أديس أبابا – خاص : الرواية الاولى
أثارت قضية عدم مشاركة السودان في القمة الافريقية السادسة والثلاثين في أديس ابابا جدلا محتدما في أروقة القمة بسبب تناقض موقف الاتحاد الافريقي ازاء الأزمات السياسية والصراعات في أفريقيا، حيث وصف عدد من الخبراء والمتابعين قرار الاتحاد الافريقي بتعليق مشاركة السودان بأنه متعسف ومخالف للميثاق الافريقي للديموقراطية والانتخابات والذي يصف الانقلاب بأنه (استيلاء على السلطة من حكومة منتخبة ديموقراطيا) وهذا لا ينطبق على حالة السودان، وأن الأمر لم يكن سوى أزمة بين شركاء الإنتقال تستدعي التوسط من الاتحاد الافريقي وليس الاستعجال بقرار آحادي ظهرت فيه العديد من العيوب.
ووقفت العديد من الدول وقفة جادة وصادقة إلى جانب السودان حيث بذلت المغرب عبر دبلوماسيتها جهودا حثيثة لاعادة السودان للاتحاد الافريقي وكانت هنالك كلمة ضافية من وزير خارجية المغرب في لقاء خاص بالممثلين الافارقة على المستوى الوزاري لمجلس السلم والأمن الأفريقي قبل انعقاد القمة بحضور السيد وكيل الخارجية السوداني دفع الله الحاج علي ومدير ادارة الاتحاد الافريقي السفير الزين ابراهيم.
وفي تصريحات ل “الرواية الأولى” قال السفير المغربي بأديس أبابا والمندوب الدائم للمغرب بالاتحاد الافريقي محمد عروشي أن عودة السودان الى بيته الافريقي ستساهم في خدمة المصالح الحيوية لشعب السودان في مجالات السلم والأمن والتنمية وسيسمح لهذا البلد الشقيق ان يواكب مسيرة التنمية والاستقرار القارة الافريقية وأضاف العروشي “نتطلع لهذه العودة في أقرب الاجال الممكنة، لأن الشعب السوداني شعب أصيل له حضارة عريقة وتاريخ حافل بالتضامن الافريقي”.
وأفادت مصادر بأن هنالك دول تتمتع بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي مثل يوغندا رفضت بصورة قاطعة من الأساس تعليق مشاركة السودان في الاتحاد الافريقي، ووقفت معها دول عديدة ذات الموقف إلا أن هنالك ارتباك واضح في اداء مجلس السلم والأمن الأفريقي أدى لتضخيم التدخل الأجنبي في قرار الاتحاد الافريقي، حيث يستقبل الاتحاد الافريقي اكثر من 60% من ميزانية البرامج من الدول الغربية، وتشير مصادر إلى تواطؤ شخصية بعينها في ملف السودان مع دوائر غربية بغرض الضغط لصالح تسليم السلطة لفصائل سياسية محددة يرونها تعبر عن اجندتهم ومطامعهم.
ويقول الكاتب الصحفي والدبلوماسي السابق في واشنطون مكي المغربي والمتواجد بالقمة الأفريقية “هنالك حالة مستعصية من النفاق في ردهات وكواليس الاتحاد الافريقي وأن عددا من الذين يتعاملوم مع جهات خارج الاتحاد الافريقي تحت غطاء برامج ومناشط مشتركة يعملون لصالح اجندات غير افريقية بالمرة” و أضاف مكي أن التاريخ سجل نقاطا سوداء على أفراد سنفصح عنها لاحقا إلا أن التاريخ سجل أيضا ان هنالك من استضاف السودان في داره وجمع له القادة الافارقة ليسمعوا وجهة نظر السودان حول هذا القرار، وبعد عودة السودان سنكشف كل هذه الحقائق.
ومن المأمول أن يصل وفدا من السودان رغم تعليق مشاركة السودان وذلك بغرض اجراء لقاءات جانبية مع النظراء والشخصيات الاساسية في الاتحاد الافريقي لتبليغ وجهة نظر السودان الرسمية.
