الرأي

السماني الوسيلة يكتب : رسالة الي روح الشريف حسين الهندي

الراحل الشريف حسين الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم

رساله الي روح ابي الراحل المقيم..

الشريف الحسين الهندي..
رضي الله عنه وأرضاه..

عام اخر ابي أمير الشهداء يدور
وتتجدد فيه الذكرى التي لم تنقطع ابدا.. بعد رحيلك وسقوطك شهيدا من أجل عزة هذا الشعب وحريته ونمائه وعزته وعلو شانه، وهى تأتي من حسن الطالع هذا العام متزامنة مع التاسع من شهر رجب الاغر.. وارتباطها الدائم بذكرى استقلال الوطن، الذي عشقته أرضا وترابا وشعبا، ونذرت نفسك وروحك من أجله تخطيطا وابداعا وانجازا عندما تقلدت المسؤولية، عاملا على تحقيق تنمية شامله متكامله،.. اقتصاديه وسياسيه واجتماعيه.. لان إيمانك بأن الإنسان هو هدف التنميه.. رعيت الشباب وحميتهم من الفاقة والبطالة ووفرت لهم التدريب.. فقدمت لهم بند الاداره العموميه في عام ١٩٦٧ قبل كثير من دول العالم المتقدم..
وحولت المزارع شريكا للدولة بإدخال قانون الإصلاح الزراعي، ووضعت خطط الرقع الزراعيه وتنويع إنتاجها وتصنيعه.. قمت بتخطيط ترعتي الرهد وكنانه.. وتعلبة خزان الروصيرص وخزان الحماداب..لنهضة شامله ممتده تعم سهول البطانة وشرق السودان الحبيب..
وملكت الدولة أدوات الاقتصاد واذرعه، بتاميم القطاع المصرفي والشركات العامله في تجارة السلع والخدمات الاستهلاكيه الاستراتيجيه..
ووضعت كوادر العاملين والموظفين وأصبحوا مشاركين في القرار في مؤسساتهم..

