الراصد / فضل الله رابح

الجزيرة .. بين هواجس الإنتهاكات وأفراح التحرير (1)

   الجزيرة .. بين هواجس الإنتهاكات وأفراح التحرير (1)
    تمر هذه الايام الذكري السنوية لتاريخ إجتياح مليشيا التمرد ولاية الجزيرة التي يؤرخ لها باليوم الذي فرضت فيه المليشيا سيطرتها علي عاصمة الولاية مدينة ودمدني ذلك يوم 19 ديسمبر 2023م ورغم أن المليشيا دخلت عدد من مناطق الولاية قبل هذا التاريخ الا أن الإعلام بدأ التوثيق لجرائم المليشيا وإنتهاكاتها بهذا التاريخ الذي يعتبر الثقب الأسود فى تاريخ الجزيرة المعطاءة دمر كل ذكريات ماضي أرض السمر والنيل والخضرة .. وربما أيام وسيتم تحرير مدني السني التي يسميها أهلها لكن تظل هواجس الإنتهاكات التي إركتبتها مليشيا الدعم السريع وما قامت به من فظائع ضد المدنيين بالولاية تتطغي علي أفراح التحرير وستبدأ شواغل معركة أخري وهي الأصعب خاصة بكيفية إعادة إعمار التدمير الممنهج للجزيرة الأرض والإنسان وهى الأرض التي كان يصفها أستاذ الأجيال حسين خوجلي بأنها سترت عورة السودان.
  الجزيرة اليوم تحتاج لمن يسترعورتها ويعيد لها سيرتها وموقعها في الإنتاج – الجزيرة التي كانت إيقونة الحصاد فى السودان إذ تغني لها ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة ومن ثم الأجيال من بعدهم - حرم النور والشاب سعد وغيرهم تغنوا للحصاد – في الجزيرة نزرع قطنا – نزرع نتيرب لنحقق أملنا – الجزيرة بحر العلوم التي تحتضن هيئة البحوث الزراعية التي كانت بنك السلالات الزراعية النادرة ليس للسودان وحده بل لكل العالم كلها دمرتها المليشيا التي إرتكبت جرائم تخريب ممنهج ومدروس إستهدف به كل البنية الزراعية فولاية الجزيرة ليس مشروع الجزيرة وحده كما يترأي للبعض وانما مشروع الجنيد ومشروع الرهد ومشروع المناقل الى جانب الغطاء الزراعي الذي يقع خارج هذه المشاريع فضلا عن المشاريع البستانية وإمتداد الجنائن التي تبدأ من بتري جنوب الخرطوم حتي سابع دليب جنوبا كلها دمرت بل أحرقت من قبل المليشيا .
   إستهدفت المليشيا بالخراب والتدمير القطاع الصناعي بدءا من مدينة جياد الصناعية التي تعد أكبر مدينة صناعية في أفريقيا ثم مصانع الغزل والنسيج علي إمتداد الجزيرة واكبرها مصنع نسيج الحصيصا الي جانب مصنع سكر الجنيد والعشرات من مصانع الزيوت والمواد الغذائية والحلويات والصابون والمشروبات المنتشرة في مدني ومدن الولاية الاخري أكثر من 347 مزرعة دواجن بولاية الجزيرة قامت المليشيا الارهابية بتدميرها لتحلق بعملية التجريف الممنهج لقطاع الثروة الحيوانية حيث قامت المليشيا بنهب وسلب عشرات الالاف من الابل والضأن البلد الذي إشتهرت به ولاية الجزيرة هذا الي جانب التدمير الكبير الذي أستهدف قطاع التعليم بشقيه العام والعالى التي يتصدره تدمير كامل لجامعة الجزيرة وجامعة القرأن الكريم وكل الجامعات الاهلية علي رأسها جامعة البطانة وجامعة ودمدني الاهلية وجامعة المناقل ..
 القطاع الصحي بالجزيرة هو الاخر لم يسلم من إنتهاكات مليشيا ال دقلو الارهابية حيث دمرت المليشيا ( 150) مشفي عام وخاص منها (32) مستشفي كبير ومرجعي أما التدمير الأكبر فهو لإنسان ولاية الجزيرة حيث تجاوز قالت أخر إحصائية أن عدد الشهداء من القتلي (7) ألف قتيل رغم غياب الاتصالات الي جانب المفاجات التي حدثت للذين عادوا الي قراهم الذين وجدوا الجثث المتحللة وأعداد كبيرة من المفقودين وبالأمس إرتفع شهداء قرية "اللعوتة الحجاج" إلى ( 53) وكشفت مجموعة من شباب قرية "اللعوتة الحجاج " بمحلية الكاملين لمؤتمر الجزيرة عن عثورهم على (30) جثة متحللة لمواطنين القرية، وكانت مليشيا الدعم السريع قد هاجمت القرية في شهر نوفمبر الماضي، وقتلت (23) مواطنا، ونهبت ممتلكات الأهالي وأجبرتهم على النزوح كما احتجزت عدد منهم ، قبل الكشف عن الجثث الجديدة بالأمس ليصل عداد الشهداء إلى (53) شهيد.بالقرية ، وكانت مليشيا الدعم السريع قد هاجمت القرية في شهر نوفمبر الماضي ، وقتلت (23) مواطنا ، ونهبت ممتلكات الأهالي وأجبرتهم على النزوح كما احتجزت عدد منهم ، قبل الكشف عن الجثث الجديدة .
   نواصل فى الحلقة القادمة إن شاء الله ..

اترك رد

error: Content is protected !!