أمس الأول وأصبح الأمر اقرب الى إندلاع شرارة الحرب لو لا تدخل قادة الكتلة الديمقراطية مناوى وجبريل وعقار وما يجرى بمدينة مروى صراع حقيقى نجحت بعض القوى السياسية فى هذه الوقيعة بعد أن أصبح مصير الإتفاق الإطارى مثل مبادرة أهل السودان التى قادها الطيب الجد التى بدأت بقوة مائة حصان وانتهت بقوة (دحيش متلف) وموت الإتفاق الإطارى سيعجل بخروج قادة المجلس المركزى من المشهد فى حال توسيع المشاركة للقوى السياسية عدا المؤتمر الوطنى مع العلم أن قادة المجلس المركزى مصابين بفوبيا الكيزان فإذا إرتفعت درجات الحرارة بالخرطوم فإنهم يرجعون التهمة فيها الى الكيزان والدولة العميقة وهم يقودون ويمسكون بزمام الأمور من دون تفويض شعبى.
التقارب الحاصل بين الدعم السريع والمجلس المركزى لقوى الحرية والتغيير لن تطوى صفحة التاريخ القريب تاريخ فض الإعتصام بالقيادة العامة وهل نسى قيادات المجلس المركزى لقوى الحرية والتغيير دماء الشهداء اللزجة التى سالت فى ميدان الإعتصام وهل نسوا إغتصاب الكنداكات يوم فض الإعتصام وهل نسوا المفقودين من الثوار أم أن كل ما قام به قادة المجلس المركزى من تجارة بدماء الشهداء واغتصاب الكنداكات كان مجرد مسرحية سيئة الأخراج وهل أصبح حميدتى الملاك الطاهر وأصبحت قوات الدعم السريع أطهر وأنقى من القوات المسلحة وبما أن صفحة التاريخ واحدة يجب أن تقرأ بكل شفافية ما هو مصير شهداء فض الإعتصام أم تحول حميدتى وقواته ما بين عشية وضحاها الى صديق ولى حميم للمجلس المركزى لقوى الحرية والتغيير ألم يكن حميدتى هو ذات الفريق خلاء الذى لم تطأ أقدامه الكلية الحربية ألم يكن حميدتى تاجر حمير بشمال دار فور قام بتجنيده الرئيس السابق عمر البشير ليحمى حكمه وهذا ما سمعناه بميدان الإعتصام بالمنصة الرئيسية أم أن حميدتى تحول الى ملاك طالما أنه وافق على الإتفاق الإطارى.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
أباء وأمهات شهداء فض الإعتصام الكنداكات المغتصبات وأسر المفقودين عرفتم لماذا سكتت الألسن عن ترديد عبارة (الرحمة والمغفرة للشهداء عاجل الشفاء للجرحى والعودة للمفقودين) ولا عزاء للمغتصبات إن كان هناك مغتصبات أصلا ومن ينتظر حق الشهداء فعليه أن يسأل ذات السؤال (بكم بكم قحاتة باعوا الدم).
ربــــــــــع شـــــــوكـة
التوقيع على الإتفاق الإطارى يَجُبُ عملية فض الإعتصام.