وفي عهدكم توحدت ارادة الأمة العربيه، بلقاء زعيميها الراحلين عبدالناصر وحكيمها الملك فيصل عليهما الرحمة والمغفرة.. وعملت علي ان يلعب السودان دوره الريادي في وصل محيطه الافريقي بالعالم العربي..
امتدادا لدورك الكبير في حركة التحرر الافريقي.. الذي كنت فيه علما ورمزا من رَموزه، من باكر صباك.. شهدت لك به حركات التحرير في المغرب والجزائر وزمبابوبي ويوغندا والكنغو وجنوب أفريقيا..
وبعد إنقلاب مايو المشؤم عرفتك ساحات النضال، مدافعا عن حرية الشعب التي انتزعت ديمقراطيته التي سلبت بليل..ونفر كريم من أبناء هذا الشعب المولود.. الإمام الغائب الهادي المهدي ومحمد صالح عمر رحمهما الله.
خبرتك الصحاري في ليبيا والجبال في إثيوبيا.. وأرض الثورات في العراق ومهبط الوحي.. قابلت الراحل الملك فيصل وصدام حسين القذافي رحمهما الله، ولم يغريك وعيد ولم يثنيك تهديد.. وظل هدفك الحرية التي دافعت عنها حتى الموت.. لم تنجرف شرقا ولم تنحرف غربا..
ونحن نخاطب روحك الطاهرة ابي الشهيد اليوم والوطن التي تحلم به يتعرض لاقسي وأصعب امتحان.. يكون او لا يكون.. تكالبت عليه الظباء والاطماع من كل حدب وصوب وجنس..
فبدلا كم ان تتوحد ارادة أبنائه.. دب الخلاف والاختلاف وسط أبنائه وعم وتفشت فيهم روح غريبه، أفسد اختلاف الرأي الود.. وتعالت الأصوات تخاوينا وتنابذ بالألفاظ.. وشغلهم الصراع على السلطه.. بدلا من العمل علي وضع الأسس التي تقوم وتمارس بها السلطة كمسؤولية وطنيه.. تكليف لا تشريف.. وانها برضا الناس أجمعين لا بفرض الرأي والاقصاء، مما ادخل البلاد في اتون حرب ضروس لم يشهد العالم مثل ممارساتها التي انعدمت فيها القيم والأخلاق..
وسادت فيها قوانين الغابة من سلب ونهب وهتكا للأعراض.. وسلبا للمتلكات وتحطيما لكل مقدرات الدولة.. والعالم ينظر ويغض الطرف ويلوي الحقائق الموثقة..
ولكننا نجدد العهد ابي الشهيد الحي، بأن نسعى لجمع الصف الوطني متملين بروحك ورفقاك الغر الميامين وعزمكم، حتى يصبح الحلم حقيقة بعد أن ظنه البعض بعيد المنال..
مؤمنين كما كنتم، بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه، لا عاملين بقول فرعون :ما اريكم الا ما اري وما اهديكم الا سبيل الرشاد..
حتى تعود الثقه بين الناس أجمعين، لأنها عمل مشترك بينهم..
ونعمل على تقديم من تتساوي مقدراتهم مع طموحاتهم..من أجيال الغد الواعد..
ومؤمنين ان القبيله هي الخليه الأولي لمجتمع متعدد ومتنوع ان احسنا إدارته اصبح مصدر قوة وأمنا واستقرارا.. نحارب استخدامها لنيل الأهداف الشخصية للافراد والجماعات..
فعلينا الان.. الان ..أن نعمل جميعنا بذات الروح مدركين.. ان حرية كل منا تبدأ باحترام حرية الأخر..
لنبنى وطننا ذلك الشامخ الذى ميزه الله بخيرات عدة وعديده..وإنسانه، ذلك الذي ساهم في نهضة دول كثيرة في أفريقيا والعالم العربي وعلي المستوى الدولي.
فما احوجنا اليوم إلى روح تلك الأيام الخوالد مستلهمين أرواحكم وارواح شهداء الثورة السودانية عبر مسيرتها الكبرى الممتده..
فتكريم ارواح الشهداء يكون بتحقيق احلامهم وآمالهم التي سالت دماؤهم من اجلها..فداءاً لشعب أبي عزيز ينشد الإستقرار والتنيمة والعدالة والحرية والسلام.
بدلاً من الصراع الذي سيقود حتماً إلى الإستمرار في دوامة الفشل ويشجع الطامعين والمغامرين داخلياً وخارجياً.. كما نشاهد اليوم من تدخلات سافره وازدواج في المعايير.. حيث أصبحت بلادنا مرتعا خصبا لكل طامع للطير من كل جنس..
واصبحنا نتسابق ونتباهي جماعاتا وافردا واحزابا.. بالقرب والتقرب اليهم ،، وكاننا فقدنا الرشد الذي يقودنا الي جمع الصف الوطني اولا.. ويكون الخارج عنصرا مساعدا بدلا من الحل..
ومن هنا وفي يوم ذكرى رحيلكم المر نناشد الجميع وكما قيل:
ان الزهرة الواحده لا تصنع حديقه..
ولنعلي شعار اداء الواجب أولا كل في موقعه..قبل المطالبة بالحقوق.
ونتخذ من وصية احد الحكماء لأبنائه وهو على فراش الموت قائلا : اريد ان اوصيكم بوصيه ان عملتهم بها نجوتم ..(كونوا كالنجوم يهتدى بكم ..ولا تتوانوا في انفسكم.. فمن توانى في نفسه ضاع ..واقدمو على الامور، فأن في الاقدام على الامور اجتلابا للحظ.. والجسارة قرين الظفر)..
ونزيد.. توشحوا بثوب السودان العريض، ولا تتوانوا في أنفسكم ولا تقيدكم تنظيمات ولا افكار ضيقة وباليه وتجارب مضت.. حفاظا علي هذا الوطن والعمل علي تامين مستقبل كريم لأبناء هذا الشعب وتاريخ الشعوب كما ذكرت( لا يقاس بالأيام والشهور والسنين.. لان الأنفس والأرواح ذاهبة.. وتبقى الأرض والشعب والتاريخ)
فالقوه تكمن في القدرة على المضي قدما بروح متسامحة وعادلة وحاسمة ..بدلا من روح منتقمة.

فلتنم قرير العين ابي الشهيد ورفاقك الغر الميامين (فلمثل ما بدأتم الا النصر او الشهادة بإذن الله)

عـــــاش الســـودان حـــراً ابيـــاً كريمــاً وعزيـــزاً….

ابنك / السمانــــي الوسيــــــــــــــلة الشيخ السمانـــي.

اترك رد

error: Content is protected !!